أبو علي العسكري.. صداع يؤرق رأس الحكومة العراقية ويتحدى هيبة الدولة

28-12-2020
الكلمات الدالة مصطفى الكاظمي كتائب حزب الله ابو علي العسكري
A+ A-
رووداو ديجيتال

"حسين مؤنس" أو "أبو موسى"، الملقب بـ"أبو علي العسكري" هو المسؤول الأمني لكتائب حزب الله في العراق، معروف بتغريداته المتشددة ضد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والقوات الأميركية في البلاد، بات حديث الشارع مؤخراً بسبب الأنباء الأخيرة المتعلقة باصدار أمر قبض بحقه من قبل السلطات الأمنية، ما يشكل تصعيداً خطيراً بين الحكومة والفصائل الشيعية المسلحة في البلاد.
 
يأتي ذلك عقب الأحداث الأمنية التي شهدتها بغداد ليلة الجمعة، من تهديد فصائل مسلحة خاضعة لأوامر زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، بشن هجمات على مصالح أميركية ومقرات أمنية عراقية، وانتشارها في شوارع بغداد، في وقت أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي استعداد حكومته "للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر"، مع تداول أنباء عن نية عصائب اهل الحق مهاجمة مبنى وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في منطقة الكرادة بالعاصمة بغداد، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، رداً على اعتقال قيادي في العصائب اتهم بتورطه بقصف المنطقة الخضراء.
 
معروف عن "أبو علي العسكري" الذي لم ينشر صورته أو يكتب اسمه الصريح، نشر البيانات والتغريدات ومهاجمة الحكومة العراقية، ولطالما اتهم العسكري، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على نحو خاص، بصلته بالقصف الجوي الأميركي الذي أودى بحياة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي سابقاً أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني سابقاً قاسم سليماني، قرب مطار بغداد الدولي في شهر كانون الثاني من العام الحالي 2020، والذي تسبب بردود فعل غاضبة من القوى والفصائل المسلحة الشيعية في العراق، وصلت إلى حد اقتحام المنطقة الخضراء ومحاصرة السفارة الأميركية.
 
وثيقة القبض الصادرة بحق "أبو علي العسكري" لم يتم تأكيدها أو نفيها من قبل الحكومة العراقية رسمياً، لكن المراقبين يرون أنه متهم أيضاً بالمسؤولية عن مقتل الخبير الأمني هشام الهاشمي الذي كان أول من ربط بين حساب "أبو علي العسكري" واسم "حسين مؤنس"، كما أن الأنباء المتداولة تشير إلى أن الأخير غادر العراق على خلفية اصدار مذكرة القبض بحقه، على أساس شكوى مقدمة لمكتب أمن الحشد الشعبي، وفق قانون مكافحة الإرهاب العراقي.
 
مصادر عراقية ذكرت أنه تم اصدار أربع مذكرات قبض لشخصيات عسكرية ومدنية لها علاقة بالمجموعات التي تطلق صواريخ الكاتيوشا على المباني الدبلوماسية والعسكرية بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد والمحافظات الأخرى، والشخصيات المتورطة هم ثلاثة قادة من كتائب حزب الله، وشخصية مدنية، ولهم علاقة بأبو علي العسكري، الذي يعتقد أنه عضو في "الهيئة المركزية لشورى الكتائب" وهي أعلى هيئة إدارية في ذلك الفصيل الشيعي المسلح.
 
"تغريدة مسيئة للكاظمي"
 
الخبير الأمني أحمد الشريفي قال لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الاثنين (28 كانون الأول 2020) إن "مذكرة القبض جاءت نتيجة تغريدة أبو علي العسكري الأخيرة، والتي كانت غير موفقة، وتتضمن ألفاظاً لا تتناسب والحديث عن شخصية مثل رئيس الوزراء"، مبيناً أنه "لا يجوز مخاطبة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بهذا الشكل والتجاوز عليه".
 
وحول أسباب استخدام كتائب حزب الله الألقاب والكنيات بدلاً من الاسماء الصريحة، ذكر الشريفي أن "الكتائب تستخدم اسلوباً سرياً في ادارة عملياتها التي تقول عنها إنها خيارها في المقاومة".
 
العسكري هدد في آخر تغريدة له، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بـ"قطع أذنيه مثل العنز"، مبيناً أن "الاطلاعات الإيرانية والمخابرات الأميركية لن تحمي الكاظمي"، على حد تعبيره.

 

 
السجن (5-15 سنة) بانتظار العسكري
 
الخبير القانوني أمير الدعمي قال لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الاثنين (28 كانون الأول 2020) إن "مذكرة القبض الصادرة بحق أبو علي العسكري التي تم تداولها في وسائل الإعلام، صادرة وفق تهمة اهانة رمز من رموز الدولة العراقية"، في اشارة الى تغريدة العسكري التي هاجم فيها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
 
الدعمي أوضح أن "القانون ينص على معاقبة من يهين اي رمز من رموز الدولة، وفق المادة 226 من قانون العقوبات، والتي تصل عقوبتها الى السجن بين 5 و15 سنة".
 
استمرار التوتر بين حكومة الكاظمي وحزب الله، وقبله عصائب أهل الحق، جعل رئيس الوزراء العراقي يسارع إلى ايفاد مبعوث خاص إلى إيران "أبو جهاد الهاشمي" المقرب من طهران، لكبح جماح الفصائل الشيعية المسلحة ضده، ونقل رسالة مفادها أن صبر الحكومة العراقية بدأ ينفد أمام تصرفات هذه الفصائل.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب