رووداو ديجيتال
رحبت الأمم المتحدة بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، لكنها شددت في الوقت ذاته على ضرورة التزام السلطات المؤقتة بشروط محددة تتعلق بالانتقال السياسي الشامل، وصون حقوق المكونات المجتمعية، وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وفق أعلى المعايير الدولية.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي: "نرحب بإعلان الحكومة الجديدة والموسعة في سوريا في نهاية الأسبوع"، مشيراً إلى أن "مبعوثنا الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، يؤكد مجدداً على أهمية الانتقال السياسي الشامل الذي يتيح للشعب السوري إعادة بناء سيادته وحل نزاعاته المستمرة وتلبية مطالبه المشروعة، كما يساهم في استقرار المنطقة".
شهد قصر الشعب بالعاصمة السورية دمشق، السبت (29 آذار 2025)، الإعلان عن الحكومة الانتقالية الجديدة التي تضم 23 وزيراً، ويترأسها الرئيس أحمد الشرع.
التشكيلة أثارت ردود فعلٍ متباينة، وكانت موضع استياء لدى مختلف القوميات والديانات والمذاهب والطوائف في سوريا، من الكورد والدروز والمسيحيين والعلويين وغيرهم.
وأعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا رفضها للحكومة السورية الجديدة المتشكلة في دمشق، معلنة عدم الامتثال بتطبيق القرارات الصادرة عنها.
دوجاريك أضاف أن بيدرسن "يشجع استمرار جهود السلطات المؤقتة للتوصل إلى انتقال موثوق وشامل ومستدام، سواء في مجال الإدارة أو في الخطوات المستقبلية للانتقال"، مشيراً إلى أهمية "إنشاء مجلس تشريعي، ولجنة لصياغة الدستور، وكذلك التحضير لانتخابات حرة ونزيهة وفقاً لأعلى المعايير الدولية ووفقاً للمبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن رقم 2254".
من جهته، أكد رئيس مجلس الأمن وممثل فرنسا، جيروم بونافونت، على ضرورة احترام حقوق الأقليات في سوريا، وذلك في رده على سؤال وجهته إليه شبكة رووداو الإعلامية خلال مؤتمر صحفي عُقد في الأمم المتحدة.
وقال بونافونت: "أوضح مجلس الأمن موقفه بشكل جلي، بسبب العنف، وطلبنا من السلطات السورية أن تتصرف كما هو مطلوب منها، أي إظهار الاحترام للمدنيين واحترام الأقليات". وأردف قائلاً: "بالنسبة للحكومة الانتقالية، هناك دستور جديد. كما أن هناك حكومة انتقالية تضم أشخاصاً من مجموعات مختلفة".
وأشار إلى أن "فرنسا أعربت مؤخراً عن وجهة نظرها حول هذا الأمر"، مضيفاً: "من الواضح بالنسبة لنا أنه لكي تجد سوريا عودة حقيقية للسلام، ولكي تتمكن من بناء نفسها كسوريا جديدة، يجب أن تحترم مكوناتها. يجب أن يكون الجميع مشمولين، ويجب أن تتخلص من آفة الإرهاب وأن تعيش في سلام مع جيرانها".
وختم بونافونت حديثه بالتأكيد على التزام مجلس الأمن بـ"دعم الجهود المبذولة ودعم الحكومة الانتقالية السورية فيما قالت إنها تريد القيام به".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً