رووداو ديجيتال
أعلنت وحدات حماية الشعب (YPG) عن بدء انسحاب "جزئي" لقواتها من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، وذلك في بيان رسمي أكدت فيه على الدور الذي لعبته في دعم المنظومة الدفاعية الذاتية التي أسسها الأهالي في مواجهة التهديدات خلال النزاع السوري.
وأشارت الوحدات في بيانها، الجمعة (4 نيسان 2025)، إلى أنها قامت بدور "حاسم" في ضمان أمن واستقرار المدنيين في الحيين "بانضباط ومسؤولية"، مضيفة أنه تم نقل مسؤولية حفظ الأمن رسمياً إلى قوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية، وذلك بموجب اتفاق مع الحكومة السورية الانتقالية.
وأكدت الوحدات إنجاز "انسحاب جزئي" لقواتها، مع الإشارة إلى أن الوحدات المتبقية ستنتشر بشكل تدريجي ومنظم خلال الأيام القادمة، مؤكدة عزمها على "تكييف موقفنا بما يتماشى مع المتطلبات الاستراتيجية للمرحلة الجديدة".
ورغم عدد كشف العدد بشكل رسمي، قال مسؤول كوردي لوكالة فرانس برس، بأنه قد خرج أكثر من 500 مقاتل الجمعة من حيين كورديين في مدينة حلب في شمال سوريا، بموجب تفاهم مع السلطات السورية.
ومطلع نيسان، توصّل المجلس المدني لحيي الأشرفية والشيخ مقصود، اللذين تقطنهما غالبية كوردية، ولجنة منبثقة من رئاسة الجمهورية الى اتفاق، نص أبرزه بنوده على تبادل أسرى وخروج الوحدات العسكرية التابعة لقسد من الحيين على أن يتبعا إداريا لسيطرة سلطات دمشق.
وجاء ذلك تطبيقا لاتفاق وقعه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي في 11 آذار، يقضي "بدمج" كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية في إطار الدولة السورية.
وقال القيادي في المجلس المدني لحيي الشيخ مقصود والاشرفية نوري شيخو لوكالة فرانس برس "خرجت اليوم دفعة من القوات العسكرية.. تجاوز عددها 500 مقاتل" الى شمال شرق سوريا.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" من جهتها عن مغادرة "رتل لقوات سوريا الديموقراطية حيي الشيخ مقصود والأشرفية.. تحت إشراف وزارة الدفاع". ونشرت مقطع فيديو يظهر سيارات دفع رباعي وحافلات صغيرة تقل مقاتلين بزي عسكري مع أسلحتهم.
وبموجب الاتفاق، تتحمل وزارة الداخلية "مسؤولية حماية سكان الحيين ومنع أي اعتداءات أو تعرض بحقهم"، على أن يتم "منع المظاهر المسلحة".
ويؤكد كذلك أن الحيين "يعدان من أحياء مدينة حلب ويتبعان لها اداريا ويعد حماية واحترام الخصوصية الاجتماعية والثقافية" للقاطنين فيهما "أمرا ضروريا لتعزيز التعايش السلمي".
وجاء خروج المقاتلين الجمعة غداة عملية تبادل أسرى، ممن جرى اعتقالهم عقب إطاحة الأسد. وتم خلالها وفق شيخو، "إطلاق سراح 146 مدنيا وعسكريا من قبل حكومة دمشق" مقابل إطلاق قسد سراح "97 شخصا".
وتسيطر الإدارة الذاتية على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا. وشكّلت ذراعها العسكرية رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية ودحره من آخر معاقل سيطرته عام 2019.
ورغم الاتفاق "التاريخي"مع الشرع، والذي يُفترض استكمال تطبيق بنوده بحلول نهاية العام، الا أن الإدارة الذاتية وجهت انتقادات حادة الى الحكومة التي شكلها، وقالت إنها لن تكون معنية بتنفيذ قراراتها، باعتبار انها "لا تعبر عن التنوع" في سوريا.
وتضم الحكومة المؤلفة من 23 وزيرا، مع عدم تعيين رئيس لها، وزيرا كورديا واحدا فقط، لكنه غير محسوب على الإدارة الذاتية.
وتواجه الحكومة تحديات كبرى بعد 14 عاما من اندلاع نزاع مدمر. وقد جاء تشكيلها بعد أسبوعين من أعمال عنف دامية شهدها الساحل السوري، واتُهمت قوات الأمن ومجموعات رديفة لها بالمسؤولية عنها. وأسفرت عن مقتل 1700 مدني غالبيتهم الساحقة علويون، ما اثار مخاوف الأقليات في سوريا وتنديد منظمات حقوقية ودول عدة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً