رووداو ديجيتال
تهدف الولايات المتحدة الأميركية إلى ألا تكون سوريا بعد الآن أحد الملفات التي تشغل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والرئيس الأميركي، لذلك رحبت بالاتفاق الأخير بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطة السورية المؤقتة، وتهدف إلى دمج الكورد في الحكومة السورية الجديدة وأن يكون لهم دور مهم في إعادة بناء سوريا والديمقراطية في ذلك البلد.
على الرغم من أن هذا هو هدف الولايات المتحدة، إلا أنها لاتزال لا تثق تماماً بالسلطة السورية المؤقتة، وخاصة الأحداث الأخيرة في غرب سوريا وقتل المدنيين العلويين، مما زاد من مخاوفها بشأن سلطة دمشق، لدرجة أن ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي، يقول إنهم يراقبون عن كثب القرارات المستقبلية لدمشق.
يقول بول ديفيس، الأستاذ في معهد السياسة العالمية: "الولايات المتحدة مع الاتفاق، وتريد إخراج سوريا من معادلة المنطقة، وأن يكون هناك اتفاق قوي بين القوات الكوردية ودمشق؛ لكن المشكلة تتعلق بالثقة، لأن ما رأيناه في مجزرة العلويين ليس مؤشراً جيداً للكورد".
في الكونغرس الأميركي أيضاً، هناك آراء مختلفة حول سوريا والسلطة السورية المؤقتة، ويعتقد بعض أعضاء الكونغرس، بمن فيهم أعضاء الحزب الجمهوري (حزب دونالد ترمب)، أن مسؤولي الحكومة السورية المؤقتة متعصبون ويجب التعامل معهم بحذر.
يشترك أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس في نفس آراء الجمهوريين، ويريدون أن يكون للكورد مشاركة قوية في دمشق وأن تدعم حكومة بلادهم هذه المشاركة القوية للكورد، لأنهم يعتقدون أنه لا ينبغي السماح للجماعات المتعصبة بالسيطرة الكاملة على سوريا، وأن الفرصة المتاحة الآن يجب ألا تضيع وألا تشعر المكونات السورية، بمن فيهم الكورد والدروز، بمستقبل آمن في ذلك البلد.
أشارت كيم شراير، عضوة الكونغرس الأميركي، إلى أنها "قلقة دائماً بشأن فراغ السلطة، وقد رأينا ذلك سابقاً في الشرق الأوسط حيث استغلته الجماعات الإرهابية، ونريد أيضاً حماية جميع مكونات سوريا، ولا نريد أن تسيطر الجماعات المتعصبة على بلد لديه فرصة للتقدم والديمقراطية".
هناك قضية أخرى لا تزال تثير قلق الولايات المتحدة، وهي قضية الحرب ضد داعش وتهديدات تلك الجماعات لمصالح الأمن القومي الأميركي، لدرجة أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي يقول إنه يجب على الحكومة الأميركية عدم إهمال هذا الملف بأي شكل من الأشكال، ويجب أن تبقيه تحت المراقبة المستمرة.
كشفت ستة مصادر دبلوماسية أميركية أن الولايات المتحدة شجعت كورد سوريا على التوصل إلى اتفاق مع دمشق من أجل منع المزيد من الحروب والهجمات على الإدارة الذاتية وتقليل الضغوط التركية على قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك للحصول على نوع من الضمانات بشأن قضية الحرب ضد داعش والحفاظ على تركيز قوات سوريا الديمقراطية على الحرب ضد داعش، وذلك في حالة انسحاب القوات الأميركية من غرب كوردستان.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً