موفدة رووداو إلى أوكرانيا تسرد تفاصيل قصف روسيا لكنيسة تاريخية

23-07-2023
رووداو
موفدة رووداو إلى أوكرانيا دلنيا رحمن
موفدة رووداو إلى أوكرانيا دلنيا رحمن
الكلمات الدالة أوكرانيا
A+ A-

رووداو ديجيتال

تعهدت أوكرانيا الأحد بـ "الرد" على موسكو بعد شنّها هجوماً ليلياً عنيفاً بالصواريخ على مدينة أوديسا الساحلية أدى الى سقوط ضحايا وتضرر كنيسة تاريخية

موفدة شبكة رووداو الإعلامية إلى أوكرانيا، دلنيا رحمن، تسرد تفاصيل الهجوم قائلة: "القصف وقع في حوالي الساعة 02:00 إلى 03:00 بعد منتصف الليل، وتضررت هذه الكنيسة القديمة"

ووصفت موفدة رووداو حالة الذهول التي أصابت الناس بسبب قصف هذه الكنيسة بهذه الصورة، فبالإضافة إلى هذه الكنيسة "تعرض نحو عشر بنايات محيطة بالكنيسة للقصف، وأسفرت عن تحطم زجاج أغلب البنايات".

ونوهت إلى أن القصف الذي أسفر عن مقتل شخص وعدد من الجرحى بينهم أربعة أطفال وحالتهم غير مستقرة "فقد وقع القصف بينما الناس نيام وغير متأهبين لحدوث طارئ".

تعرضت مدينة أوديسا في الفترة السابقة لعدة عمليات قصف وتركز القصف على مخازن الحبوب، لكن استهداف كنيسة في مركز المدينة كان إلى حد ما غريباً على الناس لا سيما في مدينة أوديسا التي تعد من المدن السياحية، فقد شهدت حركة نزح إليها من محاول القتال في مناطق مثل زابوريجيا وخيرسون.

في السياق أشارت موفدة شبكة رووداو الإعلامية إلى أنه باعتبار يصادف اليوم الأحد فقد آتى الناس إلى محيط الكنيسة، "فالكثير من الأرثوذوكس يعتزمون زيارة الكنيسة، وكما يقولون فإنهم ما زالوا يعانون من صدمة، كما نرى الشباب والشيوخ هرعوا إلى هنا لتقديم المساعدة في تنظيف الكنيسة في بأقصر وقت".

وتشير المعلومات الأولية إلى أن الهجوم الصاروخي نفذ بصواريخ كروز، وتم توجيهها مباشرة إلى الكنيسة وانفجر الصاروخ داخل الكنيسة، إلا أنه ألحق أضراراً بعشر بنايات محيطة وحوالي 20 سيارة كانت مركونة".

وأوضحت موفدة رووداو إلى أن "روسيا لديها هدف وحيد من القصف الذي استهدف المنطقة، إما وجود مشجب عسكري أوكراني قريب، أو هو في بعض الأحيان ناتج عن تصدي المنظومة الدفاعية الأوكرانية لصاروخ وتغيير اتجاهه"، مضيفةً: "لا توجد حتى الآن أي بيانات رسمية تشير إلى الهدف، لكن واضح أن أوديسا كانت في الأيام الثلاثة الأخيرة واحدة من المدن المستهدفة بالقصف الروسي خاصة في ما يتعلق بمخازن الحبوب".

خلال تغطية رووداو في القسمين الشرقي والجنوبي اتضح بحسب قول الموفدة أن "القوات الروسية تريد تشتيت تركيز القوات الأوكرانية على الشرق وعلى باخموت بالتحديد، يبدو أن أحد أهداف الضربات المتواصلة على جنوب أوكرانيا في الأيام الأخيرة هو أن تستمد القوات الروسية القوة للسيطرة على المزيد من الأراضي في الشرق الأوكراني".

وتابعت قائلة: "في الأسبوع الماضي عندما كنت هناك روسيا تضغط على القوات الأوكرانية باخموت وأطرافها من جميع الجهات، حيث أن القوات الأوكرانية بدأت منذ شهر عملية هجوم مضاد على القوات الروسية، لكن روسيا بهذه الضربات على جنوب أوكرانيا تريد تغيير مسار المعارك وحرف تركيز القوات الأوكرانية من الشرق إلى الجنوب، لكي تحقق المزيد من التقدم في الأجزاء الشرقية".

وتعرضت الكنيسة ذاتها للقصف في العهد السوفييتي وتم ترميمها سنة 1999، أي أن هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيه الكنيسة لمثل هذا القصف.

يأتي ذلك  في وقت التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره البيلاروسي وحليفه ألكسندر لوكاشنك، حيث أكد بوتين في هذا الاجتماع، وهو الأول بين الرئيسين منذ توسط لوكاشنكو الشهر الماضي لإنهاء التمرد المسلح لمجموعة فاغنر على القيادة العسكرية الروسية، بأن الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها موسكو "مني بالفشل".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن موسكو أطلقت "صواريخ ضد مدن مسالمة وضد مبان سكنية وكاتدرائية" مؤكداً "سيكون هناك بالتأكيد رد انتقامي ضد الارهابيين الروسيين من أجل أوديسا"، مضيفاً "سيشعرون بهذا الرد".

وأعلن وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو أن القصف أدى الى مقتل شخصين من المدنيين، مشيرا الى أن "22 شخصا أصيبوا بجروح، من بينهم أربعة أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم 17 عاماً".

وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية أنه "في المجموع، استخدمت روسيا 19 صاروخاً من أنواع مختلفة منها اسكندر البالستية وأونيكس وكاليبير من البحر، مشيرا الى إسقاط تسعة منها.

وأشارت الى أن الصواريخ التي لم تتمكن دفاعاتها الجوية من التعامل معها، تسببت "بأضرار في البنى التحتية المرفئية" وأصابت "ستة أماكن سكن على الأقل بينها مبانٍ لشقق"، إضافة الى انقطاع التيار الكهربائي.

وتقع مدينة أوديسا على البحر الأسود، وتعد استراتيجية للنقل البحري والإشراف العسكري على هذه البقعة المائية الحيوية، الا أن المدينة تشهد منذ أيام زيادة في الاستهداف الروسي في أعقاب اعلان موسكو إنهاء العمل باتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية، كان ميناء أوديسا منفذاً أساسياً فيها.

واتهمت أوكرانيا روسيا بتركيز ضرباتها على أوديسا للحؤول دون استئناف محتمل لصادرات الحبوب.

وأفاد الجانب الأوكراني أن القصف الذي طال أوديسا ليل السبت الأحد ألحق أضرارا بالغة بكاتدرائية أرثوذكسية تقع في الوسط التاريخي للمدينة، المدرج منذ كانون الثاني 2023 على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية "دمرت كاتدرائية التجلي الواقعة في الوسط التاريخي لأوديسا، الخاضعة لحماية اليونسكو. جريمة حرب لن تنسى ولن تغفر".

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) دانت الجمعة "بشدة" الضربات الروسية على "عدد من المتاحف" والمباني التاريخية في وسط أوديسا، مؤكدا تعرضها لأضرار.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب