الاوضاع في سوريا تشغل العراقيين ببغداد

10-12-2024
معد فياض
الكلمات الدالة سوريا بغداد
A+ A-

غالبية من العراقيين في بغداد منشغلين بالموضوع السوري وبمجريات الاحداث في سوريا..يراقبون باهتمام تسارع اصدار البيانات والفيديوهات التي تعرضها القنوات والمواقع الاخبارية العربية، بضمنها شبكة رووداو.

ما من عراقي هنا في االعاصمة الا واهتمامه مشدودا لشاشة الموبايل، سوريا هي الشغل الشاغل للناس، سالت سائق التكسي، مطر محمود، الذي اقلني من الفندق الى معرض العراق الدولي للكتاب، عن سبب انشغاله بالوضع السوري، قال:" انا وعائلتي امضينا سبع سنوات في دمشق خلال الحصار الذي فرض على العراق وما بعدها، السوريون رحبوا بنا ولم نشعر بالغربة ونحن بينهم، ثم ان ما يحدث في سوريا يهم العراق حيث تربطنا حدود مشتركة واستقرارها يعني استقرارنا بشكل وبآخر". عقب" ما حدث وما يحدث يذكرني بما جرى في العراق عام 2003، الاحداث متشابهة، فتح السجون، غرف التعذيب، فرحة الناس وهم يشعرون بانهم تخلصوا من نظام قسى عليهم كثيرا..نتمنى ان تستقر الامور عندهم لينعموا بحياة كريمة".

في اروقة معرض الكتاب انحسرت النقاشات بين رواد المعرض والناشرين والكتاب والفنانين عن الثقافة وحلت مكانها النقاشات عن الاوضاع في سوريا، خاصة ووان غالبية من الكتاب والفنانين العراقيين كانوا قد تركوا العراق ولجأوا الى دمشق وامضوا سنوات طويلة هناك، ويتابعون مواقع الاحداث التي كانوا قد عاشوا فيها ردحا من الزمن.

وفي احاديث لمثقفين عراقيين التقوا في مقهى معرض العراق الدولي للكتاب، تحدثوا لرووداو عن اسباب انشغالهم بالوضع السوري، بعضهم ابدى مخاوفه الحقيقية من المستقبل القريب، بينهم الفنان التشكيلي رياض نعمة الذي اوضح: انا اقمت لعشر سنوات في دمشق، وكان لي استوديو خاص ارسم واقيم فيه واستقبل اصدقائي العراقيين والسوريين وقد نشأت بيننا منذ الايام الاولى لوصولنا الى دمشق علاقات متينة مع المثقفين السوريين علاقات ثقافية واجتماعية متينة حتى اننا لم نشعر بالغربية على الاطلاق، وكانوا ينشغلون جدا باحداث العراق وقتذاك ويتابعونها باهتمام ويعبرون عن اسفهم لما يعاني منه العراقيون، لهذا انا اشعر ان ما يجري هناك اليوم يهمني للغاية ..يهمني ان ينعم السوريون بالامان فهم شعب يستحق الحياة الكريمة مثلما بقية الشعوب العربية وشعوب العالم". معبرا عن " الخشية من المستقبل وماذا سيجري لاحقا وطبيعة النظام الذي سيحكم في سوريا وفيما اذا سيجمع السوريين بكافة طوائفهم القومية والدينية دون تفرقة او تطرف".

وتمنى الكاتب العراقي علي حسن ان :" لا تعاني سوريا من الصراعات الطائفية والقومية وان لا يمروا بالتجربة العراقية التي كلفتنا الكثير حتى استقرت الامور نسبيا عندنا". مضيفا" لقد قدم الشعب السوري بجميع طوائفه القومية والدينية الكثير من التضحيات في ظل النظام السابق، وكانوا في بينهم متلاحمين ولم اكن خلال اقامتي في دمشق لثمان سنوات، اشعر ان هذا عربي او كوردي ، مسيحي او مسلم، واليوم هم يدخلون وبعد ما يقرب من خمس عقود من الزمن مرحلة جديدة ملامحها حتى الان غير واضحة وضبابية، وكل ما نتمناه ان يكون النظام القادم مدني ديمقراطي لا يحجم حريات الناس".

كنت اتحدث مع ناشر سوري في جناحه بمعرض العراق الدولي للكتاب عندما اقتربت امرأة تجاوزت الستين من عمرها وسالت الناشر ان كان سوريا، فاجابها بنعم، لتهنئه بتغيير النظام، وقالت له:" كنتم لنا في دمشق اهل ومحبين ولم تشعروننا بالغربة، بل تعاملتم معنا كاننا منكم، تصاهرنا واقمت انا وزوجي وابنائي سنوات طويلة قبل ان نغادر الى المانيا وما نزال نتذكر كل تفاصيل حياتنا التي كانت مستقرة في سوريا". استطردت" انتم تستحقون االسعادة فانتم شعب يحب الحياة والفرح والابداع بالرغم مما كنتم تعانوه من ظروف حياتية صعبة سياسيا واقتصاديا واليوم عليكم ان تقفوا ضد اي شخص يحاول ان يضيق عليكم حرياتكم". قبل ان تغادر سالتها عن طبيعة عملها قالت:" كنت مترجمة في منظمة الهجرة التابعة للامم المتحدة".

 كتاب وشعراء وفنانين وناشرين سوريين اعتذروا عن الادلاء بآرائهم حول الاوضاع، لكنهم عبروا عن سعادتهم لتغيير النظام، لكن" الخشية مما هو قادم"، حسب راي احدهم لم يوافق على نشر اسمه، فالاجواء ما تزال ضبابية وغير واضحة الرؤيا خاصة فيما يتعلق بالنظام السياسي الذي سيحكم سوريا".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

أنور الجاف

العيد الذي فرّقنا

في زمنٍ تُعد فيه الثواني بالأقمار الصناعية، وتُرصد فيه المجرات بمراصد من فوق سبع سماوات وتقرّب ناساً آلاف السنين الضوئية في لمح البصر، لاتزال أمة الإسلام تختلف على ميلاد هلال في واحدة من أكثر المفارقات إيلاماً وسخرية، وليس الخلاف إذاً على الهلال ذاته، بل على منْ يُعلن رؤيته وعلى أية منبر تُعلَن ومن الذي يُقدّم البلاغ وأيّ سلطان يُبارك النداء.