الكورد ليسوا ملائكة

17-10-2019
عمر المنصوري
عمر المنصوري
الكلمات الدالة کوردستان سوریا
A+ A-

وهل كانت أمريكا من الملائكة عندما احتلت العراق وتسببت بخسائر بشرية قُدرت بمليون قتيل ومُصاب وملايين المشردين؟ وهل كانت أمريكا من الملائكة عندما شرّدت 5 ملايين عراقي خارج البلاد، موزعين على 64 دولة عربية وأجنبية؛ ونحو مليونين لا يزالون يقبعون في مخيمات النازحين؟ وهل كانت أمريكا من الملائكة عندما أفرزت حربها 5.6 ملايين يتيم؟ وهل كانت أمريكا من الملائكة عندما خلّف غزوها للعراق مليوني أرملة؟ وهل كانت أمريكا من الملائكة عندما أنتج احتلالها للعراق 6 ملايين مواطن أُمي لا يجيدون الكتابة أو القراءة؟

هل تعلم يا سيادة الرئيس الأمريكي أن العراق يصدر 4 ملايين برميل نفط يومياً بواقع ستّة مِليارات دولار شهرياً فيما يعيش 35% من الشعب تحت خط الفقر؟ وهل تعلم أن بلاد العلم والثقافة والحضارة تحولت مدارسها إلى صفوف طينية؟ وهل تعلم أن العراق يتصدر لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم؟ وهل تعلم أن ديون العراق الخارجية تخطت حاجز الـ125 مليار دولار؟

لقد سبقتم الملائكة بــ(ملائكيتكم) حتى تحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بين دول المنطقة؛ وبفضل (ملائكيتكم) التي مهدت لحكام المنطقة الخضراء سرقة أكثر من تريليون دولار؛ وبفضل (ملائكيتكم) أصبحت الطبقة الحاكمة تنعمُ بقصور لندن وباريس ودبي وعمان والمواطن يئن من الخوف والقتل والإرهاب والجوع؛ وبفضل (ملائكيتكم) في العراق قُتل علماؤُه ونُهبت ثرواته وسُلبت سيادته وانتزعت حقوقه وأرقتم دماء شبابه.
عن الملائكة أحدثكم.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له أي علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الإعلامية‬‬‬.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

شيروان الشميراني

القضية الكوردية بين الإرهاب والحقوق الفِطرية

المقصود بالحقوق الفطرية هي التي تأتي مع خلق الانسان، أي عندما يقضي الله تعالى بأن يأتي بني آدم الى الدنيا بعد خلقه وتقديره، تأتي معه الحقوق التي غيابها تنقص من آدميته، ولهذا وصف رب العالمين "بني آدم" بالكرامة، أي أن الكرامة الإنسانية تأتي من هناك، من الخلق الأول من آدم – عليه السلام-، وممارستها تأتي بالكسب بعد الخلق، لكن التنازل عنها لا يجوز، والنضال من أجلها واجب، بمعنى أن الحقوق الأساسية والتي تسميها "حنة آرنت" بالحقوق العامة التي لا تتعلق أو تتجاوز حتى مبدأ المواطنة بالمفهوم الحديث، من مثل الحديث بلغة الام للإنسان، ولبس الزي التقليدي – القومي - وإدارة الشوؤن الخاصة بناء على توفر شروط محددة والحقوق السياسية، هذه الحقوق لا يمكن التفكير – دينيا وإنسانياً- حتى بمنعها أو المساومة عليها، وجودها والعمل لنيلها وتوفيرها من متعلقات الحياة الطبيعية.