تعد الانتخابات الحالية من اكثر العمليات الانتخابية بعد عام 2003 نجاحاً على مستوى التحضير والتنظيم والشفافية وسرعة إعلان النتائج وإن شابتها مجموعة من الملاحظات المتعلقة بنسبة المشاركة او تعطل الاجهزة الانتخابية يوم التصويت الخاص.
ومن خلال متابعة نتائج الانتخابات في جميع المحافظات لاسيما نتائج الكتل السياسية التي يشوب التوتر علاقتها مع تحالف الاطار التنسيقي المسؤول عن تشكيل الحكومة الحالية، نلاحظ ان نتائج هذه الكتل لم تتأثر بتلك العلاقة، بل على العكس من ذلك استطاعت انتزاع اغلبية مقاعد مجالس المحافظات لاسيما في البصرة والانبار وبغداد.
يحسب نجاح ادارة وتنظيم الانتخابات للحكومة الحالية، من خلال نجاحها في منع استخدام مؤسسات الدولة في التأثير على نتائج الانتخابات، لكن يبقى هذا النجاح مشروطاً بإكمال الحكومة لمسارها الحالي ومنع استخدام النسبة المتبقية من اصوات الناخبين في احداث تأثير كبير على نتائجها يجعل الاحزاب القريبة من الاطار هي المستفيد الاكبر، لاسيما وان النتائج التي اعلن عنها كانت تمثل ما نسبته (94%) من اصوات الناخبين، وبقية الاصوات سوف تخضع للعد والفرز اليدوي ومتوقع ظهورها نتئاجها قريباً.
على الحكومة العراقية مواصلة عملها والمحافظة على نزاهة العملية الانتخابية ومواجهة جميع وسائل الضغط الهادفة الى تغيير نتائج الانتخابات، فإنها اليوم امام امتحان كبير، فاما ان تضيف الانتخابات الى قائمة منجزاتها الكبيرة في المجالات كافة، والتي اعادت الامل للمواطن ببناء عراق ديمقراطي وقوي ومزدهر، واما تنسف ما حققته من نجاح وتمارس الاخطاء ذاتها التي ارتكبتها الحكومات السابقة وكانت سببا في تفاقم الازمات السياسية والامنية والاقتصادية .
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً