رووداو ديجيتال
مع شروق الشمس، يشقّ قرويون طريقهم إلى منحدرات جبلية خضراء يكسوها اللون الزهري، ليبدأوا أيامهم الربيعية بقطاف الوردة الشامية العطرة، وجمعها بعناية في أكياس بلاستيكية تزنّر خاصرة كل منهم.
بفارغ الصبر، ينتظرون القرويون موسم قطاف الوردة الشامية في قصرنبا في شرق لبنان، لشراء كميات ضخمة منها وتحويلها إلى ماء الورد أو المربى أو شراب الورد.
وتعد سوريا المجاورة المصدر الأساسي لهذه الوردة التي تعود زراعتها إلى آلاف السنين، وقد أغرت كلّ من مرّ على الأراضي السورية، فنقلها الى أوروبا بشكل كبير الصليبيون منذ مئات السنين وسار على خطاهم الفرنسيون خلال فترة الانتداب في النصف الأول من القرن الماضي.
تتميّز الوردة الشامية برائحة نفاذة زكية. وإضافة الى استخدامها في تركيب العطور، يُستخدم ماء الورد في الشرق في صناعة الحلويات كما في تعطير المساجد. وتعدّ في بعض الدول جالبة للحظ وخصوصاً في الأفراح. وتُستخدم أيضاً في المستحضرات الطبية الطبيعية ومستحضرات التجميل وفي صناعة الصابون.
لكن رغم الظروف الصعبة، ما زال موسم قطف الورد الذي ينتح مئتي طن في قصرنبا وقرية تمنين الفوقا المجاورة، يريح عائلات القرية بعد فصل شتاء قاس.