رووداو ديجيتال
قال قائد "قوات الشمال الديمقراطي"، وهو فصيل سوري منضوٍ في قوات سوريا الديمقراطية، إن قسد تسعى إلى "المشاركة في الحكومة السورية وليس فقط ضمن وزارة الدفاع".
عبسي الطه، المعروف باسمه الحركي "أبو عمر الإدلبي"، وهو من مواليد محافظة إدلب، يقود منذ 2016 الفصيل العسكري الذي تشكل في جبل الزاوية بريف إدلب عام 2013، ذكر لشبكة رووداو الإعلامية، حول تأسيس قواتهم، بأنها "انطلقت بعد بدء الثورة السورية في آذار 2011، حيث تجمّع فيها منشقون عن النظام وأشخاص ثوريون".
وأوضح في حديث خاص يوم الأحد (2 شباط 2025)، أن "هدف قواته الأسمى هو حماية الشعب السوري من استبداد النظام وقواته، بالإضافة إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية".
حول تقييم علاقتهم مع قيادة قسد التي انضمت إليها "الشمال الديمقراطي" عام 2015، شدد الإدلبي على أن قواتهم "تُعتبر جزءاً أساسياً من مشروع قوات سوريا الديمقراطية، الذي يمثل جميع مكونات الشعب السوري".
وكشف أن "عدد القوات العربية المنحدرة من إدلب ضمن قسد، يناهز الـ 4 آلاف مقاتل"، وفقاً لقوله.
بشأن لقاء قائد قسد مظلوم عبدي مع أحمد الشرع نهاية العام الماضي، قبيل توليه رئاسة المرحلة الانتقالية، أشار الإدلبي إلى أنه "كان واضحاً وإيجابياً"، مردفاً بأن اللقاء "تناول أهمية الحوار المستمر من أجل استقرار سوريا".
وعن أنباء وجود اتفاق على تقاسم ثروات المنطقة الشرقية بين الطرفين، علّق بأن الثروات الطبيعية "ملك للشعب السوري، وستكون هناك لجان مختصة لمتابعة هذا الملف الحيوي".
بخصوص المفاوضات مع دمشق، أكد الإدلبي أن "قوات سوريا الديمقراطية تركّز على الحوار الوطني وتسعى إلى إشراكها ضمن الحكومة، وتعمل على تطوير العلاقة مع وزارة الدفاع السورية، والانضمام إلى الجيش الوطني الجديد بالشكل المناسب، كفيلق على سبيل المثال".
ونوه إلى أنه يجري التفاوض على كيفية اندماج المؤسسات المدنية بمناطق شمال شرق سوريا إلى الحكومة الجديدة، إضافة إلى ضرورة حل مشكلة النازحين في روجآفا، من ضمنهم نازحون من إدلب.
وتابع: "لا ينبغي الحديث عن إلقاء السلاح، دون حل الخلافات المتعلقة بالمؤسسات المدنية وعودة النازحين وتهيئة الظروف المناسبة".
وبيّن القيادي العسكري أن "الحوار مستمر حول تشكيل اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية ووزارة الدفاع السورية، مع تأكيد حق الشعب في العودة إلى مناطقه المحتلة"، في إشارة إلى مناطق عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) الواقعة تحت سيطرة فصائل "الجيش الوطني" التي أعلنت الاندماج في وزارة الدفاع السورية.
أما فيما يتعلق بعدم حضورهم "مؤتمر النصر" الذي أُعلن فيه حلّ الفصائل المسلحة قبل أيام، أكد أن "شمال وشرق سوريا يمثلان جزءاً حيوياً من الجغرافية السورية، وهناك تواصل مستمر مع إدارة دمشق لتعزيز التعاون".
تعقيباً على تقارير نية الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب قواته من روجآفا، لفت الإدلبي إلى أن ترمب "لم يعلن عن موقف واضح بشأن سوريا"، مستدركاً بأن "هناك تأكيد من الإدارة الأميركية على ضرورة بقاء القوات في المنطقة لمواجهة تنظيم داعش".
وكان أبو عمر الإدلبي قد حذّر عبر منشور له على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي من حرب قادمة في المنطقة، عازياً ذلك لكون "خلايا داعش لاتزال نشطة، مما يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في سوريا والعراق".
كما رد الإدلبي حول احتمالية تجييش القبائل العربية وإحداث انشقاقات في صفوف قسد، قائلاً: "تضم قوات سوريا الديمقراطية مكونات متعددة، بما في ذلك العرب، ولا توجد مخاوف من انقسامات داخلية".
وبالتطرق إلى القتال الدائر بين فصائل "الجيش الوطني" وقسد في محور سد تشرين بمنطقة منبج منذ كانون الأول الماضي، شدد على أن قسد "تبذل جهوداً كبيرة لحماية مناطقها"، عاداً سد تشرين "نقطة دفاع مهمة عن شمال وشرق سوريا".
حول الغاية من مطالبات الإدارة الذاتية بمجيئ مراقبين دوليين لإبعاد السد عن الصراع دون الاستعانة بدمشق، عزا ذلك إلى "الظروف الحالية"، مبيناً في الوقت نفسه أن "هناك حواراً مستمراً مع دمشق حول القضايا المختلفة".
بشأن توحيد الصف الكوردي، أكد سعي القوى الكوردية إلى توحيد صفوفها، وأن "هناك جهوداً مستمرة لتحقيق ذلك".
أبو عمر الإدلبي، أشاد بدور إقليم كوردستان بهذا الصدد، قائلاً: "جهود الرئيس مسعود بارزاني لتعزيز الحوار بين الكورد تعتبر نبيلة، وتهدف إلى تحقيق وحدة الصف الكوردي السوري".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً