المرياع والقعقاع

23-08-2018
عمر المنصوري
عمر المنصوري
A+ A-

هل يحق للمواطنِ العراقي أن يتظاهر ويحتج ؟ ألم يكفل الدستور حق التظاهر السلمي ؟ وهل مِن حق الحكومة قمع التظاهرات ؟ ماهي القوة التي تعولُ عليها الحكومة في كبحِ جِماح المُحتجين ؟

منذ الوهلةِ الأولى لاندلاع المظاهرات العراقية والتي اندلعت شرارتها في البصرة بتأريخ 8 تموز، توقعتُ بأن مصير تلك الاحتجاجات سيلقى ذات المصير لتظاهرات سبقتها خرجت بعنوان الديمقراطية قبل أن يتوضأ اصحاب المعالي بدماء المتظاهرين. 

في اتصال هاتفي مع صديق عزيز وهو في بلاد الاغتراب قال لي: اعولُ على صحوة شباب العراق في احداث تغيير سياسي مأمول لوضع العراق، وكان جوابي: رأيك صائب أن لم يكن للحكومة مرياع. المرياع هو المستفيد مِن بقاء العراق على حاله ؟ المرياع هم مافيات من الفساد والسُراقِ والمُفسدين تعتاشُ في أرض العراق وسمائهِ ومياههِ، وأن مِن مصلحتهم بقاء الحال على ماهو عليه.

المرياع يُغني ويُطبل ويقتل ويتطاول دفاعاً عن الحكومة لضمانِ ديمومتهِ في سرقة خيرات العراق؛ والحيلولة دون اجراء الاصلاحات أو محاربة الفساد المتفشي في كل مفاصل الدولة، أو القضاء على افات شكلت العمود الفقري للمظاهرات العراقية وأبرزها البطالة وتوفير الخدمات.

سر بقاء العراق على ماهو عليه يكمن وراء صوت المرياع؛ الذي يعلو فوق جميع الأصوات المؤيدة للحكومة والمتسترة على مافيات الفساد وسراق المال. أن المواطن سيبقى يدفعُ الثمن، وصُناع القرار لن يتخلوا عن مجالسهم، والسُراق لن يودعوا في السجون، والمرياع سيبقى الحامي وتاج الرأس.

المرياع هو كبش من الغنم، يعزل عن أمّه يوم ولادته ويُسقى حليبها دون أن يراها، ويوضع مع أنثى حمار غالباً ليرضع منها من رضّاعة صناعيّة تُوضع في خرجها حتّى يَعتقد أنّها أُمّه. وبعد أن يكبر يُخصى ولا يُجزّ صوفه (للهيبة) وتنمو قرونه فيبدو ضخماً ذا هيبة؛ وتُعلّق حول عنقه الأجراس الطنّانة والرنّانة. مدونة ملحوظة فإذا سار المرياع سار القطيع وراءه معتقداً أنّه يسير خلف زعيمه البطل، لكن المرياع ذو الهيبة المغشوشة لا يسير إلاّ إذا سار الحمار ولا يتجاوزه أبداً. ومن المعروف عن خوف الخراف من الكلاب، لكن علاقة وطيدة تنشأ، بين المرياع والكلب الذي يحفظ أمن القطيع، بحيث يصبحا حليفين، لا تنفصم لتعاونهما عُرى، في سبيل سير الجميع على خُطى الحمار، ومعاقبة كلّ من تسوّل له نفسه الخروج عن وحدة الصف. الأغنام خلْفَ قائدِها وقائدُها خلف الحمار.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية‬‬‬.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب