رووداو ديجيتال
أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن هيئة تحرير الشام المهاجمة إلى جانب فصائل معارضة أخرى على ريف حلب الغربي ومدينتها، "لا تريد الدخول في اشتباكات مع القوات الكوردية" المتمركزة في حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب.
وقال عبد الرحمن، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الجمعة (29 تشرين الثاني 2024)، إن "نحو 300 قتيل وقع من الجانبين، وهناك 28 قتيلاً مدنياً خلال أقل من 3 أيام".
وذكر أن تقدم فصائل المعارضة في حلب "وصل إلى السيطرة على الأحياء الغربية والجنوبية الغربية من المدينة، إضافة إلى عدة شوارع وسط المدينة".
مدير المرصد السوري، أضاف أنه "تم تفتيش بعض المنازل العائدة للنظام"، مشيراً إلى أن "هنالك سيطرة على نحو 65 مدينة وقرية وبلدة أهمها مدينة سراقب الستراتيجية التي تقع على طريق دمشق – حلب الدولي".
وأكد وجود "حالات نزوح داخل مدينة حلب من الأحياء الغربية باتجاه حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه القوات الكوردية".
وشدد على أن هيئة تحرير الشام "لا تريد الدخول في اشتباكات مع القوات الكوردية، التي تسيطر على حي الشيخ مقصود منذ أكثر من عشرة أعوام بشكل قطعي".
وتابع: "إذا دخلت هذه القوات إلى هناك (الحي الكوردي بحلب)، ستكون هنالك اشتباكات عنيفة بين القوات الكوردية وهيئة تحرير الشام".
وبيّن أن "حي الشيخ مقصود تقطنه غالبية كوردية ساحقة ويوجد فيه عشرات الآلاف من النازحين من عفرين".
ولفت إلى أن قائد الهيئة أبو محمد الجولاني "لا يريد الدخول في صراع وقتال مع القوات الكوردية".
رامي عبد الرحمن، أوضح أن فصائل المعارضة "وصلت إلى المدينة الجامعية في حلب وهم يتعمدون الوصول إلى مناطق ستراتيجية والتصوير في هذه الأحياء للتأثير على معنويات النظام وجعله ينهار أكثر من الانهيار الذي عليه الآن داخل مدينة حلب".
وأكد أن قوات الحكومة السورية "لم تقاوم داخل مدينة حلب وانسحبت من المقرات بشكل متسارع، وهي في حالة انهيار".
حول الاشتباكات التي جرت بالمدينة بين الطرفين، أشار عبد الرحمن إلى أن قوات الحكومة السورية "لا تقاتل"، مردفاً "الإيرانيون قاتلوا قليلاً وانسحبوا".
"في مدينة حلب كان هنالك استعمال للطائرات المسيرة من قبل هيئة تحرير الشام التي تمتلك أعداداً كبيرة من هذه المسيرات"، وفقاً لمدير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
يشار الى أن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل حليفة لها سيطرت يوم الجمعة على خمسة أحياء في مدينة حلب، كبرى مدن الشمال السوري، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد يومين من عملية عسكرية مباغتة أطلقتها تلك الفصائل ضدّ مناطق الحكومة في شمال وشمال غرب سوريا.
وأودت العمليات العسكرية بحياة 255 شخصاً، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، معظمهم مقاتلون من طرفي النزاع، ومن بينهم 24 مدنياً قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات الحكومة في المعركة.
بدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة تمر بها منطقة الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، علماً أن حزب الله يقاتل أيضاً منذ سنوات الى جانب قوات الحكومة السورية.
مع حلول يوم الجمعة، كانت الفصائل بسطت سيطرتها على أكثر من خمسين بلدة وقرية في الشمال، وفقاً للمرصد السوري، في أكبر تقدّم تحرزه المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة السورية منذ سنوات.
ووصلت في المقابل تعزيزات من الجيش السوري إلى مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في سوريا.
ويعد القتال الناجم عن الهجوم الأعنف منذ سنوات في سوريا التي تشهد منذ العام 2011 نزاعاً دامياً عقب احتجاجات شعبية ضد الحكومة في دمشق، أودى حتى الآن بحياة أكثر من نصف مليون شخص ودفع الملايين الى النزوح، وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً