رووداو ديجيتال
كشفت أحدث إحصائية بحثية عدد المواقع العسكرية للقوى الخارجية في سوريا منتصف العام الحالي، مبينة أنها بلغت 830 موقعاً عسكرياً في عموم البلاد.
في روجآفا (شمال شرق سوريا)، تلتقي أرتال القوات الروسية والأميركية إذ تتصادف أحياناً بشكل سلميّ وفي حين آخر تتخلّلها بعض التوترات على طرق المنطقة الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، فتسلك كل جهة سبيلاً مغايراً عن الآخر. كما تُسيّر القوات الأميركية والتركية دوريات مشتركة في روجآفاي كوردستان.
أوضحت آخر إحصائية لمركز "جسور" للدراسات، أن أراضي سوريا وأجواءها باتت ساحة صراع لقوى أجنبية إقليمية ودولية، حيث أظهرت تواجد 726 نقطة عسكرية و104 قواعد عسكرية تعود إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران.
وتذكر المادة البحثية وفقاً للمركز "زيادة المواقع الإيرانية العسكرية في سوريا التي وصل عددها إلى 570 موقعاً، وهو أكبر حجم نفوذ خارجي في الخريطة السورية، تليها تركيا بـ 125 موقعاً، ثم روسيا بـ 105 مواقع، وأخيراً التحالف الدولي بـ 30 موقعاً".
ولفت المركز إلى أن "طبيعة انتشار ودور المواقع العسكرية للقوات الأجنبية في سورية كانت تتأثّر أحياناً بالتغيّرات السياسية التي تطرأ خارج سورياً"، مردفاً "فعلى سبيل المثال، زادت إيران من حضورها العسكري جنوب البلاد مستفيدة من تخفيض روسيا لالتزاماتها أمام إسرائيل في المنطقة بسبب موقف الأخيرة من الصراع في أوكرانيا".
وذكر الهدف من مواقع كل طرف على الجغرافية السورية، ملخصاً ذلك في التالي: "مواقع التحالف الدولي مسؤولة عن القضاء على تنظيم داعش وضمان عدم عودته وتحقيق الردع ضد روسيا وإيران. بينما يقع على عاتق المواقع التركية حماية الأمن القومي للبلاد من خلال الحفاظ على مناطق انتشار القوات التركية ودعم فصائل المعارضة السورية ومحاربة حزب العمال الكوردستاني وفرعه السوري. أمّا المواقع الروسية فتعمل على تحقيق مصالحها على المستوى الجيوسياسي عبر تأسيس وجود دائم لها شرقي المتوسط. وبالنسبة للمواقع الإيرانية فهي تسعى لاستكمال السيطرة على الإقليم والمنطقة بين طهران وبيروت مروراً بدمشق والوصول أيضاً إلى المتوسّط".
بدوره، قال مدير مركز "جسور"، وائل علوان، قال لشبكة رووداو الإعلامية عن تأثير وجود القوات الأجنبية على الأزمة السورية: "وجود 830 موقعاً عسكرياً للقوى الأجنبية في الخارطة السورية، يعني أن القرارين السياسي الميداني ليس في يد النظام السوري ولا حتى في يد مختلف القوى المحلية"، مضيفاً أن "القرار النهائي بيد الدول المتواجدة بشكل مباشر بجيوشها العسكرية على الأرض".
وأكمل في حديثه، قائلاً: "هذا يعني أن النظام السوري لا يمتلك السيادة والقرار. الحل السياسي ومستقبل سوريا مرهون بمصالح هذه الدول التي تحددها الخريطة وفق سياساتها الخارجية".
كل قوة دولية وإقليمية متمركزة في سوريا تدعم جانباً محلياً متضلعاً في الأزمة السورية، إذ تعتمد تحركات القوات على الأرض، سواء كانت الحكومة في دمشق أو المعارضة في الشمال أو قسد في الشمال الشرقي على سير أعمال ومصالح القوات الأجنبية الكبرى المتحكمة بالملف السوري.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً