رووداو ديجيتال
اعتبر مصطفى النعيمي، الباحث المشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن مسار العمليات العسكرية الحالية في سوريا "لن يقتصر فقط على ريف حلب الغربي، بل سيمتد حتى مورك في حماة".
تشن هيئة تحرير الشام وفصائل سورية معارضة أخرى، منذ فجر الأربعاء (27 تشرين الثاني 2024)، هجوماً واسع النطاق على قوات الحكومة السورية والفصائل الموالية لها في ريف حلب الغربي أطلقت عليه "ردع العدوان".
مصطفى النعيمي أوضح لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الجمعة (29 تشرين الثاني 2024)، أن المنطقة التي تشهد هذه الاشتباكات تقع ضمن "منطقة خفض التصعيد التي تم ترسيمها في عام 2019"، لكن القوات الحكومية السورية، المدعومة بسلاح الجو الروسي والفصائل الموالية لإيران "بمكوناتها المختلفة ومنها العراقية والباكستانية والأفغانية"، شنت عمليات عسكرية واسعة لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها "فصائل الثورة السورية" سابقاً.
أسباب التصعيد
بشأن الأسباب التي دفعت الفصائل لاستعادة هذه المناطق، أشار النعيمي إلى "استمرارية التهديدات والاستنزاف المستمر من قبل إيران".
وتطرق إلى مقتل قائد في الحرس الثوري الإيراني خلال الاشتباكات، مشدداً على أن "الوجود الإيراني أصبح حقيقة على مستويات عليا في الجبهات، حيث يقاتلون في الخطوط الخلفية".
كما لفت إلى أن استخدام الطائرات المسيرة من قبل الميليشيات الإيرانية يشكل "أحد أهم الأسباب التي دفعت الفصائل للرد".
وكانت وكالة تسنيم الإيرانية قد أعلنت، الخميس، "استشهاد العميد كيومرث بور هاشمي المعروف بالحاج هاشم، أحد كبار المستشارين الإيرانيين، في حلب في هجوم شنّه المرتزقة التكفيريون الإرهابيون".
عدم الالتزام بالتفاهمات
وأشار النعيمي كذلك إلى أن الفصائل الموالية لإيران "لم تلتزم بتفاهمات" خفض التصعيد، موضحاً أنها "تحاول اختراق المنطقة بشكل مستمر".
"عندما نتحدث عن خطوط التماس، نلاحظ أعلاماً لحزب الله وميليشيات إيرانية والحشد الشعبي ترفرف على تلك الجبهات"، اردف الباحث المشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية.
لا ربط للعملية بلبنان
رداً على سؤال بشأن العلاقة بين العمليات الحالية ووقف إطلاق النار في لبنان، قال النعيمي: "لا ربط للعملية بما يجري في لبنان، خصوصاً أن تنفيذها كان ممكناً في ظل وجود حرب، وحزب الله في أضعف حالاته".
بدأ سريان وقف إطلاق النار عند الساعة الرابعة فجر الأربعاء (27 تشرين الثاني 2024)، لينهي معارك اندلعت بين إسرائيل و"حزب الله" في (8 تشرين الأول 2023)، وبلغت ذروتها في الشهرين الأخيرين.
المناخ الدولي
وحول الموقف الدولي، رأى الباحث أن "المناخ الدولي أصبح مواتياً للتغيير بشكل كبير، خاصة مع وجود ضغوط قصوى على ميليشيات إيران، إضافة إلى إيران بشكل عام"، مبيّناً أن إيران "تستخدم وجودها في الأراضي السورية كورقة ضغط على الجانبين الإسرائيلي والأميركي".
وكشف النعيمي أن "الخطة الحالية يجري العمل عليها منذ قرابة شهرين، بناءً على حجم المخاطر والتهديدات التي تطلقها إيران من المناطق التي تتواجد فيها".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً