مستشار سابق بهيئة التفاوض السورية: مسودة الإعلان الدستوري تشبه الدساتير السابقة

أمس في 12:16
رووداو
المستشار السابق في هيئة التفاوض السورية عيسى إبراهيم
المستشار السابق في هيئة التفاوض السورية عيسى إبراهيم
الكلمات الدالة سوريا أحمد الشرع
A+ A-

رووداو ديجيتال

تثير المسودة الحالية للإعلان الدستوري السوري، المطروحة في الإعلام، جدلاً واسعاً، إذ رأى المستشار السابق في هيئة التفاوض السورية، عيسى إبراهيم، أنها لا تختلف كثيراً عن الدساتير السابقة، مشيراً إلى أنها تركز على نقاط شكلية مثل تحديد دين رئيس الدولة، لكنها في الوقت ذاته "تفرّغ مبدأ فصل السلطات من مضمونه، عبر توسيع سلطات السلطة التنفيذية".
 
وقال إبراهيم، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الخميس (13 آذار 2025)، أن "هذه المسودة تمنح رئيس الدولة صلاحيات واسعة، وتجعله رأس السلطة التنفيذية، مع إلغاء مبدأ فصل السلطات، كما تمنحه سلطة تحديد السياسة العامة للدولة، ما يعني غياب دور فعلي لمنصب رئيس الوزراء".
 
بحسب إبراهيم، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المسودة المتداولة في الإعلام هي الإعلان الدستوري المقصود، أم أسيناقش إعلان آخر لاحقاً.
 
وأوضح في هذا السياق: "هناك مسودة لإعلان دستوري، لكن لا نعلم إن كانت هي المقصودة فيما هو مطروح أم لا، وبالتالي لا يمكننا التأكد مما إذا كان هناك إعلان دستوري بالفعل، أم سيناقش لاحقاً".
 
نشرت وسائل إعلام عديدة وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي نسخة مسربة من الإعلان الدستوري المؤقت، تتضمن 43 مادة، وتخلو من نصوص 5 مواد. 
 
وشكل الرئيس السوري أحمد الشرع في (2 آذار 2025)، لجنة من سبعة "خبراء" تتولى صياغة "مسودة الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية".
 
المستشار السابق في هيئة التفاوض السورية تطرق إلى مسؤولية النظام السابق عن الوضع الحالي، قائلاً إن "إصرار الأسد على عدم تشكيل هيئة الحكم الانتقالي وضعنا أمام مشكلة موضوعية، حيث تولّى الشرع الحكم دون وجود آلية دستورية، ما استلزم إصدار إعلان دستوري، لكنه في الوقت ذاته رئيس غير منتخب، مما شكّل عبئاً إضافياً على الإعلان الدستوري، إذ لا يمكن وفقاً لذلك القبول بأن يقوم شخص غير منتخب بتعيين مجلس الشعب".
 
تناقضات في نصوص المسودة
 
وأشار إبراهيم إلى أن المسودة تتضمن تناقضات واضحة، أبرزها ما يتعلق بتحديد دين رئيس الدولة، مشيراً إلى أن المادة الثانية تنص  على أن "دين رئيس الدولة هو الإسلام، رغم عدم الحاجة إلى هذا النص، نظراً لأن المسلمين هم الأكثرية في سوريا. وبالتالي، لا ضرورة للتأكيد على ذلك".
 
لكن هذه المادة تتناقض مع مادة تالية التي تنص على أن "المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات"، متسائلاً: "يمكن أن يكون الجميع متساوين في الحقوق والواجبات، بينما يتم حصر منصب الرئاسة بالمسلمين فقط؟".
 
كما لفت إلى إشكالية أخرى تتعلق بحرية الاعتقاد، موضحاً: "هناك نص ينصّ على احترام الدولة لحرية الاعتقاد، لكنه يتبع بعبارة بما لا يخالف النظام العام"، وهذا المفهوم "واسع وفضفاض، مما يجعله أداة محتملة لقمع الحريات الدينية"، وفق إبراهيم. 
 
حول آلية تعيين مجلس الشعب، قال إبراهيم: "إذا لم يكن الشعب هو من ينتخب الرئيس أو مجلس الشعب، فهذا يعني أننا أمام رئيس تم التوافق عليه دولياً، وهو ذاته من يعيّن مجلسه الخاص".

"التفاهمات السياسية لا تنعكس في المسودة"
 
كما أشار إلى أن التفاهمات السياسية المطروحة لا تنعكس في المسودة الدستورية الحالية، معتبراً أنها مجرد توافقات بين الأطراف دون أثر دستوري فعلي".
 
ورأى أن "المسودة الحالية، في مجملها، تشبه الدساتير السورية السابقة، من حيث التركيز على بعض النقاط الشكلية، مثل تحديد دين رئيس الدولة، وفي الوقت ذاته، تفرّغ مبدأ فصل السلطات من مضمونه، عبر توسيع سلطات السلطة التنفيذية".
 
بشأن المرحلة الانتقالية، أوضح أن صياغتها فضفاضة، قائلاً: "يمكن أن تمتد لعامين، أو لأربعة أعوام، بل ويمكن تمديدها بشكل غير مباشر، من خلال تحكّم رأس السلطة التنفيذية بالبرلمان."
 
وفي ختام حديثه، شدد إبراهيم على ضرورة الانتقال إلى نموذج حكم لامركزي، معرباً عن اعتقاده في أن "النظام المركزي في سوريا يُستخدم كذريعة لخدمة الحاكم الفرد، وليس لخدمة الدولة".
 
في هذا الصدد، بيّن أن سوريا "تحتاج إلى نمط لا مركزي في الإدارة، حيث يحقق هذا النموذج جميع فوائد المركزية، ويجنب البلاد مساوئها، بما يضمن تنمية متوازنة للمناطق، بعيداً عن سيطرة رأس الدولة على مقدّرات البلاد تحت شعار المركزية".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

شعار حزب الاتحاد السرياني في سوريا

حزب الاتحاد السرياني في سوريا: الإعلان الدستوري يمهد لمرحلة غير مستقرة

أصدر حزب الاتحاد السرياني في سوريا بياناً انتقد فيه الإعلان الدستوري الذي صادق عليه رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا بتاريخ 13 آذار، معتبراً أنه "استمرار لتكريس الإقصاء والتهميش للمكونات السورية"، ومحذراً من أنه "يمهد لمرحلة غير مستقرة".