رووداو ديجيتال
حذر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن من تصاعد التوترات في الساحل السوري، مشيراً إلى أن 340 مدنياً من الطائفة العلوية قُتلوا بإعدامات ميدانية موثقة، بينما بلغ عدد القتلى من المسلحين 120 شخصاً.
وفي سياق متصل، أعرب عبد الرحمن عن مخاوفه من "تصاعد التحريض الإعلامي ضد الكورد، محذراً من أن "تصوير كل كوردي على أنه ينتمي لحزب العمال الكوردستاني قد يكون مقدمة لاستهدافهم مستقبلاً".
وقال رامي عبد الرحمن لشبكة رووداو الإعلامية، يوم السبت (8 آذار 2025)، إن "التطورات في الساحل السوري ما زالت مستمرة، مشيراً إلى أن عملية التمرد العسكري قد تكون انتهت، لكن استمرار الاجتياح وعمليات القتل لم يتوقف".
وأوضح أن 340 شخصاً قتلوا حتى الآن، بينهم عائلات وأفراد من الطائفة العلوية، وسط مخاوف من وقوع مجازر حقيقية، محذراً من أن هناك جهات تسعى لإشعال فتنة داخل المجتمع السوري.
وأضاف عبد الرحمن: "البعض يدعو إلى تهجير أبناء الطائفة العلوية، وهذا أمر خطير. فهؤلاء في النهاية جزء من الشعب السوري، ولا يمكن تحميلهم مسؤولية أفعال بشار الأسد أو والده حافظ الأسد. لا يمكن أن نبرر عمليات القتل بالقول إن كل شخص يُقتل هو من فلول النظام. أعرف شخصياً بعض الذين قتلوا أمس، وقد كانوا معارضين لنظام بشار الأسد ومعتقلين سابقين في سجونه، ورغم ذلك جرى إعدامهم داخل منازلهم. فهل هذا يساعد في بناء سوريا جديدة؟ بالطبع لا."
وأشار عبد الرحمن إلى أن 340 مدنياً من الطائفة العلوية قتلوا بإعدامات ميدانية موثقة لدى المرصد السوري، مؤكداً أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير، لكن المرصد يعتمد فقط على الأرقام الموثقة ميدانياً.
وشدد على أن المرصد يركز فقط على توثيق قتل المدنيين، قائلاً: "نحن لا نتحدث عن المسلحين الذين قتلوا، فهؤلاء بلغ عددهم 120 شخصاً، وكانوا من المتمردين ومن فلول النظام السابق، وقد قتلوا أثناء القتال. أما المدنيون، فقد وثّقنا بالصوت والصورة عمليات إعدام ميدانية جرت من قبل من اقتحموا القرى والمنازل."
وحذر عبد الرحمن من محاولات التستر على هذه الانتهاكات، مشيراً إلى أن الجهات التي ترتكب جرائم حرب وانتهاكات ضد الإنسانية يجب أن تُحاسب، وليس التغطية على جرائمها بعدم تصويرها.
وأكد أن هناك مخاوف حقيقية من "عمليات إبادة" محتملة، مضيفاً: "نحن لا ندافع عن شبيحة النظام، بل ندافع عن الأبرياء من أبناء الطائفة العلوية. كل من ارتكب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، سواء من نظام بشار الأسد أو غيره، يجب أن يُحاكم أمام الشعب السوري."
ودعا عبد الرحمن الحكومة العراقية إلى عدم السماح لأي جهة بتحريك مجموعات مسلحة داخل سوريا، مشيراً إلى ضرورة أن تمنع الحكومة في دمشق استهداف المدنيين "تحت ذريعة استهداف المسلحين".
وأوضح أن المرصد يعتمد في توثيقه على "نشطائه الميدانيين وشهادات الأهالي، وليس على مقاطع الفيديو فقط"، مؤكداً أن هناك "أكثر من ألف قتيل آخر لم يتم الإعلان عنهم بعد لعدم توثيقهم رسمياً لدينا".
وأشار عبد الرحمن إلى أن التوترات بدأت يوم الخميس في قرية بيت عانا بريف جبلة، حيث حاولت الأجهزة الأمنية اعتقال أحد المطلوبين، لكن العملية قوبلت بمقاومة من قبل المدنيين والمسلحين من الطائفة العلوية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة.
وذكر أن الشرارة الأولى للأحداث كانت مجهّزة مسبقاً من قبل ضابط يُدعى غياث دلة، وهو أحد قادة الفرقة الرابعة، مضيفاً أن الهجوم استهدف حواجز الأمن العام ووزارتي الداخلية والدفاع، ما أسفر عن "مقتل 89 عنصراً من قوات الأمن".
وأكد عبد الرحمن أن من نفذ هذه الهجمات هو "إرهابي، سواء كان غياث دلة أو غيره، وأن استهداف عناصر الأمن هو عمل إرهابي مدان"، كما شدد على أن قتل المدنيين من قبل المقاتلين التابعين لوزارة الدفاع والداخلية وقوات رديفة أمر مرفوض تماماً، ويجب على السلطات في دمشق تحمل مسؤولياتها في حماية جميع السوريين دون تمييز.
وأعرب عبد الرحمن عن مخاوفه من أن يتم استهداف الكورد لاحقاً، مشيراً إلى أن هناك حملات إعلامية تحريضية ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تحت مسميات مختلفة، مثل "بي كي كي" أو "قنديل"، مما قد يكون مقدمة "للتحريض ضد الكورد".
وأضاف: "مثلما تم تصوير كل علوي على أنه من فلول النظام، قد يأتي يوم يُقال فيه إن كل كوردي هو من حزب العمال الكوردستاني، ما قد يؤدي إلى قتل الكورد في وقت لاحق."
وشدد عبد الرحمن على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على تشكيل حكومة سورية تضم جميع مكونات الشعب السوري، قائلاً: "يجب أن تكون هناك حكومة تمثل جميع السوريين، وليس فقط طرفاً معينًا. طالما لم يتم تحقيق ذلك، فإن المخاوف من اندلاع نزاعات جديدة ستظل قائمة."
وأكد أن التحريض الإعلامي ضد قسد، واتهامها بتمويل التمرد في الساحل السوري، مجرد تبريرات واهية. مشيراً إلى أن من غير المنطقي أن تتمكن قسد من نقل الأسلحة من الرقة إلى اللاذقية، أو أن تكون هناك علاقة لها بتمرد الساحل.
وتابع أنه جرى الحديث عن أن "التمرد في الساحل مر عبر العراق وإيران وأدخلت مقاتلين إلى مناطق قسد وبعدها جاء المقاتلين إلى الساحل السوري، كل ذلك الروايات السخيفة".
وختم حديثه بالقول: "نأمل ألا يكون هناك استهداف لأي مكون من مكونات الشعب السوري، سواء الكورد أو العرب أو العلويين أو الدروز أو السنة، الحرب الأهلية لن يكون فيها رابح، والجميع سيكون خاسراً في النهاية".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً