الشرع يؤكد: سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان

منذ 6 ساعات
الكلمات الدالة أحمد الشرع هاكان فيدان
A+ A-
رووداو ديجيتال

بعد أسبوعين من إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد، كثّف القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع اتصالاته الدبلوماسية الإقليمية الأحد، اذ استقبل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وتعهّد خلال اجتماع مع وفد لبناني برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، بألا تؤدي دمشق دوراً "سلبياً" في البلد المجاور.
 
وبعد حوالي 25 عاماً في السلطة، انتهى حكم الأسد فجر الثامن من كانون الأول مع دخول فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام بزعامة الشرع الذي كان يعرف باسم أبو محمد الجولاني، دمشق، وفرار الرئيس.
 
وأعلنت وزارة الخارجية التركية الأحد أنّ فيدان التقى الشرع في العاصمة السورية. ونشرت وكالة أنباء الأناضول مقطع فيديو يظهر فيه الرجلان وهما يتصافحان ويتعانقان بحرارة.
 
وترتبط أنقرة بعلاقات جيدة مع السلطة الجديدة في دمشق. وكان رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين زار دمشق بعد أربعة أيام فقط من الإطاحة بحكم الأسد، حيث التقى الشرع.
 
وكانت تركيا من أبرز الدول التي اتخذت موقفا مناهضا للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في العام 2011. كما قدمت دعما كبيرا لفصائل معارضة له، واستقبلت ملايين اللاجئين.
 
ومنذ تولّي الإدارة الجديدة السلطة في دمشق، توالى وصول بعثات دبلوماسية غربية وعربية، بما في ذلك من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا. وأعادت بعض الدول فتح سفاراتها في العاصمة.
 
وخلال زيارتها دمشق على رأس وفد أميركي، أبلغت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف الشرع بإلغاء المكافأة المالية المخصّصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله.
 
وفي الرياض، قال دبلوماسي سوري لوكالة فرانس برس إنّ الحكومة السعودية أقامت اتصالاً مباشراً مع السلطات الجديدة، وسترسل وفدا إلى دمشق.
 
"مسافة واحدة"
 
وفي أول لقاء مع سياسي لبناني بارز، استقبل الشرع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على رأس وفد كبير من وجهاء دينيين ونواب من بينهم نجله تيمور الذي خلفه في رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي.
 
وأكد الشرع لجنبلاط أن "سوريا لن تكون حالة تدخّل سلبي في لبنان على الإطلاق وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني، وتقف على مسافة واحدة من الجميع" في المرحلة المقبلة بعدما "كانت مصدر قلق وإزعاج" في لبنان.
 
وعقد اللقاء في القصر الرئاسي حيث ظهر الشرع للمرة الأولى مرتديا بدلة وربطة عنق.
 
ودخل الجيش السوري لبنان في العام 1976 كجزء من قوات عربية للمساعدة على وقف الحرب الأهلية، لكنه تحوّل الى طرف فاعل في المعارك، قبل أن تصبح دمشق "قوة الوصاية" على الحياة السياسية اللبنانية تتحكّم بكل مفاصلها، حتى العام 2005، تاريخ خروج قواتها من لبنان تحت ضغط شعبي بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في انفجار وجهت أصابع الاتهام فيه إليها ولاحقا إلى حليفها حزب الله.
 
ويتّهم جنبلاط سوريا باغتيال والده كمال في العام 1977 خلال الحرب الأهلية، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. وتُنسب إلى دمشق خلال حكم آل الأسد الذي امتد أكثر من خمسين عاماً، عمليات اغتيال طالت قادة لبنانيين مناهضين للتدخّل السوري في بلادهم.
 
وتعهد أحمد الشرع بأن "يكون هناك تاريخ جديد في لبنان نبنيه سوية بدون حالات استخدام العنف والاغتيالات، وأرجو ان تمحى الذاكرة السورية السابقة في لبنان".
 
"انتقاد لإيران"
 
وندد الشرع بالدور الذي أدته إيران في بلاده، وقال: "كان وجود الميليشيات الإيرانية في سوريا مصدر قلق لكل الدول الإقليمية والعالمية".
 
ووفّرت موسكو وطهران وحزب الله اللبناني دعما سياسيا وعسكريا لسوريا خلال حكم الأسد. كما أرسلت إيران "مستشارين" لمساعدة قواته عقب اندلاع النزاع في بلاده عام 2011، والذي أسفر عن مقتل حوالى 500 ألف شخص.
 
وبعدما تلقّى حلفاء لطهران سلسلة ضربات خلال الأشهر الماضية، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأحد أنه ليس لإيران "قوات بالوكالة" في الشرق الأوسط ولا تحتاج إليها لاستهدف "العدو".
 
وتعرّضت حركة حماس الفلسطينية وحزب الله لضربات قاسية على يد إسرائيل، العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية. وأُضيف إلى ذلك، سقوط حكم الأسد في سوريا التي كانت تنظر إليها طهران كحلقة إمداد أساسية في "محور المقاومة" بقيادتها في المنطقة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب