محفوظة في "الغرفة الحصينة"..عمار ماشاء الله لرووداو: كنوز العتبة العلوية لا تقدر بثمن وستعرض قريباً للجمهور

24-07-2023
معد فياض
الكلمات الدالة العتبة العلوية الإمام علي (ع)
A+ A-
معد فياض

تحتفظ العتبة العلوية، في صحن الإمام علي بن ابي طالب (ع) في مدينة النجف الاشرف، بكنوز ونفائس نادرة وثمينة ولا تقدر بثمن محفوظة في خزنة تقع تحت الأرض يُطلق عليها تسمية "الغرفة الحصينة". تلك الغرفة التي لم تصلها ايدي السراق والمخربين منذ قرن من الزمان في الأقل. ويعود بناء مرقد الإمام علي (ع) الى العام 1640. كنوز ونفائس العتبة العلوية، والتي لم يطلع عليها الجمهور، سيتم عرضها قريبا امام الناس في متحف كبير اطلق عليه "المتحف العلوي".
 
عمار ماشاء الله، أمين الغرفة الحصينة ومدير المتحف العلوي، كشف عن تفاصيل وأسرار (الغرفة الحصينة)، وقال لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الاثنين (24 تموز 2023) ان "الغرفة الحصينة، وحسب ما يدل اسمها عبارة عن خزنة محصنة، تحفظ فيها الكنوز والنفائس التي لا تقدر بثمن والتي اهديت للعتبة العلوية من سلاطين وملوك ومفكرين وخطاطين وتجار وصاغة ذهب وفضة واحجار كريمة على مدى مئات السنين حيث لا يستطيع احد الوصول الى هذه الغرفة، باستثناء المختصين وهم قلة فليلة، ونسميها ايضا (الخزانة العلوية) ."
 
 موضحا ان "المخطوطات التي تضمها الغرفة الحصينة يعود تاريخها الى القرن الهجري الأول واخرة القرن الهجري الثالث عشر، وهي عبارة عن نسخ نادرة جدا من القرآن الكريم، بعضها مصنوع من الذهب الخالص وبخط اليد طبعا، عندنا مصاحف مخطوطة منذ القرن الاول الهجري الى القرن الرابع عشر الهجري، اضافة الى مخطوطات في الفقه الاسلامي وعلم الفلك وبقية العلوم كتبت بايدي العلماء والمفكرين انفسهم، وهي نسخ منفردة، اي نسخة واحدة لا يوجد لها بديل او نسخة اخرى"، مشددا على ان "هذه المخطوطات نفسية من علماء مختلفين، وبعضهم كانوا خطاطون في حرم الإمام والمصاحف المذهبة خطت بيد اشهر الخطاطين في التاريخ ومن بلدان متعددة من العالم، وتعد هذه المصاحف اضافة الى انها تحف فنية وهي ايضا كنوز تاريخية فريدة."
 
وينبه عمار ماشاء الله الى أنه "لا توجد في هذه الخزانة العلوية (الغرفة الحصينة) او اي مكان في العالم اية نفائس او موجودات تعود للامام علي (ع) شخصياً، وجميعها، مثلما قلت آنفا، عبارة عن هدايا من مختلف السلاطين والملوك والتجار والزائرين، قدمت على مر العصور، فبالاضافة الى المخطوطات النفيسة، هناك تيجان وسيوف وتحف فنية نفيسة ذهبية وفضية مطعمة بالالماس وبقية الاحجار الكريمة النادرة، عمرها اغلبها يعود لاكثر من 600 سنة، كلها نفائس لا تقدر بثمن."، مذكرا بان "الاعمال او الهدايا غير النفيسة والنادرة لا تدخل الى هذه الخزانة."
 

 
ونفى مدير المتحف العلوي "الادعاءات بوجود السيف الاصلي للامام علي (ع) في اي متحف باي مكان بالعالم"، وقال: "هذا غير صحيح ولا توجد اية اشياء من الموجودات التي تعود الى الامام علي (ع) شخصياً، باستثناء نسخ محدودة من المصاحف تنسب للامام علي (ع)، وتوجد لدينا نسخة من احد هذه المصاحف تنسب للامام، المكتوبة على جلد الغزال تنسب بانها مكتوبة بخط يد الامام وقد ارسلنا عينات منها الى مختبرات علمية في جامعة اوكسفورد بانجلترا واكدت التحاليل العلمية، واعتمادا على عمر الجلد الذي كتب عليه القرآن الكريم، واسلوب الخط،  انها بالفعل مخطوطة قديمة وتعود الى القرن الاول الهجري. ولم تقول النتائج انها مكتوبة بخط الامام علي (ع) لان لا احد يعرف خط الامام وليس هناك من يثبت او يؤكد انه مكتوب بخطه"،  مشيرا الى ان "هناك نسخة اخرى من هذا المصحف الذي ينسب للامام علي (ع) موجودة في اليمن."
 
وعن الصورة التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها الصورة الحقيقية للامام علي (ع) باعتبار ان راهب في دير براثا (جامع براثا لاحقا) رسمها بقلم الفحم على جلد الغزال، ومعروضة في احدى متاحف روما، بدون ان تحمل اسم الراهب الرسام او تاريخ رسمها، قال عمار ماشاء الله: "اذا كانت مثل هذه اللوحة موجودة فمن المؤكد ان الراهب رسمها اعتمادا على اوصاف الامام علي (ع) الواردة في الكتب التاريخية، وقد تشبه تلك الاوصاف والصورة ليست مرسومة مباشرة له، ولا يوجد هناك من يستطيع ان يبرهن انها صورة امير المؤمنين لان لم يره احد كما لم نعرف بوجود رسامين او رسام التقى بالامام في تلك الفترة ولم تذكر كتب السيرة والتاريخ اي شيء عن هذه الحادثة."
 
مساحة الغرفة الحصينة حسب ما يوضح عمار ماشاء الله، مدير المتحف العلوي "تبلغ 250 متر مربع ومكونة من عدة قاعات، قاعة للسجاد النادر والمشغول يدويا بالطبع، وللبُرد المشغولة من الحرير وخيوط الذهب والتي وضعت  وتوضع على ضريح الامام علي (ع) او تستخدم كستائر لمدخل الضريح، ولهذه البُرؤد النفيسة خزانة خاصة بها، وهناك قاعة خاصة بالنفالئس الذهبية والفضية والاحجار الكريمة والمشغولات النادرة من الاخشاب، وقاعة بالمخطوطات النفسية التي تحدثنا عنها."، مشيرا الى ان الخزانة تزدحم بهذه النفائس التاريخية."
 
وفيما اذا كانت هذه الخزانة قد تعرضت لهجوم تخريبي او لاغراض السرقة، قال عمار ماشاء الله: "نعم تعرضت الخزانة سابقا للهجوم والتخريب والسرقة، لكن خلال الـ 100 علم الاخيرة، وحسب الجرودات العثمانية الموثقة والتي نعتمد عليها لم تتعرض الخزانة لاي تخريب او سرقة، وهذه الجرودات هي اقدم الوثائق المتوفرة والمعتمدة لدينا". حسب المصادر التاريخية فان هذه الخزانة قد تعرضت للنهب والتخريب ضمن عملية الهجوم وتخريب مرقد الامام علي (ع) من قبل مسلحين قادمين من الجزيرة العربية عام 1802. وقد جُدد المرقد عدة مرات وفي مراحل مختلفة، ولاحقاً أُعيد تذهيب القبة التي تعلوه وأضيف صحن جديد باسم صحن فاطمة الزهراء.
 

 
وكشف مدير المتحف العلوي عن ان "هذ النفائس النادرة لم يشاهدها كلها اي شخص، لكن هناك بعضها تم عرضها وبصورة محدودة في بعض المناسبات مثل عيد عرضنا نماذج محدودة ضمن معرض مصغر لهذه النفائس"، واعلن عن انه " تم انجاز بناية كبيرة تتكون من 6 طوابق خصصت لعرض نفائس وكنوز العتبة العلوية في المتحف العلوي الذي يقع في صحن السيدة فاطمة الزهراء (ع)، الذي اضيف مؤخرا ويقع خلف الصحن العلوي. ونعمل الان على انجاز الدراسات الخاصة لعرض النفائس باسلوب علمي وفني متطور يتماشى مع الاساليب العالمية للمتاحف المتطورة، وخصصنا كوادر محلية خبيرة في هذا المجال لتقسيم قاعاته حسب المعروضات وتاريخها واهميتها مع اصدار كتب عن الكنوز التي سيضمها المتحف"، منبها الى ان "المتحف العلوي يضم كوادر متخصصة في ترميم المخطوطات نسميها المشفى الخاص بالمخطوطات، وقسم او مشفى لصيانة بقية الكنوز وتصنيفها حسب اسلوب وفترة انجازها وانتمائها".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب