رووداو ديجيتال
تشهد تونس جدلاً منذ أشهر حول وضعية المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة الذين تدفقوا إليها بشكل غير مسبوق في محاولة للوصول إلى السواحل الأوروبية.
وتراهن السلطات التونسية على آلية العودة الطوعية للمهاجرين من الجنسيات الإفريقية لاحتواء أزمتهم، حيث تم اعتقال العشرات إثر تحذيرات من الرئيس قيس سعيد من أن "التركيبة الديمغرافية قد تتغير" في البلاد بسبب تدفق آلاف المهاجرين.
ويقول مواطنون تونسيون إن العدد المتزايد للمهاجرين غير الشرعيين يضغط على الإمكانات الأمنية والاقتصادية والبنية التحتية في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
ويقول أشرف، وهو مواطن من مدينة جرجيس الساحلية في جنوب شرق تونس، إن "الوضع هنا سيء، ويخشى السكان من السطو من قبل المهاجرين"، مبيناً أن "النفايات موجودة في كل مكان في الشوارع".
ويضيف: "إنتشر المهاجرون في هذه المنطقة. عدد المهاجرين من جنوب الصحراء يتزايد كل يوم، وينتهي بهم الأمر بالعيش في واحات الزيتون أو المنازل المجاورة".
واندلعت اشتباكات دامية بين مهاجرين غير نظاميين وسكان محليين بمدينة العامرة بولاية صفاقس، حيث أصيب عدد من الأشخاص.
في المقابل، اشتكى المهاجرون الأفارقة من قلة المساعدات لهم سواء من قبل السلطات التونسية أو المنظمات الدولية.
ويقول محمد، وهو مهاجر سوداني، إن المهاجرين يعانون من الأمراض ويلات الحروب، داعياً المجتمع الدولي الى أن "يتحمل مسؤولياته".
ويضيف أن "البعض منا يواجه وقتاً عصيباً للغاية على الحدود ولا يستطيع الحصول على أي مساعدة".
ويشتكي مصطفى، المهاجر من تشاد، من أنه لا يتمتع بحرية التنقل بين المدن ويبقى في مكانه طوال الوقت.
ويقول إن "طلبي الأساسي هو التحرك بحرية حتى أتمكن من الحصول على احتياجاتي الأساسية مثل الطعام. تمت إعادة بعض المهاجرين الذين أعرفهم إلى وطنهم بعد أن تم القبض عليهم في السوق، ونطلب من المنظمة الدولية للهجرة مساعدتنا".
وقعت تونس اتفاقيات مع دول الاتحاد الأوروبي لدعم وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة.
قال رمضان بن عمر الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إن الجانب الأوروبي، وخاصة الإيطالي، راضٍ عن النتائج التي تحققت المتمثلة في انخفاض أعداد المهاجرين من السواحل التونسية بنسبة تزيد عن 60%.
وأشار إلى أن "ذلك يرجع أساسا إلى الإجراءات الأمنية المتخذة على طول السواحل التونسية والإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها تونس نتيجة المساعدات الأوروبية لمكافحة الهجرة غير الشرعية".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً