رووداو ديجيتال
اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات التركيّة، بترحيل آلاف السوريين والضغط عليهم لمغادرة البلاد نحو منطقة تلّ أبيض (كري سبي)، التي سيطرت عليها تركيا و"الجيش الوطني السوري" التابع للمعارضة منذ 2019.
وجاء في تقرير المنظمة أنه "أكدت تركيا في الماضي أنّ جميع عمليات العودة طوعيّة، لكن وجدت أبحاث هيومن رايتس ووتش أنّ القوّات التركيّة تعمد، منذ 2017 على الأقل، إلى اعتقال آلاف اللاجئين السوريين واحتجازهم وترحيلهم بإجراءات موجزة، وغالبا ما تجبرهم على التوقيع على استمارات "العودة الطوعيّة" والعبور نحو الشمال السوري".
قال آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، إن "العودة "الطوعية" التي تنفذها تركيا إلى "المناطق الآمنة" غالبا ما تكون عودة قسريّة محفوفة بالمخاطر ويشوبها اليأس.
وأضاف أن "تعهُّد تركيا بإنشاء "مناطق آمنة" يظلّ بلا معنى، إذ يجد السوريون أنفسهم مجبرين على خوض رحلات خطرة هربا من الظروف اللاإنسانيّة في تلّ أبيض".
هيومن رايتس ووتش، ذكرت أنها اطّلعت على إحصائيات للعبور من تركيا إلى سوريا قدّمها إليها مصدر مطّلع، فكشفت تناقضات مع البيانات المنشورة على صفحات فيسبوك لإدارات المعابر الحدوديّة الثلاثة التي تصنف العائدين.
وأوضحت أن الاحصائيات المقدّمة تكشف أن السلطات التركيّة رحّلت 57,519 سورياً وآخرين بين كانون الثاني وكانون الأول 2023، منهم 16,652 عبر معبر تل أبيض.
وفقاً للمصدر المطّلع، فإنّ موظفي المعابر الثلاثة "يقابلون كلّ عائد ويجمعون بياناته، بما في ذلك سبب العودة، لكن المسؤولين الأتراك نجحوا في الضغط على إدارتي باب السلامة وتلّ أبيض حتى لا تنشرا أرقام المرحّلين".
وبيّنت المنظمة أن إدارة باب السلامة "عمدت منذ أيلول 2022 على الأقل إلى اعتبار جميع عمليات العبور "عودة"، وإدارة تل أبيض منذ كانون الثاني 2021 إلى تصنيف جميع عمليات العودة على أنها طوعيّة".
في 2023، زادت تركيا عدد السوريين الذين تُعيدهم عبر معبر تل أبيض، وفق تقرير المنظمة الذي لفت إلى أن التوغل التركي في الشريط الذي يبلغ طوله 150 كيلومتر بين محافظتي الرقة والحسكة أدّى إلى تهجير مئات الآلاف وإجبارهم على الفرار من ديارهم.
وقال ستّة مُرحّلين، ممن قابلتهم المنظمة، إنّهم كانوا يحملون تصاريح حماية مؤقتة عندما كانوا يعيشون في تركيا، ما يفترض أن يوفر حماية قانونية للّاجئين السوريين من الإعادة القسريّة إلى سوريا.
كما قال ستّة إنّهم أجبروا على توقيع استمارات عودة "طوعيّة"، وفق ما نقلته المنظمة عنهم، وأنّهم من مناطق أخرى في سوريا وليس لهم أي علاقات فعلية بتل أبيض.
المنظمة الدولية، أكدت أن "تركيا ملزمة بالحفاظ على القانون والنظام والحياة العامة، وحماية السوريين من العنف مهما كان مصدره".
للإطلاع على التقرير، يرجى الضغط هنا.
قال كوغل: "رسم المُرحّلون إلى تلّ أبيض صورة قاتمة عن الأوضاع في ما تُسميه تركيا "منطقة آمنة"، حيث يُحرمون من المقومات الأساسيّة، ويُجبَرون على تبنّي خيارات محفوفة بالمخاطر ليخرجوا من هناك".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً