رووداو ديجيتال
مجدداً، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، دعوات من جهات غير رسمية (غالبيتها شيعية) بازالة تمثال أبو جعفر المنصور، في العاصمة العراقية بغداد، فيما نفت وزارة الثقافة تلقيها اي طلب بازالة التمثال المذكور.
وانتشرت قوات حفظ القانون مسنودة بقوات الجيش، أمام تمثال ابو جعفر المنصور، في حي المنصور الراقي بالعاصمة بغداد، وذلك بعد دعوات عبر الانترنت لتحطيمه.
تمثال أبو جعفر المنصور، هو تمثال لمؤسس وباني بغداد، تم إنشاؤه في سبعينيات القرن العشرين، وبات واحداً من أبرز معالم المدينة، وقام بنحت هذا التمثال النحات العراقي خالد الرحال، الذي يعد أحد أبرز رواد الحركة الفنية الحديثة في العراق.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الثقافة العراقية احمد العلياوي لشبكة رووداو الاعلامية: "سمعنا حول هذه الانباء، لكن ليس هنالك طلب من جهة او موقف رسمي يمكن التثبت منه في هذا الجانب".
وأضاف أن "ما يثار في مواقع التواصل الاجتماعي لا يمثل موقفاً رسمياً من جهة، ولا يمكن لنا كوزارة ان نتعامل معه بوصفه حدثاً له قيمة"، مبيناً أن "الشارع فيه كل شيء، فقد يجتمع مجموعة من الناس ويطالبون بطلب ما في اي مكان وفي اي ساحة، لكن هذا لا يعني وجود طلب رسمي يمكن الاعتماد عليه".
العلياوي، نوه الى ان "دوائر الدولة والوزارات لا تتعامل بهذا المستوى وهذه الطريقة"، لافتا الى ان "ان بغداد مدينة متعددة الاطياف ومتنوعة الثقافات، وفيها كل شيء، وهي مدينة تاريخ الحاضرة العربية والاسلامية، أما موقفنا كوزارة فهو ليس لدينا شيء يمكن الاعتماد عليه كي يكون لنا موقف".
وأثارت دعوات لإزالة تمثال أبو جعفر المنصور، من حي المنصور الراقي، في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، موجة جدل كبيرة، داخل الأوساط الرسمية والشعبية، فمنهم من أيد الفكرة لاعتبارات تاريخية، ومنهم من رفضها بشدة.
من هو أبو جعفر المنصور؟
أبو جعفر عبد الله المنصور بن مُحمد بن عَلي بن عبد الله بن العباس بن عَبْد المُطلّب بن هَاشم القُرشيّ (95 هـ / 714 : 158 هـ / 775) هو الخليفة الـ20، والخليفة العباسي الثاني، وهُو المؤسس الحقيقي للدولة العباسيةِ، وباني بغداد، وقد بويع له بالخلافة في شهر ذي الحجة عام 136 هـ بعد وفاة أخيه أبي العباس عبد الله السفاح، وكان السفاح أصغر منه سناً، ولكن تولى الخلافة قبله امتثالاً لوصية أخيهم إبراهيم الإمام، وكان السبب في هذا هو أن السفاح أمه عربية حرة، وكانت أم المنصور أَمة بربرية تُدعى سلامة.
وُلِدَ المنصور في الحميمة من أرض الشراة من البلقاء الواقعة في الشام في جنوب الأردن تحديداً في صفر في عام 95 هـ، ونشأ بها ثم ارتحل إلى الكوفة مع عائلته بعد أن ألقى مروان بن محمد القبض على أخيه إبراهيم الإمام، وقد ساعد أخاه أبا العباس السفاح في السيطرة على الدولة الإسلامية، وفي تثبيت حكم بني العباس، وقد ولاه السفاح أرمينيا وأذربيجان والجزيرة الفراتية، وأيضاً استعان به في إخماد الثورات التي قامت عليهم في بدايات الدولة العباسية، وقد عهد له السفاح بالخلافة من بعده، وبعد وفاة السفاح في أواخر عام 136 هـ أصبح المنصور هو الخليفة، وبويع له في البلاد في أول عام 137 هـ.
بنى الخليفة أبو جعفر المنصور مدينة بغداد على شكل دائرة وأطلق عليها اسم مدينة السلام أو دار السلام وتم بناء المدينة في أربع سنوات من (149-145) على شكل دائرة يحيط بها سور يسمى السور الأعظم، وأربع بوابات، البوابة الأولى تسمى باب الشام، والبوابة الثانية تسمى باب الكوفة، والبوابة الثالثة تسمى باب البصرة، والبوابة الرابعة باب خراسان.
تمثال أبو جعفر المنصور، هو عبارة عن منحوتة من النحاس لوجه الخليفة العباسي، مركبّة على جسم من الطابوق، الذي يشكل بناءً صغيراً، وفيه باب خشبية ومزينة بالزخارف الإسلامية، ويقع التمثال على ساحة صغيرة مدورة مزينة بالأشجار والأعشاب.
تفجير التمثال
تعرض التمثال بعد حرب عام 2003 كغيره من النُصٌب والمعالم البغدادية والعراقية للتخريب، وتم تفجيره كليّاً، حيث لم يصمد إلا الرأس النحاسي من التخريب.
وبعد عامين تقريباً من تفجيره بدأت أعمال ترميم التمثال بالكامل لسابق عهده من قبل أمانة بغداد، وفقا للتصاميم الاصلية وبشكل جديد وقد تم افتتاحه في حزيران 2008.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً