ابتسامة القائد

21-10-2024
معد فياض
الكلمات الدالة انتخابات كوردستان الرئيس مسعود بارزاني
A+ A-
ابتسم.. ابتسم وافرح ملء روحك المؤمنة الشجاعة الطيبة، فالابتسامة العميقة تليق بك سيدي.. تليق بأمثالك من القادة الذين نذروا حياتهم لتحقيق آمال شعوبهم النبيلة والأخذ بأيديهم نحو القمم العالية.
 
لمثلك يا سيدي يليق الفرح بعد عقود طويلة من النضال والتضحيات والقتال ومواجهة أعتى الجيوش وأقوى الأسلحة التي أرادت ان تفتك بارادة ومصير ومستقبل شعب أصر على الانتصار بقيادتكم وبفضل ارادته التي لا تقهر.
 
للشجعان من امثالكم يليق النصر، والشجاعة لا تكتسب بل تورث.. الشجاعة جينات تسري بالدم، تتناسل وتنتقل من جيل الى جيل، وانتم سليل الابطال المؤمنين.. لقد آمنت بشعبك وبعدالة قضيتك التي تطوعت لخدمتها منذ فتوتك وبانتصار معركتك، فاتخذت من قمم الجبال منزلاً لك، وانت تردد ما قاله الشاعر ابو القاسم الشابي: "وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ .. يَعِشْ أبَدَ الدَهرِ بَيْنَ الحُفرْ".
 
ابتسامتك الحقيقية النابعة من الروح هي ابتسامة الاب الحاني على شعبه وأهله، انها تترجم ما في اعماقكم من رضى نبيل عن ضميركم الصادق والنقي، الاب الراضي عن نفسه وأبنائه وبناته، وأنت تعد بأن الدرب مايزال طويلاً، وأن هذه هي ابتسامة استراحة المحارب، وأن ميدان الحرب اليوم هو تحقيق الوفاق والاتفاق والوحدة بين أبناء البيت الواحد، العائلة الواحدة، معركة عتادها المحبة واهدافها الانجازات الحضارية ونهجها التعاون بين كل ابناء البيت بمختلف قومياتهم واديانهم، وهذا ما أكدته امس وانت تعبر عن سعادتك بنجاح الانتخابات التشريعية في اقليم كوردستان بدورتها السادسة، عندما قلت إن "نجاح انتخابات برلمان إقليم كوردستان، يمثل نجاحاً لشعب كوردستان بجميع مكوناته وكياناته السياسية"، متطلعاً لأن "تبعث هذه الانتخابات ونتائجها أملاً جديداً وتدشن مرحلة جديدة تصب في مصلحة شعب كوردستان بأكمله".
 
ابتسم سيدي وانت تحصد انتصاراتك، وانت تحصد ما زرعت من افكار وانتصارات المعارك التي خضتها ضد الباطل.. ابتسم لتغيض الاعداء الذين اسقمتهم انجازاتكم، واتعبتهم نجاحاتكم وانجازاتكم.. ابتسم وتقدم كما عودتنا وعودت شعبك بخطى واثقة.. خطى الزعيم الكبير والمتواضع، فكلما التقيتكم ابهرني تواضعكم واخلاقكم رغم علو شأنكم، وهذا هو ديدن الكبار.
 
ابتسامتكم تحولت الى منار اضاء قلوب محبيك وانصارك ومن يؤمن بك من ابناء شعبك.. انارت لهم دروبا من الامل نحو المستقبل.. مستقبلهم ومستقبل ابنائهم ومستقبل اقليم كوردستان الذي ينعم بمواصفات دولة حضارية.. ابتسامتكم طلعت في نفوس شعبك غابات من الابتسامات وازهرت وروداً برية واطلقت ملايين الطيور والفراشات الملونة وتحولت الى مهرجانات من السعادة.
 
من بين كل صوركم التي ترتسم فيها على وجهكم ابتسامتكم السمحاء، تميزت ابتسامتكم هذه بتلقائيتها وبمعانيها العميقة والحقيقية التي تعبر عن شعوركم بنشوة النصر.. النصر بما تحقق برعايتكم وما سيتحقق.. هذه اكبر من ان تكون مجرد ابتسامة تنفردون بها، بل هي ابتسامة شعب بأكمله، ابتسامة تكونت وتراكمت عبر عقود من المشاعر الحقيقية.
 
في عام 2002 عندما التقيتكم في لندن، سألتكم عما تروه من مستقبل للشعب الكوردي، نظرتم في الفضاء البعيد وكأنكم تشاهدون بوضوح صورة المستقبل وتقرأونها جيدا، ثم قلت: "أرى ازدهار واستقرار شعبنا الكوردي.. أرى قيام اقليم كوردستان ضمن نظام فيدرالي بمواصفات دولة حضارية".
 
بعد التغيير في 2003، والاعلان رسمياً ودستورياً عن اقليم كوردستان برئاستكم، حيث البناء والتطور شمل كل مدن وقرى الاقليم، كنت اشاهد بوابات القصور الملكية والرئاسية في العالم تشرع أمامكم باعتباركم رئيساً لدولة، أدركت اصراركم على تحقيق طموحات شعبكم المشروعة، واليوم عندما قرأت ابتسامتكم تذكرت اجابتكم قبل 22 عاماً وأدركت انكم تمضون باصرار الى قمتكم العالية لتحقيق طموحاتكم المشروعة.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

أنور الجاف

العيد الذي فرّقنا

في زمنٍ تُعد فيه الثواني بالأقمار الصناعية، وتُرصد فيه المجرات بمراصد من فوق سبع سماوات وتقرّب ناساً آلاف السنين الضوئية في لمح البصر، لاتزال أمة الإسلام تختلف على ميلاد هلال في واحدة من أكثر المفارقات إيلاماً وسخرية، وليس الخلاف إذاً على الهلال ذاته، بل على منْ يُعلن رؤيته وعلى أية منبر تُعلَن ومن الذي يُقدّم البلاغ وأيّ سلطان يُبارك النداء.