رووداو ديجيتال
أكد القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، أن سوريا دخلت مرحلة جديدة بعد سقوط النظام، مشيراً إلى أن "الثورة السورية انتهت ولن يتم تصديرها إلى أي مكان آخر".
وشدد الشرع على أن بلاده لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية، جاء ذلك في مقابلة أجراها الشرع مع صحيفة "الشرق الأوسط".
إغلاق المنصة الإيرانية وإعادة العلاقات العربية
قال الشرع إن ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة أعاد المشروع الإيراني في المنطقة 40 سنة إلى الوراء، خصوصاً أن سوريا كانت تحولت منبراً لإيران تدير منه 4 عواصم عربية أساسية وعاثت حروباً وفساداً في الدول التي دخلتها، وهي نفسها التي زعزعت أمن الخليج وأغرقت المنطقة بالمخدرات والكبتاغون. بالتالي ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة من إخراج للميليشيات الإيرانية وإغلاق سوريا كلياً كمنصة للأذرع الإيرانية، وما يعني ذلك من مصالح كبرى للمنطقة برمتها، لم تحققه الوسائل الدبلوماسية وحتى الضغوط.
وأوضح أن الجهود السابقة لإعادة العلاقات العربية مع النظام السابق باءت بالفشل، مؤكداً أن الإدارة الجديدة تسعى لبناء علاقات استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة مع الدول العربية، خاصة دول الخليج.
علاقات متوازنة مع لبنان
أوضح الشرع أن الإدارة الجديدة تسعى لبناء علاقة احترام وتعاون مع لبنان بعيداً عن التدخلات، مشيراً إلى أن "ما يرضي اللبنانيين يرضينا"، مع التأكيد على مسافة متساوية من جميع الأطراف اللبنانية.
المرحلة الجديدة: الحوار الوطني ودولة القانون
أكد الشرع أنه لا أريد أن أفرض آرائي الشخصية على السوريين، بل أترك ذلك لأصحاب الخبرة والاختصاص من القانونيين ليكون القانون هو الحد الفاصل في صياغة العلاقة بين الناس. لا يمكن أن نتوقع بلداً بحجم سوريا وثرائها بمكوناتها المختلفة وأن يسودها رأي واحد. فالاختلاف هذا جيد وصحي وهذا النصر الذي تحقق ليس نصراً لفئة على أخرى، وإنما هو نصر لجميع السوريين، حتى من كنا نعتقدهم موالين للنظام السابق شهدنا فرحتهم لأنه لم يكن متاحاً للناس التصريح بما تشعر به أو تفكر به. وأنا على ثقة أن السوريين كلهم بمختلف فئاتهم على درجة من الوعي الكفيلة بحماية بلدهم.
وأوضح "باختصار ما أطمح إليه هو التوصل إلى اتفاق جامع ودولة قانون نحتكم إليها في حل خلافاتنا".
ملف المفقودين والمغيبين قسرياً
أشار الشرع إلى أن الإدارة ستنشئ وزارة متخصصة لمتابعة ملف المفقودين والمغيبين قسرياً، بهدف تحديد مصير الأحياء منهم والأموات، مع ضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم الكبرى، مثل التعذيب والإخفاء القسري واستخدام الأسلحة الكيماوية.
رؤية تنموية تستلهم الخليج
أعرب الشرع عن تطلعه الحالة التنموية المتقدمة التي وصلت إليها بلدان الخليج ونطمح إليها لبلدنا، والمملكة العربية السعودية وضعت خططاً جريئة جداً ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضاً. ولا شك أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك.
شعور مغاير في قصر الشعب
وعن شعوره وهو يستضيف اللقاء في قصر الشعب الرئاسي بدمشق، قال الشرع مبتسماً: "لست مرتاحاً في الحقيقة، لكن هذا المكان يجب أن يكون مزاراً مفتوحاً أمام الشعب، ليزوروه بحرية ويلعب أطفالهم في باحاته".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً