رووداو ديجيتال
تسعى الأحزاب السياسية في ولاية النمسا العليا، أو كما تُعرف بالألمانية "أوبرأوسترايش"، إلى فرض خطة غير مألوفة تستهدف المهاجرين الراغبين في العيش هناك أو التقدم بطلب اللجوء، تشمل إلزامهم بتعلم اللهجة المحلية إلى جانب اللغة الألمانية.
وزير الشؤون الاجتماعية والاندماج والشباب في الولاية، كريستيان دوغفيل، أكد أن تعلم اللهجة المحلية سيساعد المهاجرين على فهم السكان المحليين بشكل أفضل وتسهيل حياتهم اليومية.
الوزير، المنتمي إلى حزب (ÖVP) الليبرالي المحافظ، رأى أن على المهاجرين في نهاية المطاف التكيف مع أغلبية المجتمع، منوّهاً إلى أن تعلم اللهجة جزء من عملية الاندماج.
جدل واسع حول القرار
هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً في النمسا، وفق تقرير لبرنامج "دياسبورا" لرووداو، حيث يشير منتقدوها إلى أن لهجة النمسا العليا يتحدث بها أقل من مليون ونصف شخص، ولا يمكن إجبار المهاجرين على تعلمها إلى جانب الألمانية. كما اعتبر أكاديميون، على وجه الخصوص، أن الفكرة غير مدروسة.
على سبيل المثال، قال المتخصص في الدراسات الألمانية، لودفيغ لاهيغ، إن المنطقة تضم العديد من اللهجات الأخرى، وأن الهدف من الخطة هو مجرد إثقال كاهل المهاجرين وإزعاجهم.
وأضاف أن هناك عدداً من النمساويين من مناطق أخرى لا يفهمون لهجة النمسا العليا، ولا يمكن إجبارهم على تعلمها عند زيارتهم للمنطقة.
خلال السنوات الخمس الماضية، تقدم أكثر من 95 ألف سوري بطلبات لجوء في النمسا، قُبل منها 40 ألف طلب ومنحوا حق الإقامة.
في كانون الثاني الماضي، أعلن زعيم حزب الحرية النمساوي اليميني، هربرت كيكل، الذي تصدر حزبه نتائج الانتخابات التشريعية للمرة الأولى، عزمه خفض اللجوء إلى "الصفر"، في خطاب حول السياسة العامة عرض فيه برنامجه في حال توليه منصب المستشار.
وكانت النمسا قد أعلنت في كانون الأول 2024 عن وقف معالجة طلبات لجوء السوريين، ومراجعة مدى استحقاق من قضوا في البلاد أقل من خمس سنوات.
إلى جانب تعليق منح حق اللجوء، أوقفت النمسا برنامج لمّ شمل الأسر، الذي كان يسمح للسوريين بالحصول على حق اللجوء إذا كان لديهم أحد أفراد العائلة في البلد الأوروبي.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً