ان الظروف والأحداث والتطورات المتسارعة التي يواجها العالم بالعموم وأوربا على وجه الخصوص، انما تعبير حقيقي عن التوجه والمنحدر الخطير الذي سيسلكه العالم نحو تجسيد حقيقي وتعبير عن سياسية انقسام المحاور التي فرضتها أزمات عديدة كالحرب الاوكرانية الروسية، والصراع الأميركي الصيني والصراع الإيراني الأميركي والغربي في محاولة احياء الاتفاق النووي، ووقف مشاريع ايران الطائفية المذهبية وسياسات كوريا الشمالية النووية.
وهي انما تلخص واقعا سياسيا في كسر الإرادة، وتنفيذ اجندات عبر أيديولوجيات يحاول البعض من خلالها استغلال جهات معينة في تغذية صراعات وازمات في تلبية اجندات عبر الحرب في العولمة، والحرب عبر الأفق في فرض هيمنة او عبر التدخل في الأزمات الداخلية لبعض البلدان او محاولة تغذيتها لخلق واقع معين.
الأمر الذي دفعني الى عرض مقالتي هذه عن احداث باريس والتي يحاول البعض استغلالها عبر استثمار بعض الجهات محاولة استغلال العمق التاريخي للقضية الكوردية والمحبة وقيم التسامح بين الشعبين الفرنسي والكوردي في استغلال العاطفة لدى الجالية الكوردية التي كانت فرنسا لها الداعم الاكبر منذ تاريخها، في محاولة استغلال اجندات معينة على الارض الفرنسية تحت دوافع سياسية او عرقية مستغلة قيم الديمقراطية والتسامح والعيش المشترك الذي تنعم به فرنسا في مد يد العون لجميع القوميات التي تعاني من ازمة وجود عبر الاضطهاد بكافة أشكاله.
ما يؤيد كلامي التاريخ المشرف الذي قدمه الشعب الفرنسي عبر اغناء قيم الديمقراطية والتسامح والعيش المشترك للعالم من خلال الثورة الفرنسية التي حطمت باستيل عنوان الظلم والاضطهاد ومصادرة الحريات وقيم الديمقراطية، لتصبح ثورة تغذي العالم قيم المحبة والتسامح، ولتقود الى تشكيل عالم مبني على أسس الجمهورية في وضع ملامح وقيم المحبة والديمقراطية والأساس في محاربة الدكتاتورية عبر الحرب العالمية الاولى والثانية، ووضع المبادئ الأساسية لحقوق الانسان في تشكيل هيئة الامم المتحدة ووضع ميثاق حقوق المرأة وحقوق الانسان.
اجل افكار جان جاك روسو صدرت المحبة والتسامح والاهتمام في بناء الذات الانسانية وتمجيد العقل الإنساني في بناء الحضارة وفصل الدين عن الدولة لتكون اللبنة الاساسية في نهضة الانسان التي تشدها اوروبا.
قيم الحضارة التي صدرتها فرنسا عبر تاريخها الى الشرق الاوسط في ادخال اول مطبعة لمصر وكتابة أعظم الدساتير الديمقراطية لسوريا ولبنان والكثير من الدول العربية لتكون فرنسا الحاملة لجميع القيم الديمقراطية للعالم.
ان الاحداث التي تواجهها باريس برأيي الشخصي أحداث مفتعلة من قبل جهات تريد توجيه العديد من الرسائل على حساب تلك الاحداث، من أهم تلك الرسائل التي تحاول تلك الجهات توجيها هي تشويه كل ما ذكرناه من قيم الديمقراطية والتسامح التي كانت قامت فرنسا باغناء العالم بها.
اجل أنها رسالة لتشويه صورة فرنسا للعالم، وكذلك تحاول تلك الجهات توجيه رسالة في اظهار فرنسا كدولة مضطهدة للقوميات وجميع حقوق الانسان عبر استغلال بعض (السذج) من الجالية الكوردية في باريس وكما يحاول البعض توجيه رسائل في وضع عراقيل امام دعم فرنسا للتحالف الدولي ضد الارهاب، لاسيما الدور الكبير الذي قادته فرنسا في محاربة الارهاب عبر مساعدة قوات البيشمركة في حربها ضد الإرهاب، كما ويحاول البعض استغلال عمق نبل القضية الكوردية وحجم المآسي التي تعرض لها الشعب الكوردي عبر مسيرته من كافة محاولات محو هويته وزجه في توجهات وازمات في محاولة من تلك الجهات لتشويه صورة الشعب الكوردي وقضيته.
ليعلم الشعب الكرودي أن احداث باريس هي احداث مفتعلة تحاول بعض الجهات والكيانات استغلالها في تحقيق اجندات معينة، مستغلين قيم التعايش السلمي بين الشعبيين الكوردي والفرنسي.
جميع الاحداث تؤكد صحة وحقيقة ما أود طرحه هنا عن الدعم والمساندة التي قدمتها فرنسا للشعب الكوردي وقضيته من خلال الدعم الكبير لانتفاضة اقليم كوردستان، وتطبيق فرض حظر الطيران لتخليص الكورد من ظلم النظام العراقي السابق في ايقاف مجازر كان يحاول ذلك النظام في ارتكابها بحق الكورد.
لفرنسا الدور الكبير في مساعدة قوات البيشمركة في محاربة داعش، وكانت زيارة الرئيس الفرنسي هولاند لسواتر قوات البيشمركة ضد الارهاب، كما وكانت فرنسا الدولة الوحيدة التي فتحت زراعها لحكومة اقليم كوردستان بعد الحصار الجائر من قبل حكومة العبادي وتنكره لدور قوات البيشمركة في محاربة داعش، حيث قام قصر الاليزيه باستقبال مهيب للرئيس نيجيرفان بارزاني في أيام الحصار على الكرد، كما وكانت فرنسا السباقة في دعم مبادرة توحيد الشعب الكوردي في كوردستان سوريا عبر المبادرات وتقديم الدعم لكوردستان سوريا، كما تحاول فرنسا في كل مناسبة دعم القضية الكوردية بكل مراحلها ودعمها المستمر للشعب الكوردي وللجالية الكوردية في فرنسا.
ان قيم التسامح والمحبة والعيش المشترك التي يتغنى بها الشعب الكرودي والفرنسي أعظم من كافة المحاولات والمخططات والاجندات الت تحاول استغلال هذه العلاقة في تحقيق مصالح واجندات خاصة، وليعلم العالم أن الشعب الكوردي أسمى من أن يتم استغلاله واستغلال قضيته، كما وأن الكورد هم رمز المحبة والتسامح والأخوة.
أولئك الذين تم استغلالهم في تلك الاحداث لا يمثلون الا تحقيق اجندات خاصة بهم، بعيدة عن كل القيم المحبة والعيش المشترك، التي يتغنى به الشعب الكوردي عبر مراحل تاريخه المليء بالشموخ والعظمة في محاربة الظلم والدكتاتورية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً