رووداو ديجيتال
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رفضه "العلاقة السلبية" مع دول الجوار التي تصل إلى مرحلة "التدخل"، قائلاً: "لا ننكر وجود علاقات لبعض القوى السياسية بدول المنطقة".
السوداني دعا خلال الجلسة الحوارية التي عقدها في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، على هامش زيارته إلى نيويورك، الجمعة (22 أيلول 2023)، إلى التفريق بين "العلاقة الإيجابية" مع دول الجوار وبين "العلاقة السلبية" التي تصل إلى مرحلة "التدخل".
واشار إلى العلاقات التي تربط بعض القوى السياسية قوى سياسية مع دول المنطقة، قائلاً: "لا ننكر وجود علاقات لبعض القوى السياسية بدول المنطقة يعود بعضها إلى مرحلة ما قبل التغيير أو ما حصل لاحقاً من دعم الدول للعملية السياسية".
رئيس الوزراء العراقي رفض أن تكون أي جهة خارجية "طرفاً لإحداث التغيير في كيان العملية السياسية"، مؤكدأ على أن "كل الدول، بما فيها أمريكا، إذا أرادت إقامة علاقات مع العراق فيجب أن تحترم سيادة البلد وإرادة شعبه".
واستطرد أن "الجميع ملتزم بالسياقات الدستورية وانتهينا إلى اتفاق سياسي لتشكيل الحكومة" بعد المرحلة الصعبة التي مر بها العراق عقب انتخابات 2021، عاداً ذلك "علامة نضج في العملية السياسية".
وشدد على أن "القرار العراقي قرار وطني لا ينفذ رغبات أمريكا أو إيران او تركيا وهو قرار يستند إلى مصالح شعبنا".
السوداني أشار إلى أن العراق بلد مكونات عاشت أجواء السلم لسنوات طويلة، محذراً من أن "محاولة اختراق نسيجه الاجتماعي لن يخلق الاستقرار".
لا يمكن لإيرادات النفط أن تغطي احتياجات العراقيين
كما حذر من أن "احتياجات العراقيين تتزايد مع نموهم السكاني ولا يمكن لإيرادات النفط أن تغطيها".
في 11 تموز، ذكرت وزارة التخطيط العراقية بمناسبة اليوم العالمي للسكان، أن عدد سكان العراق لعام 2023 يبلغ 43 مليوناً و 324 ألف نسمة.
رئيس الوزراء أكد الجلسة الحوارية التي عقدها في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي على أن إصلاح الواقع الاقتصادي أحد التحديات المهمة الذي "يستلزم تنويع الاقتصاد وعدم اعتماد الأحادية الاقتصادية".
حول خطط الحكومة لتنمية الاقتصاد، أشار إلى أن مشروع طريق التنمية وميناء الفاو وباقي المشاريع المرتبطة بها "ستغير شكل العراق بوجه اقتصادي جديد ومتنوع"، منوّهاً إلى أن أهمية استثمار الغاز المصاحب تتمثل بـ "معالجة مشاكلنا البيئية أيضاً، ووقعنا اتفاقيات لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بحدود (2500) ميغا واط".
العلاقات مع الدول تستند على تجاوبها في تسليم المطلوبين
وتحدث رئيس الوزراء عن سرقة القرن التي اشتركت فيها "قيادات من أعلى مراكز القرار في العراق، وتورّط فيها مسؤولون كبار من الحكومة السابقة وصدرت أوامر قبض عليهم".
ولفت إلى أن بعض المتهمين بسرقة القرن "موجودون في الولايات المتحدة ويحملون الجنسية الأمريكية والبريطانية وننتظر مساعدة هذه الدول في استردادهم".
السوداني حذر الدول التي لا تتعاون في تسليم المطلوبين بقوله إن العراقيين "يقيمون علاقاتهم مع الدول على أساس تجاوبها في تسليم المطلوبين بسرقة القرن، وستستمر حكومتنا في ملاحقتهم وإخضاعهم للقضاء مهما كانت مواقعهم".
"قلقون من الوضع في سوريا"
بشأن الوضع في سوريا وتأثيره على العراق، أعرب رئيس الوزراء عن القلق من الوضع في سوريا لأنّ فيها "بؤراً إرهابية ومناطق خارج سيطرة الدولة، وفيها قوى من دول أجنبية، وعدم استقرار سوريا يهدد استقرار دول المنطقة".
واعتبر أن المخدرات تدخل من سوريا "بسبب وجود مناطق خارج سيطرة الدولة، ويعاني منها العراق والأردن وحتى دول الخليج".
"لا توجد أزمة سياسية بين بغداد وإقليم كوردستان"
حول العلاقات بين بغداد وأربيل، شدد السوداني على أنه "لا توجد أزمة سياسية" بين الجانبين، بل "مشاكل قانونية مالية تم تجاوزها من خلال الحوار والتفاهم".
وأكد أن "إقليم كوردستان فاعل أساس في العملية السياسية، وجزء مهم من مشاريعنا الاقتصادية التي تعود بالنفع على العراقيين".
"نعمل على مشروع تحلية مياه الخليج"
السوداني أشار إلى مشاريع الحكومة لمعالجة أزمة المياه، مبيناً أنها تدرس حاليا مشروعاً ستراتيجيا لإدارة المياه هو "الأول من نوعه في تاريخ العراق من أجل الاستخدام الأمثل لها".
وبين أن ملفّ المياه يمثل "تحدياً وجودياً في العراق"، يتزامن مع مشاريع دول المنبع التي "أثرت على حصصنا المائية، وهناك عمل دبلوماسي مكثف مع دول الجوار".
وأشار إلى العمل على "مشروع تحلية مياه الخليج" لتوفير المياه للبصرة وباقي المحافظات الجنوبية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً