رووداو ديجيتال
داخل دار التمريض الخاص ببغداد، يرقد 27 جريحاً فلسطينياً، استقبلهم العراق في حملة أطلق عليها "أغيثوا غزة"، انتصار ذات السبعة والخمسين عاماً، واحدة من المصابين، تتحدث والدموع تملأ عينيها وهي تشاهد أخبار الحرب، وتترقب مصير أولادها الأربعة الذين وقعوا أسرى بيد الجيش الإسرائيلي.
تقول الجريحة الفلسطينية انتصار حسين، لشبكة رووداو الإعلامية: "أنام هنا وحدي، لا أحد يعلم ماذا يحدث لي، أكون نائمة ودموعي على وجنتي، ومن شدة التفكير يصدع رأسي".
وتضيف: "أقول أحياناً يا ليتني استشهدت معهم فنحن نموت بشكل بطيء سريرياً، فمن مات ارتاح وواجه ربه أفضل من الدنيا".
42 شخصاً مرافقاً للجرحى، أظهرت نتائج الفحص لبعضهم أنهم مصابون بالسرطان. ريم واحدة منهم، أم لثلاثة اطفال يتلقون العلاج في حين فقدت حياة 24 شخصاً من بينهم ابنها الأكبر، إثر قصف لمنازلهم في خان يونس.
ريم محمد أبو طه، مصابة فلسطينة، ذكرت لشبكة رووداو الإعلامية أنه "تم محو عوائل من السجل المدني، حيث ماتوا هم وأولادهم، ونحن الحمد لله أخرجونا من تحت الإنقاض ونجونا بأعجوبة".
وتابعت: "توجهنا حينها إلى المستشفيات، لكن لا توجد أدوية ولا مسكنات في غزة، حتى العمليات تكون دون تخدير، إلا أننا بمجرد دخولنا المستشفيات العراقية تم تقديم لنا العلاج بالسرعة".
الكادر التمريضي يعمل كخلية نحل دون توقف، يقدمون العلاجات اللازمة والعمليات الجراحية للفلسطنيين الراقدين في مدينة الطب ببغداد.
رئيس أطباء في مستشفى دار التمريض الخاص محمد كامل، قال لشبكة رووداو الإعلامية إنهم مستعدون جميعاً لاستقبال المزيد من الجرحى إذا قررت الحكومة العراقية ذلك، مشدداً على عدم حدوث أي تقصير في عنايتهم ومعالجتهم.
قصص مأساوية وحزينة لكل فلسطيني راقد في المستشفى، وهم يروون المعاناة والرعب في مناطقهم المنكوبة، ورغم تلقيهم العلاجات اللازمة لإنقاذ حياتهم إلا أن الفلسطينيين الراقدين في مدينة الطب، قلوبهم معلقة بأراضيهم والقلق يراودهم في كل لحظة على مصير مدنهم وذويهم هناك.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً