مقتل العشرات جراء الاشتباكات في سوريا والقوات الأمنية تنتشر بمدن الساحل

07-03-2025
الكلمات الدالة اللاذقية
A+ A-
رووداو ديجيتال

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 134 مدنياً من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، خلال عملية تمشيط واسعة في غرب سوريا.
 
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "134 مدنياً علوياً، من بينهم 13 امرأة وخمسة أطفال على الأقلّ، أعدمتهم قوات الأمن في مناطق بانياس واللاذقية وجبلة"، مشيراً إلى أن "أفراداً من قوى الأمن، من بينهم أجانب، اقتحموا المنازل وأعدموا مدنيين بإجراءات موجزة، لاسيّما في مدينة بانياس".
 
وارتفعت بذلك حصيلة القتلى إلى 229 شخصاً منذ اندلاع اشتباكات دامية الخميس".
 
وأعلنت السلطات الجمعة (7 آذار 2025) تمديد حظر التجول في مدينتي طرطوس واللاذقية في ظل اشتباكات اندلعت الخميس وتعدّ "الأعنف" منذ إطاحة الأسد في الثامن من كانون الأول.
 
تشكل المعارك مؤشراً على حجم التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع لناحية بسط الأمن في عموم سوريا، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة بعد 13 عاماً من نزاع مدمر.
 
وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية سانا، إنه "بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية".
 
وتابع: "نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري"، من دون شرح ماهية الانتهاكات.
 
وأعلنت السلطات في سوريا الجمعة إطلاق عملية أمنية في مسقط عائلة الأسد. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الدفاع قوله "تقوم قواتنا الآن بتنفيذ عمليات نوعية دقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام ضد فلول النظام البائد التي غدرت بقواتنا وأهلنا في مدينة القرداحة".
 
وفي منشور على منصة إكس، قال رئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب إن إدارة العمليات العسكرية لطالما وجهت وحداتها إلى "ضرورة ضبط النفس وحسن التعامل مع الآخرين"، مضيفاً: "مازلنا حتى اللحظة ندعو إلى ذلك، فالمصالح العليا مقدمة على كل شيء".
 
ونشر ناشطون والمرصد السوري مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بثياب مدنية مكدسة قرب بعضها البعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع من الدماء، بينما كانت نسوة تولولن في المكان.
 
تمديد حظر التجوال
 
ومددت السلطات حظر التجول الذي فرضته منذ ليل الخميس في اللاذقية وطرطوس حتى صباح السبت "في ظل العمليات الأمنية والعسكرية ضد فلول النظام البائد"، بحسب ما أعلنت الجمعة.
 
ووصلت تباعاً تعزيزات عسكرية الى المنطقة الساحلية، وهي بدأت "عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة" في محافظتي طرطوس واللاذقية، تستهدف "فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم"، وفق ما نقلت سانا عن مصدر قيادي في إدارة الأمن العام.
 
وشمل التمشيط مدينة جبلة ومحيطها، حيث هاجم مسلحون موالون للأسد ليل الخميس رتلا لقوات الأمن، موقعين قتلى، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة، تم على إثرها فرص حظر تجول.
 
وتشهد محافظة اللاذقية توترات أمنية منذ أيام، لكنها اشتدت الخميس في قرية بيت عانا، حيث خاضت قوات الأمن اشتباكات مع مسلحين تابعين للعقيد السابق في الجيش خلال حقبة الأسد، سهيل الحسن، الملقب بـ"النمر" والذي كان يعد من أبرز القادة العسكريين.
 
واتهمت الاستخبارات السورية الجمعة "قيادات عسكرية وأمنية سابقة تتبع للنظام البائد" بالوقوف خلف الهجمات في الساحل.
 
دعوات لضبط النفس
 
وأعرب المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن عن قلقه إزاء "التقارير المثيرة للقلق الشديد عن سقوط ضحايا من المدنيين" تستدعي "بشكل واضح ضرورة ضبط النفس من جانب جميع الأطراف".
 
ودعت روسيا الى "التهدئة" ووضع حد لـ"سفك الدماء" في سوريا. وأكّدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استعداد بلادها "لتنسيق الجهود بشكل وثيق مع الشركاء الأجانب لتهدئة الوضع".
 
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن معارضتها الشديدة "قتل سوريين أبرياء وإلحاق الأذى بهم"، معتبرة ذلك " بمثابة تمهيد للطريق لنشر انعدام الاستقرار في المنطقة".
 
ودان الأردن كل محاولة "تستهدف أمن سوريا". وكتب وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي على إكس "ندين كل المحاولات والمجموعات والتدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا الشقيقة وسيادتها وسلمها".
 
ومنذ وصوله الى السلطة، وجه الشرع رسائل طمأنة الى المكونات السورية بينها الاقليات، على وقع مطالبته من المجتمع الدولي بإشراك كل الفئات في إدارة المرحلة الانتقالية.
 
وفي كلمة ألقاها الشهر الماضي، قال الشرع إن "السلم الأهلي واجب على أبناء الوطن جميعا وإن الدعوات المشبوهة التي تستدعي حالة الخطر لطوائف ما وتعرض نفسها الحامية والمنقذة دعوات فارغة".
 
ويشكل العلويون نحو تسعة في المائة من سكان سوريا ذات الغالبية السنية. وشاركوا خلال حكم عائلة الاسد لأكثر من خمسة عقود، خصوصاً في المؤسسات العسكرية والأمنية التي لطالما اعتمدت الاعتقال والتعذيب لقمع أي معارضة.
 
وشهدت مدينة اللاذقية في الأيام الأولى بعد إطاحة الأسد، توترات أمنية تراجعت حدتها في الآونة الأخيرة. لكن مازالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحياناً مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق المرصد.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

شعار الإدارة الذاتية

الإدارة الذاتية تدين "الجرائم المرتكبة" في الساحل السوري

أدانت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، في بيان لها، "الجرائم المُرتكبة" في الساحل السوري، وذلك على خلفية ما وصفته بـ"الجرائم والمجازر الجماعية" التي شهدتها المنطقة في الأيام الأخيرة.