الشرع: تشكيل الحكومة الجديدة تم على أساس المشاركة وليس المحاصصة

31-03-2025
رووداو
كلمة الشرع بمناسبة عيد الفطر
كلمة الشرع بمناسبة عيد الفطر
A+ A-

رووداو ديجيتال

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن الحكومة الجديدة تم تشكيلها وفق مبدأ المشاركة، رافضاً المحاصصة الطائفية والعرقية، مشيراً إلى أن الوزراء تم اختيارهم بناءً على الكفاءة والخبرة، بعيداً عن التوجهات الفكرية والسياسية، لضمان تقديم خدمات حقيقية لكل مواطن في سوريا.

وقال الشرع في كلمته بمناسبة عيد الفطر في قصر الشعب بالعاصمة دمشق: "الحمد لله أنه من نعم الله علينا بعد هذا الطريق الطويل، أن نجلس اليوم جميعاً هنا، وكل من يمثل أطياف الشعب السوري يجلس في قصر الشعب لنتبادل التهاني بعيد الفطر".

وأضاف: "كنا في السابق نلتقي في كل عيد مع أحبابنا، وكان الجميع يتساءل متى سنعود إلى بلادنا التي كانت محتلة، سواء من درعا، دير الزور، الحسكة، حمص، حماة، دمشق، اللاذقية، أو طرطوس. كنا نتفاءل ونقول: بإذن الله، العيد القادم سنكون في دمشق، وقد حقق الله عز وجل ما أردنا بعد هذا العناء والصبر الطويل".

وتطرق الشرع إلى معاناة الشعب السوري طوال السنوات الماضية، قائلاً: "الشعب السوري عانى كثيراً، وضحى كثيراً للوصول إلى هذه اللحظة، ويتطلب منا الآن أن نلتفت إلى البناء، فسوريا اليوم تُكتب لها صفحات جديدة من التاريخ، يخطها أبناؤها بأيديهم".

وأكد أن "أمامنا طريق طويل وشاق، لكن سوريا تملك اليوم كل مقومات البناء على المستويات كافة، وما يتطلب منا فقط هو العمل سوياً، والاتفاق وعدم الاختلاف".

وحدة الصف السوري بعد الثورة

وتحدث الرئيس الشرع عن حالة الانقسام التي شهدتها الثورة السورية، قائلاً: "مرت الثورة السورية المباركة بمراحل كثيرة، وشهدت خلافات وتباينات في المشاريع والتوجهات داخل سوريا، لكن بفضل الله اجتمعت كل أطياف الشعب السوري وأحزابه وأفكاره تحت هذه القبة، ليثبتوا للعالم أننا شعب واحد، نقول كلمة واحدة ونعمل سوية لنهضة هذا البلد".

وأضاف: "اليوم، ولأول مرة، تجتمع كل الأطياف السورية تحت مظلة واحدة، بعد أن كنا نعاني من الانقسام، والآن بفضل الله نجتمع في وحدة هدفها بناء سوريا الجديدة".

وشدد الشرع على أن الإرادة والعزيمة هما مفتاح النجاح، مؤكداً أن "ما نملكه من إرادة وعزيمة كفيل بتحقيق المستحيل، فبعد 60 عاماً من حكم النظام الساقط، وعقود من التدمير، منّ الله علينا بنصرٍ عظيم خلال 11 يوماً فقط. الله عز وجل إذا أعطى أدهش، وليس ذلك على الله بعزيز."

وأشار إلى أن "الأصعب قد مضى، ولم يبقَ أمامنا إلا ما هو أسهل، بإذن الله تعالى. نحن اليوم أقوى بعزيمتنا وإرادتنا، والمرحلة القادمة ستكون مرحلة البناء والتنمية".

تحدث الشرع عن محاولات النظام السابق لإحراق البلاد قائلاً: "قال أتباع النظام الساقط: الأسد أو نحرق البلد، وبالفعل حاولوا حرقها، لكن سوريا كانت صخرة صامدة، حاولوا تشويهها، لكنها بقيت ناصعة أبيّة بفضل الله، ثم بجهود السوريين وتضحياتهم".

حكومة جديدة بمشاركة الجميع

وفيما يتعلق بالحكومة الجديدة، أعلن الرئيس الشرع أنه "في الأمس، أعلنا عن تشكيل حكومة جديدة، بعد أن سعينا قدر المستطاع لاختيار الأكفاء والأجدر لقيادة المرحلة المقبلة، وراعينا في ذلك التنوع والانتشار الجغرافي للمحافظات، وكذلك التعددية المجتمعية".

وأضاف: "رفضنا المحاصصة ولكن ذهبنا إلى المشاركة المحاصصة بمعنى أن تكون هذه الوزارة لهذه الطائفة وهذه الوزارة تكون لذاك العرق فهذا رفضناه رفضاً باتاً ولكن تشاركنا جميعاً، ولم نستجب لأي حالة من حالات التقسيم لأن التقسيم السياسي سيدفع إلى حالة من التعطيل وبالتالي الحكومة التي أعلن عنها في الأمس عمل عليها الكثير حتى تم اختيار الوزراء".

وأكد أن "الحكومة الجديدة تم اختيار أعضائها بناءً على الكفاءة والخبرة، بعيداً عن التوجهات الفكرية والسياسية، وهدفهم الوحيد هو بناء سوريا الجديدة وخدمة الشعب".

وأشار الشرع إلى أن "الحكومة الجديدة ستوفر كل الإمكانات للوزراء الجدد، ليكونوا ناجحين ويقدموا خدمات حقيقية لكل مواطن. سنسعى لإيصال الخدمات إلى كل بيت في سوريا، لأن هدفنا هو التغيير والتحسين، وبناء وطن يليق بتضحيات السوريين".

,أكد على أهمية العمل المشترك رغم وجود اختلافات في وجهات النظر، قائلاً: "لن نستطيع أن نرضي الجميع، أي خطوات سنأخذها لن تحصل على التوافق وهذه هي الحالة الطبيعية، ولكن علينا أن نتوافق بالحد الأدنى وبالمستطاع وقد رأينا ردود الفعل على تأسيس هذه الحكومة الجديدة وعلى أنشائها وعلى اختيار الوزراء رأينا ردود الفعل الإيجابية".

سوريا ليست سوقاً للرغبات

وأضاف: "سوريا ليست سوقاً للرغبات أو لتحقيق الأحلام الشخصية، بل هي ميدان للعمل الجاد. الحلم الوحيد الذي يجب أن يتحقق هو رفعة هذا الشعب، واستعادة كرامته وعزته، وعودة سوريا حرة مؤثرة في العالم".

 

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب