رووداو ديجيتال
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن العراق لن يكون نقطة انطلاق للإضرار بدول الجوار، مشيرا الى التزام حكومته بعدم السماح لأي أطراف باستخدام الارض العراقية لاخلال الأمن في ايران.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء (29 تشرين الثاني 2022) في العاصمة الايرانية طهران في مستهل زيارته الى هناك.
وقال السوداني في المؤتمر الصحفي: "نحن في طهران لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين في المجالات السياسية والاقصادية والامنية ومستجدات المنطقة"، مبينا ان "زيارتنا لإدامة أواصر العلاقة التاريخية بين العراق وايران وما يتخللها من مشتركات على كافة الاصعدة".
وأوضح السوداني ان "العراق شعباً وحكومة لا ينسى دعم الجمهورية الاسلامية منذ التغيير في 2003 ولغاية الحرب على داعش"، مؤكدا على "اهمية الاستمرار في التنسيق المشترك لمواجهة تحديات الارهاب والتطرف والمخدرات التي تهدد شعوب المنطقة".
رئيس الوزراء العراقي، ذكر ان "اللقاءات والزيارات ضرورية لتوفير قاعدة صلبة للدفع باتجاه تفعيل الانشطة في مختلف المجالات، وأن الملف الاقتصادي يحظى بأهمية كبيرة للحكومة الجديدة"، مردفاً: "اتفقنا مع الرئيس الايراني على تفعيل اللجنة الاقصادية المشتركة وضرورة عقد اجتماعاتها في أقرب وقت".
وثمّن السوداني "موقف الجمهورية الاسلامية في دعم العراق واستمرار امدادات الغاز والكهرباء، لحين استكمال المشاريع العراقية"، لافتا الى ان العراق سيبذل الجهد لاتباع آلية بشأن الالتزامات المالية تجاه ايران".
واعرب السوداني عن الحاجة الى "بحث مشاريع نقل النفط الخام للتصفية والحصول على المنتجات ونقل الغاز ومعالجته بين البلدين".
رئيس الوزراء العراقي، ذكر ايضاً أنه "تم بحث العلاقة والتعاون في المجال الأمني"، عاداً أمن البلدين "وحدة لا تتجزأ، وهي جزء من أمن المنطقة، وأن حكومتنا ملتزمة بتنفيذ الدستور وعدم السماح لأي اطراف باستخدام الارض العراقية لاخلال الأمن في ايران، والعراق لن يكون نقطة انطلاق للاضرار بدول الجوار".
"نعتمد في سياساتنا الخارجية وفق مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، وسيكون هنالك تنسيق ميداني لتجنب أي تصعيد"، وفقا للسوداني، الذي رأى أن "الحوار هو الاسلوب الأمثل لحل المشاكل الأمنية، وأن الحكومة ملتزمة بتطوير آفاق التعاون مع الجمهورية الاسلامية بكل المجالات بما ينسجم مع المصالح المتبادلة".
من جانبه قال الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي خلال المؤتمر الصحفي: "نقدر عاليا تلبية السوداني الدعوة لزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية"، واصفاً العلاقة بين ايران والعراق بأنها "متجذرة في المعتقدات المشتركة بين الشعبين ولها جذور عميقة، والشعب العراقي يحتضن زوار الامام الحسين من جميع ارجاء العالم الاسلامي ولاسيما الايرانيين".
رئيسي، أعرب عن آماله في "حكمة رئيس الوزراء العراقي وتعاونه مع الجهات السياسية والمكونات لينجح بتقديم خدمة مختلفة للشعب العراقي"، مردفاً: "نشد امالنا على التعاون مع جمهورية العراق وتعاونها مع دول المنطقة، ونأمل ان تتوسع المجالات بين العراق وايران بالشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية".
الرئيس الايراني، وصف مكانة العراق بأنها "هامة لإرساء الاستقرار والامن في المنطقة"، مضيفا أن "أمن المنطقة والسلام والاستقرار فيها يجب ان يكون منطلقاً من جهود المسؤولين في حكومات المنطقة".
وحذر الرئيس الايراني ابراهيم رئيس من التواجد الاجنبي في المنطقة، بالقول ان "حضور الاجانب في المنطقة يزيد المشاكل ولا يؤدي الى الامن، وحضور القوات الاميركية والاجنبية لن يؤدي الى ارساء الامن"، مؤكداً أن "خروج القوات الاجنبية كفيل باحلال الامن في دول المنطقة"، مؤكدا ان "هنالك وجهات نظر مشتركة فيما يخص العلاقات الثنائية والشؤون الاقليمية والدولية".
ولفت رئيسي الى ان "حضور رئيس الوزراء العراقي نقطة تحول في العلاقات الثنائية، وستكون المباحثات التي ستجرى خلال الزيارة تساعد على رقي العلاقات، وسنبحث المذكرات المبرمة سابقاً والقضايا المصرفية وتصدير الغاز والكهرباء".
من جانبه أصدر المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء بياناً حول اللقاء، وهذا نصّه:
عقد رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، والوفد الرسمي المرافق له، جلسة مباحثات موسّعة مع الجانب الإيراني في العاصمة طهران التي وصلها في وقت سابق صباح اليوم. وترأس الجانب الإيراني في المباحثات رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي.
وشهدت الجلسة البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة الملفات ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها ملف التنسيق الأمني، والتبادل التجاري، والتعاون في مجال الطاقة والاستثمار وتنظيم السياحة والزيارات الدينية المتبادلة، فضلاً عن ملف المياه ومواجهة تحديات التغير المناخي وآثاره الاقتصادية.
وضمّ الوفد العراقي كلّاً من السادة وزير الخارجية فؤاد حسين، ووزير النفط حيان عبد الغني، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ومدير مكتب رئيس الوزراء إحسان العوادي،فيما ضمّ الجانب الإيراني وزير الخارجية السيد حسين عبد اللهيان، والسيد وزير الاقتصاد والشؤون المالية إحسان خاندوزي وعدداً من المسؤولين الإيرانيين.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً