رووداو ديجيتال
شهد حي الحميدية بمدينة دير الزور شرقي سوريا عودة تدريجية لسكانه بعد سنوات من الصراع الذي أجبر العديد من العائلات على مغادرة منازلهم. وتوافدت أعداد كبيرة من السكان، الذين شرعوا في استئناف حياتهم اليومية، حيث افتتحت العديد من المشاريع التجارية الصغيرة، وتستعيد المدينة نشاطها تدريجياً.
ويظهر السكان المحليون وهم يتجولون بسياراتهم ودراجاتهم النارية في شوارع الحي، معيدين بناء حياتهم، وافتتحوا العديد من الأعمال التجارية الصغيرة بالتوازي مع عودة مكثفة للأهالي.
صرح رئيس البلدية، همام العبد الله، بأن "الحي يشهد عودة كبيرة للسكان"، مضيفاً: "لم تكن المدينة تتوقع أن تتم العودة بهذه السرعة". وأشار العبد الله إلى أن نحو 15 ألفاً من سكان المدينة قد عادوا بالفعل، مشيراً إلى أن البنية التحتية الأساسية قد تمت استعادتها بشكل ملحوظ، بما في ذلك المياه والكهرباء، ما يسهم في تعزيز البيئة المعيشية وتشجيع المزيد من الأهالي على العودة.
وقال حاكم الحمادي، صاحب محل بقالة عاد إلى المنطقة: "معظم الذين هاجروا إلى لبنان عادوا إلى منازلهم أو إلى منازل أقارب لمن لا يملكون منزلاً. نطلب من إخواننا في الخارج العودة، حيث يوجد الآن سكان في الحي".
وأضاف: "الحمد لله، منذ أن حرر الجيش العربي السوري دير الزور من داعش، عدنا إلى محلنا في حي الحميدية. كنت آخر شخص يغادر المكان وأول شخص يعود".
على الجانب الآخر، كانت مدينة دير الزور تعاني في السنوات الماضية من نقص شديد في الخدمات الأساسية، ما حال دون رغبة الكثير من النازحين في العودة. وللتغلب على ذلك، قامت الحكومة السورية بعدة مشاريع تهدف إلى تحسين مستوى الحياة في المدينة، وأكدت وسائل الإعلام المحلية أن هذه المشاريع بدأت تؤتي ثمارها.
يأتي ذلك بعد افتتاح رئيس الوزراء السوري، حسين عرنوس، لجسر البعث في المدينة في أوائل يونيو، حيث بلغت تكلفة ترميم الجسر 7 مليارات ليرة سورية (538,377 دولاراً أميريكياً أو 496,755 يورو).
وفي أواخر عام 2017، استعاد الجيش السوري السيطرة الكاملة على دير الزور بعد ثلاث سنوات من خضوعها لسيطرة تنظيم داعش. ومنذ ذلك الحين، بدأت المدينة تشهد عمليات إعادة تأهيل وإعادة بناء تهدف إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها.
أصوات من السكان العائدين
في مشهد يعكس عودة الحياة إلى طبيعتها، يتنقل الناس في شوارع دير الزور بدراجات نارية، ويجلسون على جانب الطريق. وصرح همام العبد الله، مدير حي الحميدية، قائلاً: "حي الحميدية يشهد عودة كبيرة للأهالي. لم نتوقع أن تكون العودة بهذه السرعة؛ بدأ الناس بالعودة، واليوم هناك 15 ألف شخص عادوا، والعدد مرشح للزيادة. والحمد لله، تم تأمين المياه والكهرباء والبنى التحتية والأمن".
كما دعا العبد الله المواطنين في المدن الأخرى للعودة قائلاً: "ندعو أهلنا وإخواننا في حمص وحماة ودمشق للعودة إلى منازلهم وترميمها، فالحياة أصبحت جيدة جداً وكل الخدمات مؤمنة، ومدارسنا كلها تعمل، ولدينا أسواق ومساجد، وأتمنى أن تشهد الفترة القادمة عودة كبيرة لأهلنا".
حاكم الحمادي، صاحب محل بقالة، تحدّث عن العائدين قائلاً: "معظم الذين هاجروا إلى لبنان عادوا إلى منازلهم أو إلى منازل أقارب لمن لا يملكون منزلاً. نطلب من إخواننا في الخارج العودة، حيث يوجد الآن سكان في الحي، وتم توفير خدمات المياه والكهرباء، والعمل جارٍ على إعادة خدمات البريد".
كما شارك حسين الوردي، أحد الشبان العاملين في محل نجارة في الحميدية، تجربته، وقال: "الأمور تتحسن في الدير، والأمور تتحسن أيضاً في الحميدية. السكان يعودون إلى منازلهم ويقومون بتجديدها. بدأ الناس يتعافون من الدمار والسرقات، والأمور تتحسن عن ذي قبل".
أحلام العودة وتحقيق الاستقرار
همام الحسين، الذي عاد من العراق بعد سنوات من الغياب بسبب الحرب، قرر افتتاح محل بقالة في الحميدية، وقال: "كنت أعيش في العراق لسنوات عديدة بسبب الحرب، وعدت إلى بلدي. للأسف لم تسنح لي الفرصة لبدء مشروعي الخاص، فقررت أن أفتح محل بقالة، لأنه مشروع مربح في الحميدية بسبب الكثافة السكانية والأطفال، خاصة بعد تحسين البنية التحتية في المنطقة. والحمد لله، كان محل البقالة بداية ناجحة".
تشكل هذه العودة بداية جديدة لسكان دير الزور، الذين يسعون لإعادة بناء حياتهم بعد سنوات من الصعوبات، وسط دعم حكومي مستمر لتحسين الخدمات الأساسية والبنية التحتية، لتصبح المدينة وجهة مشجعة لعودة المزيد من السكان والمهاجرين.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً