مناف الموسوي لرووداو: الاحزاب الكوردية متصالحة فيما بينها رغم اختلافاتها والحكومة ستتشكل بيسر

23-10-2024
معد فياض
الكلمات الدالة انتخابات برلمان كوردستان
A+ A-
رووداو ديجيتال

وصف رئيس مركز بغداد للدراسات الستراتيجية مناف الموسوي، الانتخابات التشريعية في اقليم كوردستان بأنها كانت "متميزة" ونتائجها عبرت عن الواقع السياسي الحقيقي للاحزاب التي شاركت فيها، مبيناً أنه كان يتوقع حدوث "مشاكل ومشاغبات"، لكن لم يحدث اي من هذا وتمت بسلاسة، وكانت نسبة المشاركة فيها "جيدة ولافتة".
 
وقال الموسوي لشبكة رووداو الاخبارية يوم الاربعاء (23 تشرين الاول 2024) ان "هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها لأسباب كثيرة ابرزها وجود مشاكل داخل الاقليم خاصة بين الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكوردستاني (اليكيتي) بزعامة بافل طالباني، وهناك تدخل من بعض جهات الاطار التنسيقي في هذا الموضوع كما ان هناك تحالفاً جديداً صار بين ريان الكلداني (الامين العام لحركة بابليون) وبافل طالباني وجهة سياسية عراقية (في بغداد)"، منبها الى ان "الحديث كان يدور عن تحد وتغيير للخارطة الانتخابية والاوضاع السياسية في اقليم كوردستان، والعديد من التداخلات".
 
وبيّن رئيس مركز بغداد للدراسات الستراتيجية: "قبل الانتخابات كنا نشاهد ونسمع تصريحات بافل طالباني في مرحلة الصراع الانتخابي، مما دفعني الى ان اخشى تكرار تجربة بغداد في الاقليم، وأعني حدوث اعتراضات واعتصامات ومشاكل بعد الانتخابات والاعلان عن النتائج، لكن الحمد لله الاوضاع جيدة ولم تحدث مشاكل جدية، ويبدو ان الجميع مقتنعين بالنتائج ولم يحصل طعن في نزاهتها او شفافيتها".
 
ورأى أن "الامر لا يتجاوز بعض الاحاديث هنا وهناك لم ترق الى التخوين او الطعن بالعملية الانتخابية، وبالتالي هناك نتائج أولية في الواقع وان عدد الاصوات التي حصلت عليها الاحزاب كانت واقعية وتعبر عن الوضع والواقع السياسي في اقليم كوردستان، وفي انتظار النتائج النهائية، ولا اعتقد سيكون هناك تغيير في الارقام لاننا لم نشهد حتى الان ردود افعال تشكيك او تخوين".
 
وأعرب الموسوي عن رأيه بسيناريو تشكيل الحكومة الذي "سيكون هذه المرة اكثر صعوبة من السابق، خاصة بعد اختيار البارتي رئيس الجمهورية بدون علم او موافقة اليكيتي، واعتقد انه سيكون الوقت مناسباً لتصفية هذا الملف خاصة في موضوع رئاسة الاقليم ورئاسة الحكومة حيث كان هناك اتفاق سابق على ان تكون رئاسة حكومة الاقليم دورية بين الحزبين الرئيسيين، وهذه المسألة اليوم تحسمها النتائج، حيث حصل البارتي على 39 او 40 مقعداً، واليكيتي 23 مقعداً، والجيل الجديد 15 مقعداً".
 
وايتبعد الموسوي "امكانية اتفاق الجيل الجديد مع اليكيتي لتسجيل تفوق عددي على حساب البارتي، بل ان مثل هذه الامكانية متوقعة بين الجيل الجديد والبارتي، وربما انضمام الاحزاب الاسلامية لهم، ولكن السؤال الاهم هو هل من الممكن ان يُعزل اليكيتي مثلما حدث للتيار الصدري في انتخابات 2021 وتشكيل الحكومة الحالية بغياب الاتحاد الوطني؟ ام انه سيكون هناك اتفاق بين البارتي واليكيتي على ان تكون رئاسة الحكومة لبافل طالباني؟".
 
"لا نعرف كيف سيكون الوضع، لكن من المؤكد انهم سيتوصلون الى اتفاق بطريقة وبأخرى لارضاء اليكيتي، خاصة وان بافل طالباني يعاني من مشاكل داخل حزبه ومع بعض القادة والزعماء، ثم ان الاتحاد حصل على محافظة كركوك وهذه ستكون في الحسابات، وفي اعتقادي مثلما جرت الانتخابات بطريقة سلسة وتم القبول، حتى الان، بالنتائج فان تشكيل الحكومة سيكون امراً يسيراً".
 
وعن امكانية تدخل اقليمي او سياسي عراقي يؤثر في موضوع تشكيل الحكومة، قال الموسوي إن "اوضاع المنطقة وما يحدث في لبنان وامكانية المواجهة العسكرية بين الكيان الصهيوني والجمهورية الاسلامية تقلل حاليا من امكانية تدخل اقليمي في موضوع تشكيل حكومة اقليم كوردستان". معتقداً أن الاتحاد الوطني "لن يحظى بموقف مؤثر في سيناريو تشكيل الحكومة مثلما حدث في كركوك، مع ان الاتحاد الوطني كان قد ساهم بحدوث ازمة الثلث المعطل في انتخابات 2021 عندما انشق عن الصف الكوردي".
 
وحول مقارنة انتخابات اقليم كوردستان بالانتخابات التشريعية العراقية، رأى أن "الوضع في اقليم كوردستان يختلف عن بغداد وبقية مناطق العراق لعدة اسباب، في مقدمتها ان الاحزاب الكوردية متصالحة فيما بينها رغم وجود اعتراضات او خلافات، لكنها لا تصل الى حد ازمة ثقة أو تسقيط كما يحدث في الاحزاب العراقية في بغداد، ثم أن مستوى الخدمات في الاقليم متطورة بمراحل كبيرة على سواها في بقية مناطق العراق وهذا يوضح سبب اقدام الناس على المشاركة في الانتخابات بنسبة تجاوزت الـ 70% في ممارسة ديمقراطية شفافة ليست فيها اية عملية استغلال للسلطة او ممارسة الضغوط على الناس، لهذا نجد النتيجة تمثل الواقع الحقيقي للاحزاب وجمهورها".
 
كما رأى رئيس مركز بغداد للدراسات الستراتيجية ان "الطبقات غير المتحزبة والمعارضة شاركت بقوة بالتصويت، بدليل فوز حزب الجيل الجديد وحصوله على 15 مقعداً ويعتقد انه محسوب على المعارضة، وهذا يعني ان هناك حرية تعبير وحرية اختيار بلا اية قيود. فالجمهور انتخب بعيداً عن الحزبين الرئيسيين الذين تعودوا على التحرك في اطارهما".
 
وكان رئيس الإدارة الانتخابية في مفوضية الانتخابات العراقية، عامر الحسيني، قد وصف اتهامات التزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات في إقليم كوردستان بأنها "باطلة ولا سند لها في الواقع، ومن يدعي التزوير عليه أن يثبت ذلك".
 
وأكد عامر موسى لشبكة رووداو الإعلامية، يوم الأربعاء (23 تشرين الأول 2024) أن الانتخابات جرت بـ "أعلى درجات الشفافية والنزاهة والحياد" وكذلك بـ "أفضل ما توصلت إليه تكنولوجيا الانتخابات".
 
وأشار إلى أن الاقتراع جرى باستخدام "البطاقة الإلكترونية البايومترية التي تتضمن جميع بيانات الناخبين الحقيقيين"، وبالتالي "لا يمكن التصويت بالنيابة عن صاحب البطاقة مهما حاول الشخص ذلك".
 
وفي وقت سابق، أكد رئيس الفريق الإعلامي في مفوضية الانتخابات العراقية، عماد جميل، لشبكة رووداو الإعلامية، أن المفوضية لم تسجل "شكاوى حمراء" حتى الآن، كما "لم تلمس تلاعباً" في نتائج انتخابات برلمان كوردستان.
 
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، يوم الاثنين، النتائج الأولية لانتخابات برلمان كوردستان للاقتراعين الخاص والعام، اللذين شهدتهما محافظات إقليم كوردستان (أربيل، السليمانية، دهوك، وحلبجة) يومي الجمعة والأحد الماضيين.
 
وأوضحت المفوضية أن 2,087,975 ناخباً أدلوا بأصواتهم في الاقتراعين الخاص والعام بانتخابات برلمان كوردستان من مجموع 2,899,578 ناخباً مسجلاً.
 
وشارك في هذه الانتخابات 14 حزباً وتحالفاً، فيما بلغ عدد المرشحين 1,191 مرشحاً تنافسوا على 95 مقعداً عاماً وخمسة مقاعد كوتا للمكونات.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب