رووداو ديجيتال
مع اقتراب الانتخابات المبكرة في ألمانيا، تزداد وتيرة النشاط السياسي في مدينة كولونيا، إحدى أكثر المدن الألمانية تنوعاً ثقافياً.
تُعرف كولونيا بأنها رابع أكبر مدينة في ألمانيا، حيث يبلغ عدد سكانها 1.1 مليون نسمة. رغم أن درجات الحرارة هنا صفرية، إلا أن الأجواء السياسية مشتعلة مع تصاعد الأصوات المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية.
في ظل هذه الأجواء، قمنا بسؤال سكان المدينة عن القضايا التي تهمهم وما الذي يرغبون في تغييره في ألمانيا بعد الانتخابات.
أولويات الناخبين: الصحة والتعليم أم التسلح؟
فيما تختلف وجهات نظر المواطنين حول أهم القضايا التي يجب التركيز عليها بعد الانتخابات، تبرز مطالب واضحة تتعلق بالرعاية الصحية، التعليم، وتكاليف المعيشة.
ميا شنايدر، ممرضة، قالت لشبكة رووداو الإعلامية: "بالنسبة لي، من الأهم تخصيص المزيد من الأموال للقطاع الاجتماعي والصحي، بدلاً من إنفاقها على الاستعدادات للحروب وشراء الأسلحة. في الحقيقة، لا أعتقد أن الانتخابات ستغير شيئاً."
أما الموظفة، فينيا مولر، فأشارت إلى أن "الأموال التي تُنفق على التسلح والاحتياجات العسكرية"، مضيفة: "نرى أنه من حقنا أن يتم إنفاقها علينا بدلاً من الجيش أو تخصيصها للأسلحة والمجالات العسكرية".
وأردفت: "نحن الذين ننتمي إلى هذا المجتمع ونعمل فيه، ويجب أن نحصل على نصيب عادل منها، بدلاً من إنفاقها على أشياء تُستخدم لقتل الأبرياء في أماكن أخرى من العالم".
من ناحية أخرى، هناك من يرى أن السياسة الخارجية ودور ألمانيا في الأزمات الدولية من القضايا التي يجب أن تكون في صدارة الاهتمام، مثل الممثل أندرياس غروتسينغر، الذي قال لرووداو: "أتمنى، إذا كنتُ صريحاً، أن تكون النتائج كما أريد. آمل أن تقدم ألمانيا دعماً أكبر لأوكرانيا، حتى يتمكنوا من القتال من أجل حريتهم".
أما الباحثة الاجتماعية غوندولا إنديمان، فتؤكد أن الاستثمار في التعليم ودعم العائلات يجب أن يكون أولوية، قائلة لرووداو: ""بالنسبة لي، من أهم الأولويات هي التعليم وتعزيز الدعم للعائلات، لأن الأطفال هم مستقبلنا."
كولونيا من المدن الألمانية التي تضم تنوعاً ثقافياً ودينياً وأيديولوجياً واسعاً، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 40% من سكان المدينة هم مهاجرون أو من أصول مهاجرة. أما الكورد، فهم ثاني أكبر مجموعة بين المهاجرين في المدينة.
كيف يؤثر ذلك على توجهات الناخبين؟
إيفان عيدو - طالب، قال في هذا الصدد لرووداو: "لا أرغب في أن يتولى حزب AFD السلطة، وأتمنى أن تصبح الأسعار في ألمانيا أقل، لأن الوضع أصبح صعباً جداً وارتفاع الأسعار بات مشكلة. يجب أن تزيد الحكومة من الدعم".
أما من الناحية الاقتصادية، فيرى البعض أن الوضع المعيشي بات أكثر صعوبة، حيث تزايدت التكاليف بشكل كبير مقارنة بالدخل.
عبدالله أحمد، سائق تاكسي، قال بدوره لروواو: "بصراحة، الغلاء هنا أصبح كبيراً جداً وهذه الأمور يجب أن تتغير. لأنك تكسب نفس المبلغ، لكنك تنفقه بسرعة أكبر وأصبحت التكاليف مضاعفة. الآن، ما تكسبه بالكاد يكفي لتغطية الضروريات الأساسية".
تعتبر سياسات اللجوء والهجرة من القضايا الأكثر نقاشاً في هذه الانتخابات، حيث تختلف الآراء بين المطالبة بتسهيل الإقامة والاندماج، وبين الدعوة إلى تقليل استقبال اللاجئين بسبب الأوضاع الاقتصادية.
وشدد فراس ناصر، صاحب عمل، في حديثه لرووداو: "يجب أن تتحسن أوضاع الناس، فتكاليف المعيشة في ألمانيا مرتفعة جداً. لا يمكنك الذهاب إلى السوق وشراء حاجياتك لأن أموالك لا تكفي حتى نهاية الشهر. كما نريد دعماً أكبر لطالبي اللجوء، خاصة لأولئك الذين يعيشون في ألمانيا دون إقامة رسمية".
في ظل النقاشات الحادة حول الاقتصاد، التعليم، التسلح، الهجرة، والسياسة الخارجية، تبقى الانتخابات المقبلة محطة فاصلة في تحديد اتجاه البلاد خلال السنوات القادمة.
يأمل البعض أن تؤدي هذه الانتخابات إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية وتقليل التكاليف المعيشية، فيما يخشى آخرون أن تظل الأمور كما هي دون تغيير يُذكر.
الحياة في ألمانيا ليست سهلة، لكنها توفر فرصاً لأولئك الذين يستطيعون التكيف مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً