ووداو ديجيتال
جيهان كانت تبلغ 10 أعوام حين وقوعها مع 30 فرداً من عائلتها بيد داعش، ولا يزال 9 منهم مفقودين حتى الآن. قدمت بالزيّ التقليدي للإزيديين الى البرلمان الألماني لحضور جلسة خاصة بالتصويت على الاعتراف بالإبادة الجماعية للكورد الإزيديين حيث صوّتت أغلبية المجلس لصالح القانون. ووصف أمير الإزيديين القرار بـ "التاريخي".
جيهان عمر، الناجية الإزيدية من قبضة داعش، قالت لرووداو: "لا يزال بعض افراد عائلتنا بيد داعش، أبي وشقيقي الأكبر لديهم ولا نعرف عنهم شيئاً، لا نعلم ان كانوا أحياء أو أموات"، مبينة ان "هذا اليوم مهم جدا لي وللإزيديين، ونحن سعيدون جدا باعتراف البرلمان الألماني بإبادة الإزيديين".
وعقد البرلمان الاتحادي الألماني، اليوم الخميس (19 كانون الثاني 2023)، جلسة خاصة للتصويت على مشروع قانون الاعتراف بالإبادة الجماعية للكورد الإزيديين، حيث صوتت غالبية المجلس لصالح القانون.
وقدمت الكتل السياسية المجتمعة خطابات حول جرائم داعش، مبدية دعمها لأبناء المكون. وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في كلمتها أمام المجلس ان بلادها تتحمل أهم مسؤولية بهذه الخطوة، وينبغي ان لا تتكرر هذه الإبادة.
أنالينا بيربوك قالت لشبكة رووداو الإعلامية ان "الاعتراف بهذه الجرائم كإبادة، ليس للإحياء فقط، بل من أجل بذل محاولات أكثر، لأن هناك أكثر من ثلاثين ألف امرأة وبنت مختطفات ومفقودات. يجب ان نقاتل من أجل إيجاد كل واحدة من تلك الإناث لتتمكن من العودة الى المجتمع الإزيدي، آلاف الأشخاص لا يزالون في المخيمات، نريد إعادة إعمار مناطقهم ليعودوا إليها، نعلم مدى صعوبة ذلك، لأن الوضع الأمني لتلك المناطق غير مستقر، ومن أجل ذلك نحن على تواصل مع الحكومة العراقية. هناك نقطة أخرى مهمّة بالنسبة أليّ، لأنني كنت هناك بنفسي وتحدثت مع النساء اللاتي ولدن أطفالاً نتيجة الاعتداء عليهنّ، نحن نريد مساعدة تلك النساء والأطفال الذين ليس لديهم أسم ثاني حتى الآن".
تتألف مسودة القانون الألماني من 20 مادة، تتضمن الاعتراف بالإبادة الجماعية للكورد الإزيديين، ومطالبة الحكومة الألمانية بتقديم المساعدات المالية لدعم إعادة النازحين الإزيديين الى ديارهم ومناطقهم الأصلية، والذين حسب احصائيات مكتب تحرير المختطفين الإزيديين، يعيش 135 الف و860 نازحاً منهم في مخيمات دهوك، و189 الف و337 آخرين يقيمون خارج المخيمات في مناطق مختلفة بإقليم كوردستان.
وتسعى ألمانيا بهذا القرار الى تنفيذ جميع النقاط الـ 20 المهمة في هذا القانون، أهمها امزال العقاب بحق مرتكبي هذه الجرائم، إعادة إعمار مناطق الكورد الإزيديين، كذلك معالجة الناجين من قبضة داعش.
حازم تحسين بك، أمير الكورد الإزيديين، والذي حضر اجتماع البرلمان الألماني، قال لرووداو إن "هذا يوم تاريخي، ليس للإزيديين فقط، بل لكلّ الأمم المقهورة. ألمانيا افتخرت بالأمر وقررت الاعتراف بـ (القتل الجماعي للإزيديين) كإبادة. هذا القرار جيد جداً، ولم نقبل بالمادة السابعة فقط".
وتحدث أمير الإزيديين حول المادة التي يتحفظون عليها بأنها "نصت على اعتبار الأطفال المولودين من عناصر داعش، مسلمين، لكن ذلك مناف للديانة الإزيدية، وقمنا برفضه".
فضلاً عن ألمانيا، اعترفت عدة دول أوروبية أخرى بالقتل الجماعي للإزيديين كإبادة، ومنها فرنسا، البرتغال، بلجيكا، هولندا، ولوكسمبورغ.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً