رووداو ديجيتال
عبر الرئيس السابق لمجلس محافظة حلب في الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن ددم، عن تطلعاته لعودة السلطة المدنية إلى البلاد، مؤكداً أن الأمور تتجه إلى "الأفضل".
وقال ددم، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الاثنين (9 كانون الأول 2024)، إن "حلب الآن تنتعش بالحرية ربما في اليوم الأول أو الثاني، والإدارة مختلطة، إذ أن الإدارة الآن أقرب إلى حكومة الإنقاذ من حيث الجهات التي تشرف على العمل".
وأضاف أن "المرحلة الأولى ربما تكون أمنية بامتياز لأجل خلق حالة من الاستقرار، لكن بدأت مجموعة من العمليات الخدمية التي تساعد على التخفيف من الأزمة"، مشيراً إلى أن "كم الاحتياجات هائل والمسؤوليات كبيرة في ظل غياب الدولة المركزية".
وتابع أن "ما يظهر الآن هو حالة من الاستقرار الأمني الجيد، وهذا بدأ ينعكس على مؤشرات الحياة في مدينة حلب"، مبيناً أن "الكهرباء تتفاوت بين الأحياء، فلا يوجد مؤشر كامل أن الكهرباء وصلت إلى كل الأحياء، لكن ربما في بعض الأحياء وصل التجهيز لساعتين، وبعض الأحياء أربع ساعات، وبعض الأحياء أكثر بسبب خلل في الشبكة العامة للكهرباء".
وأوضح ددم أن "هناك مشاكل كثيرة، بعضها متعلق بالكهرباء وبعضها بالشبكة التي توصل الكهرباء، وهناك مساعٍ لتشغيل المحطات الحرارية لكن لم يُعرف توقيت ذلك بعد"، مشيراً إلى أن "فريقاً تقنياً ربما يعمل على هذا الموضوع، وسيتحسن وضع الكهرباء في القريب العاجل".
ومضى بالقول، إن "هناك مشكلة في المياه بشكل عام، وربما الاعتماد على آبار المياه الخاصة يساعد في الحل، لكن مع ذلك، قياساً إلى الفترة السابقة، يعتبر الوضع جيداً، وأكرر أن هناك تفاوتاً بين الأحياء، فمثلاً منطقة سيف الدولة كان وصول الماء إليها قليلاً جداً، لكن في أحياء أخرى الوضع أفضل".
وأكد أن "مع كل هذه الأعمال الخدمية، رويداً رويداً سيكون هناك وضع أفضل"، مشيراً إلى أنه "تمت مخاطبة كل العاملين في المؤسسات الرسمية للعودة إلى عملهم وأخذ مواقعهم التنفيذية، لكن ربما من تورط أو لديه مشاكل سابقة لم يلتزم بالعمل، ومع الوقت سيكون هناك تغيير إيجابي وانطلاقة جديدة للمؤسسات الرسمية".
لهذا السبب أسعار الوقود مرتفعة
ولفت إلى أن "مدينة حلب كبيرة، ولا أتحدث عن المحافظة، فحتى مدينة حلب مدينة كبيرة، ويعود أهلها إليها يوماً بعد يوم"، مبيناً أن "الشتاء له تأثيره الكبير، لكن الوقود شبه متاح رغم ارتفاع الأسعار بسبب تكاليف نقل المحروقات، وأيضاً بسبب أن محطات البنزين لم تبدأ بتقديم خدماتها بشكل كامل، لكن عموماً بدأت مظاهر المشكلة بالانحسار".
وأردف ددم أن "مظاهر نقص الوقود بسبب الفساد بدأت بالاختفاء، فالمشكلة ليست دائماً في توفر المادة الأولية، وإنما كانت في طريقة إدارة ملف المحروقات، والوضع الآن أفضل بكثير من الأيام الماضية".
واستدرك قائلاً: "أنا منذ 14 عاماً خارج مدينة حلب وأعيش في ريفها تقريباً، وليلة البارحة كانت عيداً بالنسبة لي، بعد أن هجرت من بيتي، عدت لأجد بيتي قد تم بيعه بدون علمي أو موافقتي"، مشيراً إلى أن "شخصيات تجاوزت القانون وأخذت حقوقنا رفضت السماح لي بالعودة إلى البيت بالقوة، فقلت أنتظر تفعيل المؤسسة القانونية لكي أسترجع حقي في السكن".
أكد ددم أن "الوضع الأمني جيد جداً، ومظاهر إطلاق النار قليلة للغاية، وإذا حدث إطلاق نار، فهو في بعض الاحتفالات، لكن المؤسسة الأمنية تتابع هذا الملف ولا تسمح بإطلاق الرصاص، وربما تكون هناك عقوبات لما يسببه ذلك من مشاكل في الأمن العام".
وأضاف أنه "لا توجد مظاهر مسلحة، حيث تجولت في مناطق كثيرة بمدينة حلب، ولم أجد أي مظهر عسكري. كانت ساحة الاحتفالات كبيرة في ساحة سعد الله الجابري، وكان يوماً يشبه العيد".
وتابع أن "لدينا جولات على الأحياء المختلفة التي استطعنا الوصول إليها، وكانت عملية الوصول سهلة وآمنة. وصولنا كان بهدف خلق حالة من الاطمئنان لدى المواطنين"، معتبراً أن "اليوم من أهم الأمور التي نعمل عليها هي طمأنة المجتمع بالتغيير الإيجابي، فالهدف ليس فقط إسقاط حاكم ظالم، بل عودة الأمن والأمان إلى كافة المواطنين".
ما مصير الكورد؟
بشأن الكورد، أكد ددم أن "الكثير من الكورد عادوا إلى بيوتهم، وبدون شك، ستكون هناك بعض المشاكل الخاصة بالخدمات والاحتياجات، لكن البيئة مهيأة تماماً للعودة إلى مساكنهم"، لافتاً إلى أن "الجميع بحاجة إلى تعزيز الثقة والمحبة، فالمجتمع السوري كان دائماً مجتمعاً فسيفسائياً ومتنوعاً، ولغة المحبة كانت السائدة، وستعود".
وأشار إلى أنه "قد يحتاج الأمر بعض الوقت لكي يعود المجتمع إلى التعايش المشترك بين جميع الأطياف"، مؤكداً أن "الجولاني ليس الشخص الذي سيقود حكومة مدنية، فهو قائد عسكري وله دور بارز في معركة التحرير السورية، لكن حتى هو لن يتمسك بهذا الدور. ما نطمح إليه هو إعادة السلطة المدنية".
وأردف قائلاً: "عشنا ويلات كثيرة مع بشار الأسد. والدي كان محامياً لحقوق الإنسان في سوريا واعتُقل لعشر سنوات في سجون النظام. هذا النظام تسبب في غياب مؤسسات الدولة، ونحن الآن متحمسون وسعيدون بعودة الحياة المدنية".
ولفت إلى أن "هناك تحضيرات سياسية معينة. أنا لست ذا صفة رسمية للحديث فيها، لكن هناك مساعٍ لتشكيل هيئة انتقالية لإدارة البلاد ولتكون هناك حكومة واحدة لكل سوريا".
وختم بالقول: "نحتاج إلى استغلال كل لحظة لإعادة سوريا إلى ما كانت عليه، كبلد للحضارة والمحبة والسلام".
وأكد أن "لا أحد يرغب في رؤية مظاهر عسكرية في هذا البلد الآمن. نطمح إلى أن تكون سوريا كما كانت دائماً، حاضنة لمكوناتها الشعبية والإثنية والعرقية، مع حقوق مواطنة ودولة مؤسسات وقانون، لنطوي صفحة الظلم التي استمرت حوالي 20 عاماً، ونعيد إعمار سوريا".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً