رووداو - اربيل
اثبتت دراسة بريطانية بأن "ضرس العقل" لا يشكل أي علاقة بالعقل أو الرشد، فهو أكثر الأسنان عرضة لعدم البزوغ، وأحيانا لا يتكون أصلا، ما أدى إلى اعتباره ضرسا لدى الكثيرين بالضرس الزائد خصوصا وأنه ليس له أي وظيفة، ووجوده ينطبق عليه فقط نظرية التكيف البيئي.
وقد سمي "ضرس العقل" نظرا لأنه آخر الأسنان الطبيعية التى بالفم. و يبزغ في عمر متأخر، أي تقريبا ما بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين عاما، وهي فترة النضج العقلى والفكر المتزن ، ومن هنا جاء اسم ضرس العقل.
فهو الضرس الثالث الدائم الذي يبزغ في سن متأخر، لذلك سمي بضرس العقل، ويظهر ضرس العقل فى سن متأخرة ليضم كل الأسنان ويغلق المسافات المفتوحة بين الأضراس فتمنع تراكم الفضلات وعدد ضرس العقل أربعة إثنان بالفك العلوى واثنان بالفك السفلي.
ونظرا لأنها آخر الأسنان التى تظهر بالفم ففى أغلب الاحيان لاتجد لها مكانا بالفم وبالتالي إما ان تظل مدفونة فى عظام الفك كلية، أو تحاول البزوغ جزئيا، أى يظهر جزء منها بالفم والباقى مدفونا بعظام الفك، وأبرز أسباب عدم ظهور ضرس العقل هي :إختفاء البرعم الخاص به منذ البداية، صغر حجم الفك بحيث لايسمح لنمو أو ظهور ضرس العقل، كما قد ينمو ضرس العقل بصورة عرضية أو مائلة لاتسمح له بالظهور بالفك .
أما المشاكل المتعلقة بضرس العقل فهى عديدة أهمها: التهاب حاد في اللثة عند أول محاولة لظهوره في الفم، إضافة إلى إفرازات صديدية تزيد من الألم ما يؤدي إلى منع المريض من فتح فمه بسهوله، وبلع الطعام، وصدور رائحة الفم كريهة، وإرتفاع درجة الحرارة، مع الإحساس بالتعب والاعياء .
وقد يصبح ضرس العقل بؤرة تسبب الألم بين الحين والآخر نتيجة لضغط ضرس العقل على عصب الفك السفلي، وقد يمتد الألم إلى الأذن والعين أو أسنان الفك، هذا إضافة إلى أنه عندما ضرس العقل مائلا على الضرس المجاور يضغط عليه مسببا آلاما، وتتجمع معه فضلات الطعام محدثة تسوسا فى كل من الضرسين.
إلا أن السؤال الذي يخطر على بال الكثيرين إن كان يجب خلعه أم تركه؟ فهذا الضرس يشكل مصدر ازعاج لدي الكثيرين لما يسببه من مشاكل صحية. وغالبا ما يضعونه في قفص الإتهام، بأنه سببا لمشاكل جمّة.
ويتساءلون عن السبب وراء حركة الأسنان خصوصا بعد رصها وتجميلها بالتقويم مسببة تزاحم للأسنان، إضافة الى ما ينجم عنه من الالتهابات اللثوية الميكروبية المصاحبة لبزوغه.
والأمر الذي يزيد الطين بلّة، أن الأمر لايتنهي بإزالته في حال كان يشكل أوجاعا، بل إن خلعه يسبب بحد ذاته هاجسا مخيفا لما ينجم عن ذلك من مضاعفات مؤلمة قد تمتد الى أيام وأسابيع.
وفي هذا السياق، اختلف علماء الأسنان، فالبعض أيّد خلع ضرس العقل مبكرا قبل الوصول إلى مرحلة اكتمال تكونه وكنوع من الوقاية ضد أي مضاعفات ممكنة قد تطرأ في المستقبل ولمنع حدوث تزاحم الأسنان.
فيما البعض الآخر، حرّم خلعها الا في حال وجود وضع طارئ يستدعي ذلك، مثل التسوس أو التهابات اللثة. وقد أيدت نشرة طبية حكومية صادرة في بريطانيا، آراء هؤلاء، بمنع خلع ضرس العقل السليم إلا في حال الضرورة، لافتة إلى أن السبب يكمن الى خطورة المضاعفات الناجمة عن خلع ضرس العقل، من نزيف وإصابة بعض الأعصاب، ناهيك عن مضاعفات أخرى خطرة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً