رووداو ديجيتال
سن جو بايدن المتقدمة التي كانت نقطة ضعفه الكبرى، تعود الآن إلى واجهة حملة الانتخابات الرئاسية بعد هفوات الرئيس الأميركي المتكررة، وخصوصاً على ضوء تعليقات مدمرة سياسياً صدرت عن مدع خاص.
الرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاماً، كان يفترض أن يتلقى نبأ ساراً الخميس (8 شباط 2024)، مع إعلان المدعي الخاص المكلف التحقيق في قضية سوء تعامله مع وثائق سرية عزمه عدم ملاحقة المرشح لولاية ثانية.
لكن القاضي أرفق تقريره بتعليقات مدمرة سياسياً لجو بايدن الذي يخوض حملة انتخابية في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يهاجمه منذ فترة طويلة تحديداً بشأن قدراته الذهنية والجسدية.
وقال المدعي الخاص روبرت هور إن هيئة المحلفين ستواجه صعوبة في إدانة جو بايدن واصفا إياه بـ "رجل مسن ودود، بنوايا حسنة مع ذاكرة ضعيفة".
رد بايدن جاء غاضباً في خطاب بالبيت الأبيض قال في لحظاته الأخيرة: "حسناً، أنا رجل صاحب نوايا حسنة وأنا رجل مسن لكني أعرف ما أقوم به بحق الله! ذاكرتي بخير"، مندداً بشدّة بما أورده المحقّق في تقريره حول نسيانه تاريخ وفاة ابنه بو بايدن.
"كيف يجرؤ؟"
الرئيس الأميركي أضاف بتأثر شديد عند ذكر وفاة ابنه البكر بسبب السرطان عام 2015 "كيف يجرؤ على ذكر ذلك؟"، وهو يضع على معصمه مسبح ابنه "بو".
لكن الضرر وقع سياسياً، وسارع خصوم بايدن الجمهوريون إلى استغلال هذه الفرصة.
رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون رأى أن "رجلاً لا يمكن محاسبته على سوء التعامل مع معلومات سرية، غير أهل بالتأكيد للمكتب البيضوي".
من جهته قال عضو مجلس النواب الجمهوري عن أوكلاهوما كيفن هيرن إن "رجلا مسناً ذاكرته ضعيفة يجب ألا تكون لديه شيفرة السلاح النووي".
فقد طالبت شخصيات من المعسكر الجمهوري بتطبيق البند 25 من الدستور الذي يتيح إنهاء مهام الرئيس في حال لم يكن قادراً على توليها.
"جو النعسان"
كل شيء يشير إلى أن جو بايدن سيواجه في تشرين الثاني الرئيس الجمهوري السابق الذي أطلق عليه في الماضي لقب "جو النعسان" ويعمد الى تقليده خلال تجمعاته الانتخابية، فيصوّره كخصم تائه ومشوّش.
يبدو أن الناخبين أقل اهتماماً بعمر المرشح الجمهوري (77 عاما) الذي يمر أيضا بلحظات من الارتباك لكنها لا تحدث ضجيجاً كبيراً متل تصريحات جو بايدن غير المفهومة أحيانا.
تطرق بايدن على سبيل المثال في نهاية الأسبوع الماضي الى محادثة قال إنه أجراها في 2021 خلال قمة مجموعة السبع مع الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران الذي توفي منذ فترة طويلة.
وارتكب هفوة أخرى إذ قال إنه تحدث في نفس الاجتماع الدولي مع المستشار الألماني السابق هيلموت كول الذي توفي عام 2017.
كل واحدة من هذه الهفوات تعيد إحياء الجدل حول سن الرئيس الأميركي وقدراته، بعدما أكد طبيبه في تقرير مفصل جدا نشر قبل سنة انه "في وضع صحي جيد".
"إنجاز المهمة"
لكن علامات التقدم بالسن تظهر فعلياً على الرئيس الأميركي بشكل متزايد، فمشيته متصلبة ونظرته مشتتة في بعض الأحيان، وهو الآن يستقل أقصر سلم في غالب الأحيان للصعود إلى طائرته.
في استطلاع حديث نشرته شبكة "إن بي سي" عبّر 76% من الذين شملهم الاستطلاع عن قلقهم بشأن قدرة جو بايدن الجسدية والعقلية على تأدية ولاية ثانية مقارنة بـ 48% فقط بشأن دونالد ترامب.
ودافع الديمقراطي الذي طرح فكرة أن يكون رئيساً انتقالياً خلال حملته الانتخابية عام 2020، عن قراره الترشح مرة أخرى، قائلاً: "أنا أكثر شخص مؤهل في الولايات المتحدة لأكون رئيسا وانجز المهمة".
بعد ذلك، وخلال حديث مع صحفيين أخطأ مرة أخرى في اسم رئيس أجنبي.
ورداً على سؤال حول الحرب في غزة، تطرق الى اجراء محادثات بشأن المساعدة الإنسانية مع "رئيس المكسيك، السيسي" فيما كان في الواقع يريد الاشارة الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً