مجزرة حماة 1982.. جراح الماضي تلتقي بفرحة التحرر من قبضة النظام

05-01-2025
رووداو
حماة
حماة
الكلمات الدالة حماة
A+ A-

رووداو ديجيتال

بعد خمسة عقود من الحكم الديكتاتوري العائلي، يحتفل السوريون في مدينة حماة بسقوط سيطرة عائلة الأسد على البلاد. غير أن فرحة هذا الانتصار تختلط بآلام تذكر سلسلة المذابح التي ارتكبها النظام على مدار سنوات، وخاصة تلك التي نفذها حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار الأسد.

مجزرة حماة الشهيرة، التي بدأت في الثاني من فبراير عام 1982، على يد حافظ الأسد، تعد واحدة من أحلك الفصول في تاريخ سوريا. استمرت المجزرة ما يقارب الشهر، وخلفت المدينة في حالة دمار هائل، حيث قُتل أو اختفى ما يُقدر بين 10,000 إلى 40,000 شخص. ولا يزال هناك حوالي 15,000 شخص في عداد المفقودين حتى يومنا هذا.

بعد سقوط نظام بشار الأسد، أصبحت شوارع حماة مفعمة بالاحتفالات. ترفرف أعلام الثورة السورية، ويعبر سكان المدينة، الذين نزح العديد منهم خلال الثورة، عن فرحهم وارتياحهم.

حزام العبيسي، أحد سكان حماة الذي فرّ من المدينة في بداية الثورة السورية عام 2011، عبّر عن مشاعره قائلاً: "كانت مجزرة 1982 الكارثة التي قُتل فيها حوالي 50,000 شخص، ولا يزال 15,000 في عداد المفقودين حتى الآن ولا نعرف عنهم شيئاً".

 فرّ العبيسي إلى شمال سوريا ثم إلى تركيا، حيث لجأ بعد مشاركته مع لواء "الفاروق" في الشمال حتى عام 2016، ويتحدث عن سقوط نظام الأسد: "لا أستطيع التعبير عن مشاعري؛ ستجعلني أبكي. إنها فرحة الحياة بإسقاط أعظم طاغية، الأسد، سواء الابن أو الأب. الحمد لله انتصرت الثورة على طاغية العصر."

اليوم، تخلو شوارع حماة من صور بشار الأسد ووالده. وأُغلقت مكاتب الأمن التي كانت ترمز لسيطرة النظام القمعي، وأُطلق سراح المعتقلين، مما يمثل بداية جديدة للمدينة.

من جانبه، شدد محمد فريجي، رئيس اللجنة السياسية في حماة، على أهمية هذا الانتصار قائلاً: "الحمد لله حققنا هدفنا الرئيسي وهو إسقاط النظام بجميع رموزه ومكوناته."

ورغم الانتصار، تظل ذكريات المجازر عبئاً ثقيلاً على سكان حماة. ومع ذلك، فإنهم مصممون على إعادة بناء مدينتهم وحياتهم، على أمل مستقبل أكثر إشراقاً وحرية لسوريا.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب