النحل في سوريا
رووداو ديجيتال
يفحص النحال السوري محمد الدروبي خلايا النحل كل يوم، وقد أصيب بخيبة أمل مؤخراً لأن النحل ينفق ببطء، فتعتبر تربية النحل تقليداً في سوريا، التي لها نحل عسل خاص، ولا تزال مصدر دخل لمئات العائلات.
ويبذل محمد الدروبي، وهو مربي نحل قصارى جهده لمواصلة هذا التقليد والتغلب على جميع العقبات للحفاظ على استمرار العمل.
غير أن 12 عاماً من الحرب قضت على الصناعة التي تواجه الآن تحدياً جديداً، وهو المبيدات الحشرية.
وفقاً للدروبي ومربي النحل الآخرين، يقوم النحل بنقل اللقاحات في مراعي يستخدم فيها المزارعون مواد كيميائية قاتلة لإبعاد الحشرات والآفات، ما يضر بالنحل: "لقد تعرض النحل لمبيد حشري منذ 20 يوماً وحتى اليوم يحاول النحل التخلص من السم لأن اليرقات الموجودة داخل المستعمرة تتغذى من الطعام الذي يخزنه النحل، وقد تسمم ذلك الطعام".
وأضاف: "شخصياً كان لدي في العام الماضي 70 خلية نحل تعرضت لموجتين من الرش، إحداها في بلدة تاوم والأخرى في مدينة بنش، مما أدى إلى نفوق نصف النحل في منحلتي".
في السياق نوه إلى أنه "يقتصر النحل على منطقة واحدة، ومرعى واحد، وهناك مبيدات حشرية في هذا المرعى، جميع المناحل في الشمال موجودة في هذا المرعى الوحيد لأنه لا يوجد مكان آخر يذهبون إليه، لذلك عندما يرشون هذه المنطقة بالمبيد الحشري، فإنهم يقتلون جميع النحل في الشمال لأن المناحل تقتصر على مناطق قليلة جداً، لا يمكننا الذهاب إلى منطقة أخرى قد تكون أو لا تضم جميعها معاً".
وبعد أكثر من عقد من القتال في سوريا، انخفض عدد النحل بشكل كبير، حيث أدت الحرب إلى نزوح النحالين وكثير من النحل، شأنهم شأن الدروبي، فإن النحالين الآخرين في الشمال عالقون الآن في عدد قليل من المناطق الصغيرة، حيث يأملون في إنقاذ نحلهم أثناء الضربات الجوية، فيوجد حوالي 500 نحال يعملون حالياً بأرجاء شمال سوريا.
الخبير الزراعي موسى البكر أشار إلى أنه "يعتبر نحل العسل ضرورياً لإمدادات الغذاء البشرية، حيث يقوم بتلقيح العديد من المحاصيل اليومية، بما في ذلك المكسرات والخضروات".
ونبه البكر إلى أنه في حالة اختفاء النحل فإن المزارع ستكون أيضاً في خطر: "إذا بقي الوضع على ما هو عليه ، فلا تؤثر الضربات الجوية على النحل فحسب، بل تؤثر أيضاً على مربي النحل، نحن نقول لمربي النحل أن يكونوا على دراية بالعمل في الميدان، يجب أن يكونوا على دراية بالعمل ومواصلة العمل، وبهذه الطريقة، سنفقد هذا الكنز القيّم والمهم، وكما قلت ، إذا فقدنا النحل فسوف نخسر المزارع".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً