أريد وطن

20-07-2018
عمر المنصوري
عمر المنصوري
A+ A-

مُسن عراقي من آهالي محافظة بابل كرر عبارته التي دوت في أرجاء العراق "أريد وطن .. أريد وطن" . وطن يحميه! وطن يأويه! وطن يُنجيه!، بتلك العفوية اختصر ذلك المُسن معاناة الشعب العراقي في 15 سنة. " أنها مسألة وطن .. لا أريد الكهرباء، جنسيتي الاسوأ في العالم"، هكذا قالها لتصبح أنشودة في مسامع كل عراقي بأنه "يريد وطن ..ولا يريد الكهرباء".

" أريد وطن " تناغمت مع الاغنية الشهيرة للمطرب العراقي سعدون جابر "اللي مضيع وطن" . اذا حُرمنا من الكهرباء؛ فبالامكان توفيرها، واذا نقصت المياه في بلاد الرافدين؛ فالعراقي أطفأ ظمأَه بصبره على الحال. الملايين من العراقيين هجروا العراق بحثاً عن وطن يشعرهم بالأمان، بعدما اضاعوا في بلادهم الأمن والصحة والتعليم.

محتجون يصبون جامّ غضبهم على الأحزاب في البصرة، بعد سنين من الفساد والفشل الذريع في ادارة الدولة، ذي قار تسخن في شهر تموز، وحمى التظاهرات تنتقل من مدينة لاخرى في صورة مغايرة لجميع التظاهرات التي سبقتها. 

41 مليار دولار انفقت على قطاع الكهرباء منذ 2003 ولغاية اليوم، بينما تجاوزت ساعات الانقطاع 15 ساعة يومياً. أزمة العراق لا يمكن اختصارها بالكهرباء والماء، لكنها مسألة وجود في بلد ينام على أرصفته الايتام بلا طعام، وتغفو أرامله في بيوت من الصفيح، ويُهان رجلٌ مسن للحصول على راتبه التقاعدي. 

الأزمة الحقيقية تكمن بأن المواطن أصبح يشحذ اللقمة بينما تطفو مدنه على بحر من النفط، طوابير من الشباب يصطفون في بلاد الشتات على أبواب منظمات اللجوء والهجرة، النفط لحكام العراق، والجوع يفتك بشعب العراق. 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية‬‬‬.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب