رووداو- السليمانية
اكد بعض النواب الكورد في البرلمان العراقي، ان الحكومة المركزية اولت في موازنة 2016 للحشد الشعبي اهتماما اكبر من الجيش، فيما يقول قائد لواء كوردي في الحشد الشعبي، انهم يملكون اسلحة قوية وموازنة جيدة، مشيرا الى ان الحشد سيفتح باب التطوع مجددا قبل نهاية العام الحالي.
في الـ13 من حزيران 2014، غيرت فتوى المرجعية الشيعية العليا في العراق، علي السيستاني، من ميزان القوة العسكرية في العراق بشكل كامل، عندما طالب الناس بحمل السلاح لحماية المدن الكبرى مثل بغداد وكربلاء والاماكن المقدسة لدى الشيعة، امام تمدد داعش.
ودعا ذلك الشخصية الدينية الشيعية، وهو الرجل الذي لايراه العراقيون، وانما يسمعون برسائله فقط من قبل ممثليه، الناس الى الالتحاق بالقوات المسماة "الحشد الشعبي" لمقاومة مسلحي داعش، بعد انسحاب الجيش وفقدان محافظات نينوى وصلاح الدين، ليتبين بعد ذلك، ان دور السيستاني ليس دينيا واجتماعيا فقط وانما يستطيع ان ينظم موازنة القوات والجيش بشكل يصب في صالح حماية المقدسات الشيعية.
والان يتحدث قادة الحشد الشعبي عن الحرب مع داعش واخر التطورات فيها، اكثر من قادة الجيش العراقي، رغم ان الاخير لا يزال متواجدا في جبهات القتال.
وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي، كريم النوري، ان قواته متمركزة الان في الطريق الرابط بين كركوك والانبار، وتقاطع الصينية الدولي، وجنوب بيجي، وجبال مكحول، وقرية الزوية، والقصور الرئاسية، ومنطقة الفتحة، وتلال حمرين، وعلاس.
ويتحدث النوري عن ضرورة التنسيق بين البيشمركة والحشد الشعبي بالقول "التوترات التي حصلت في قضاء طوزخورماتو، لن تؤثر على العلاقات بين الحشد الشعبي والبيشمركة، ويجب التنسيق بينهما حول معركة الموصل".
لكن الكورد ينظرون الى هذه القوة على انها خطر على مستقبلهم، خاصة عندما يقوى اكثر، ويصل العراق الى مرحلة ما بعد داعش بالاخذ بنظر الاعتبار اجراءات الحكومة المركزية لتقوية الحشد الشعبي من ناحية التخصيصات المالية والتسليح.
الحشد يطالب بـ2 ترليون دينار
ويشير مقرر اللجنة المالية في البرلمان العراقي، احمد حمه رشيد، الى الارقام الواردة في الموازنة بالقول "تم تخصيص ترليون و187 مليار دينار للحشد الشعبي في الموازنة المالية العراقية لعام 2015 الحالي، ولايزالون يطالبون بترليون اخر"، واضاف ان "الحشد الشعبي يحصل الان على خمسة اضعاف ميزانية البيشمركة".
ويقول احمد حمه رشيد، انه مع تشكيل هذه القوة غير الرسمية، العام الماضي، تم اعطاؤها اكثر من ترليوني دينار، على الرغم من ان العراق كان يمر بازمة مالية، غير ان المحكمة الاتحادية انقصت من التخصيصات المحددة للحشد ترليون دينار.
ويرأس هادي العامري الحشد الشعبي رسميا، لكن اغلب المراقبين للوضع السياسي العراقي يرون، انه بسبب المكونات المعقدة للحشد الشعبي المتكونة من اكثر من 30 كتيبة وسرية مختلفة، فان العامري لا يقود الحشد فعليا.
وتشكل الحشد الشعبي وهو تلك القوة غير النظامية على غرار الباسيج في ايران، ومن المتوقع ان يصبح الحشد في المستقبل "حزب الله اخر" مثل الذي يوجد في لبنان حاليا.
50 الف مسلح فقط
يقول عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي، هوشيار عبد الله، ان الحشد الشعبي يحتل المرتبة الاولى في الاوساط الشيعية وينظر اليه كمنقذ العراق، بالقول "هم يعتقدون انه لولا الحشد الشعبي لانتهت سلطة الشيعة في العراق، ولهذا تم منحه اهتماما بالغا من ناحيتي الاسلحة الثقيلة والمخصصات المالية".
ويذكر عبد الله بسقوط الجيش العراقي الذي كان مجهزا بافضل انواع الاسلحة، بالقول "ظهر على ارض الواقع فشل جيش المالكي الذي كان يفتخر به"، ويضيف "ان وزارة الدفاع من حصة المكون السني، ولهذا لم يعطى لها الدعم الممنوح لوزارة الداخلية".
ويرى عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي، ان الارقام المنشورة عن الحشد الشعبي مغلوطة، ان "عددهم الحقيقي لا يزيد عن 50 الف، ايران تتعامل معهم بخلاف التحالف الدولي، والسبب هو ان الامريكيين قالوا ان المعلومات التي يوفرها الجيش العراقي والحشد الشعبي في جبهات القتال لهم خاطئة، الامر الذي يسفر عن سقوط مدنيين لكن المعلومات التي توفرها البيشمركة صحيحة".
استقبال متطوعين جدد
يعتزم الحشد الشعبي استقبال اعداد كبيرة من الناس الجدد في صفوفه، وحتى في المناطق المتنازع عليها، ويؤكد (ابو منتظر) وهو احد قادة الالوية في الحشد الشعبي وهو كوردي شيعي من خانقين ذلك، ويقول "في الشهر المقبل سنستقبل اناسا جدد، لقد طلب 400 شخص استقبالهم الان".
ويتحدث ابو منتظر عن لوائه المتكون من الكورد فقط "نحن كورد وعلاقتنا بالبيشمركة جيدة، وخانقين هو مكان للتعايش المشترك بين الجميع"، واضاف "لوائنا يضم 3 الاف و150 شخصا، في خانقين ومندلي وقرة تبة والسعدية ونفط خانة وامام ويس، ولدينا قوات في داخل السعدية، ولدينا اسلحة واعتدة جيدة جدا، ونتقاضى رواتبنا كل شهر".
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها رووداو، فإن الحشد الشعبي يريد توسيع قواته في قضاء طوزخورماتو.
مخصصات لـ 110 الف مسلح
ويرى عبدالله، انه "اذا لم يتم ايقاف الحشد الشعبي فإنهم يريدون استحصال مخصصات 110 الف مسلح هذا العام، في الوقت الذي يبلغ عددهم 50 الف شخص فقط".
ولاقى شيعة العراق في الفترة الماضية مآسي كثيرة بيد داعش، لكن السنة يشكون من المعاملة العنيفة والقاسية من قبل الحشد الشعبي ايضا، رغم ان السيستاني اصدر تعليمات من 20 نقطة لتلك القوات.
ويقول عبد الله ان الحكومة المركزية تدعم الحشد الشعبي بكل الاشكال، حيث ان مسلحيه يستخدمون اسلحة ومعدات الجيش في كل الاماكن، دون ان يعيدوها للجيش، ويقول "لديهم الكثير من الاسلحة الثقيلة والعجلات، ولا احد يسال من اين لهم كل ذلك".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً