الفتور يصيب الجيش العراقي في الرمادي وبيجي.. وغموض حول معركة الموصل

29-09-2015
شيماء محمد
الكلمات الدالة بيجي الانبار الموصل
A+ A-

رووداو – اربيل

طال أمد المعارك الدائرة بين الجيش العراقي ومسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" في مدينتي الرمادي وبيجي، وأصابها الفتور لعدة أسباب، فهل سيتمكن من استعادة مدينة الموصل التي ترزخ منذ أكثر من عام تحت سيطرة داعش؟.


وتحدث قادة ميدانيون ومحليون لشبكة رووداو الاعلامية عن سير العمليات العسكرية في محافظتي الانبار وصلاح الدين وأسباب بطء وتيرتها، عازين السبب الرئيس إلى مخاطر التقدم السريع في ظل العبوات والالغام التي زرعها تنظيم داعش في المناطق التي يعتزم الجيش العراقي التقم نحوها.

ويرى الامريكيون أن الوقت مناسب جدا للجيش العراقي لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، لكن زيارات الوفود العسكرية التابعة للادارة الامريكية ازدادت في الاونة الاخيرة إلى اربيل أكثر من بغداد.

"أجزاء كبيرة من مصفى بيجي بيد داعش"

وقال قائمقام بيجي محمد محمود إن "هناك قطعات وخطوط متداخلة في مركز بيجي وغربي القضاء، ومن المؤمل خلال الايام القليلة المقبلة بدء عملية لتطهيره بالكامل من داعش، بعد وصول تعزيزات كبيرة جدا إلى مركز القضاء، ونحن حاليا في طور إعداد الخطط اللازمة لذلك".

وحول النسبة التي تسيطر عليها القوات العراقية على مصفى بيجي، قال محمود "لدينا قطعات عسكرية في مصفى بيجي، لكن داعش يسيطر على أجزاء كبيرة منه، وهو يقوم بالاستفادة من النفط الموجود هناك خاصة في الجزء الشرقي".
 
وعن مسألة وجود جنود محاصرين في مصفى بيجي ومناشدة أهالي بعضهم عبر شبكة رووداو لانقاذهم، قال "لا توجد قوات محاصرة في بيجي أبدا، لدينا خطوط بين القوات الموجودة في مصفى بيجي وجنوب القضاء، ويصلهم العتاد والارزاق بشكل متواصل".

"الولايات المتحدة لا تفيدنا في الانبار"

وقال ضابط رفيع في الجيش العراقي المرابط في محافظة الانبار، فضل عدم الكشف عن اسمه إن "القوات العسكرية لاتستطيع التقدم بوتيرة سريعة بسبب الالغام والعبوات التي زرعها مسلحو داعش في المنطقة".

وأضاف أن "الولايات المتحدة ضمن التحالف الدولي لا تفيدنا اطلاقا، فعندما نبلغهم عبر مركز التنسيق المشترك بوجود تجمعات لمسلحين من داعش أو قيام البعض بزرع الالغام، لا يقومون باستهدافهم".

وأكد أن "في بعض الاحيان وعندما نناقش سير الخطط العسكرية والتقدم نحو بعض المناطق في قواعدنا أمام الامريكيين، نكتشف أن داعش استعد لهجومنا بزرع كميات كبيرة من الالغام، ويبدو أن هناك من يزود التنظيم بتلك المعلومات".

"بيجي هي المفتاح لبدء عملية تحرير الموصل"

وقال مقرر لجنة الامن والدفاع النيابية شاخوان عبد الله "بالنسبة لمعارك تحرير الانبار سبق وأن قلنا أنها تأخرت كثيرا وليس بمقدور الجيش العراقي الاستمرار في العملية من دون دعم واسناد قوات التحالف الدولي، التي حذرت بدورها الحكومة العراقية من أن تقدم الجيش العراقي ليس بالمستوى المطلوب".

ورأى مقرر لجنة الامن والدفاع أن "هذا يدعو إلى اعادة انتشار القوات العراقية في المنطقة، واختيار الضباط الكفوئين لخوض المعركة، واعادة تشكيل الجيش العراقي ليضم أصنافا اخرى من الشعب".

أما عن بيجي، فقال إن "المعارك في قضاء بيجي بين كر وفر، وهي مهمة جدا لأنها المفتاح لبدء عملية الموصل، فبعد تحرير بيجي بالكامل سيتم التوجه نحو الموصل لتحريرها ايضا، لكن القوات العراقية بطئية في عملياتها، لذا هي بحاجة إلى قوات التحالف".

وشدد عبد الله على أن "معركة الموصل لن تكون سهلة أبدا، ولكن هناك نية لدى الولايات المتحدة للبدء بحملة عسكرية بدعم من قوات البيشمركة، بالتنسيق مع غرفة العمليات الموجودة في اقليم كوردستان، حتى لو لم تكن الحكومة العراقية مستعدة لاستعادة المدينة".

"داعش يستغل الفتور بشن هجمات انتحارية"

وفي هذه الاثناء يستغل داعش الفتور الذي يصيب العمليات العسكرية في بيجي والرمادي لشن هجمات مضادة، وقال الضابط الرفيع إن "داعش شن هجمات انتحارية كثيرة في الآونة الاخيرة لاضعاف تواجدنا في منطقتي تل مشيهيدة والحميرة".

وأضاف أن "قضاء بيجي يتعرض هو الآخر إلى هجمات متكررة بسيارات ملغمة يقودها انتحاريون من محاور مختلفة، في محاولة من تنظيم داعش لإعادة الانتشار في المنطقة".
 
وتشغل مدينة بيجي أهمية كبيرة بالنسبة لاقتصاد العراق، لوجود أكبر مصفاة لتكرير البترول في ضواحيها، وغالبية أجزائه حاليا تحت سيطرة داعش، الذي يقوم باستغلال منتجاتها للحصول على موارد مالية لتمويل عملياته.

"البيشمركة ستحرر سنجار وقرقوش قبل الموصل"

ووفقا للمعلومات المتوافرة لدى شبكة رووداو الاعلامية من قادة عسكريين، فإن الولايات المتحدة تشعر بالملل جراء البرود الذي أبدته بغداد، ويبدو أن الكورد سيصبحون المتحدث الرئيسي في طاولة التباحث بشأن ملف استعادة الموصل.

وربط رئيس اركان البيشمركة، الفريق جمال محمد مسألة استعادة الموصل بالتنسيق بين البيشمركة والجيش العراقي لا غير، قائلا إن "وقت بدء الهجمة لم يحدد بعد، كما لم يتخذ الكورد قرارهم النهائي حول المشاركة في عملية استعادة الموصل من عدمها".

ولم يخف الفريق محمد حقيقة أن البيشمركة "ستحرر كلا من سنجار وقرقوش وبعشيقة وبرطلة، قبل دخول الجيش العراقي للموصل، الكورد سيشاركون في معركة الموصل، لكن لم يصدر القرار النهائي حول دخولها".


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب