رووداو ديجيتال
كشف الصحفي والبيشمرگة السابق سلام عادل عن قصة إنسانية مؤثرة جمعته بعائلة كوردية أنقذت حياته بعد إصابته في إحدى المواجهات مع قوات النظام السابق.
قال سلام عادل لمراسل شبكة رووداو الإعلامية هورفان رفعت، خلال مشاركته في مؤتمر حوار أربيل – النجف بنسخته الثانية الذي نظمه مركز رووداو للدراسات بالتعاون مع ملتقى النبأ للحوار في محافظة النجف: "قاتلت في كوردستان ضد النظام الديكتاتوري الشوفيني الطائفي الذي كان يحكم العراق، وتعرضت للإصابة برصاصة في ساقي خلال إحدى المواجهات مع قوات الحرس الجمهوري في كوردستان".
حول تفاصيل لقائه بالعائلة الكوردية، لفت إلى أن سيارة بيك أب يقودها رجل كوردي مسن، فيما تجلس امرأة مسنة في الخلف، مرت من جانبه دون أن يتمكن السائق الذي كان على عجلة من أمره من سماعه، لكن المرأة التي وصفها بـ"الأم الكوردية" أصرت على إنقاذه، وظلت تصرخ بالكوردية كي يتوقف.
رغم أن سلام عادل لم يكن يفهم اللغة الكوردية حينها، إلا أنه لاحقاً أدرك أنها كانت تقول للسائق: "توقف، هذا عربي مسكين"، وفعلاً استجاب السائق لتوسلاتها وتوقف، ثم قاما بنقله إلى قريتهما البسيطة في جبال سوران بمحافظة أربيل.
"أصبحت ابناً لإم كوردية"
يروي سلام عادل أن العائلة كانت تعيش حياة بسيطة في ظل حصارين كانت كوردستان تعاني منهما عام 1996 "حصار نظام صدام والحصار الاقتصادي"، ورغم ذلك، قدموا له الرعاية الكاملة لمدة شهرين، حيث كانت المرأة الكوردية تضع رأسه في حضنها وتقرأ أدعية لتخفيف ألمه، وأنهم يقدمان له طعاماً بسيطاً (لبن وخبز) ثلاث مرات يومياً بسبب فقرهما الشديد، طيلة فترة الشهرين اللذين استغرقهما تعافيه.
ولفت إلى أن "الأم الكوردية" التي لا يعرف اسمها ولا عنوانها، أصرت على أن تبقيه على قيد الحياة وتعالجه، رغم كونه من الجنوب، وغريباً في المنطقة، فكان "موقفاً إنسانياً"، مشيراً إلى أن العائلة أوصلته إلى شقلاوة بعد ذلك، مما وفر له الأمان.
سلام عادل وصف تلك التجربة بأنها "قصة إنسانية تجسد العلاقات التي تتجاوز السياسة والمصالح الاقتصادية"، مضيفاً: "أصبحت ابناً لإم كوردية أنقذت حياتي دون أن تجمعنا رابطة دم وأي علاقة سابقة".
"التحديات التي تواجه المنطقة تستهدف الشيعة والكورد"
من خلال هذه القصة، أراد حسب قوله تذكير مؤتمر "الحوار الشيعي – الكوردي" بأن العلاقات الإنسانية التي تجمع الطرفين أكبر من العلاقات السياسية.
وأردف: "حتى لو كانا في وطنين مختلفين، تجمعنا العلاقات الإنسانية، والعلاقات الكوردية - الشيعية علاقات ممتدة عبر التاريخ، حيث كان بيننا دائماً عدو مشترك وهو الحاكم الديكتاتوري الشوفيني المستبد".
ورأى أن التحديات التي تواجه المنطقة هي "تحديات تستهدف الشيعة وتستهدف الكورد سوية"، محذراً من أنه "إذا ما تعرض هذا الوطن الذي اسمه العراق إلى أي استهداف، فنحن جميعاً سندفع أثمانه، فوحدتنا وتكاتفنا والبحث عن المشتركات التي بيننا هي التي تبني حواراً سليماً ومفيداً".
"جميع الأمهات الكوريات يحملن نفس الإحساس"
عند سؤاله عن رسالته للعائلة الكوردية التي أنقذته، قال سلام عادل: "لدي أمان؛ أم ولدتني وربتني وهي أم شيعية، وأم أنقذت حياتي وهي أم كوردية. بينهما أجد نفسي باقياً على قيد الحياة حتى هذه اللحظة".
"لا أعرف كيف أبعث برسالة إلى تلك الأم الكوردية العجوز، الفلاحة، الفقيرة، التي أنقذت حياتي في جبال سوران، ولا أعرف مكانها الآن، لكنني متأكد أن جميع الأمهات الكورديات يحملن نفس هذا الإحساس"، تابع الصحفي سلام عادل.
في ختام حديثه، تمنى لكل الشباب الشيعة أن ينظروا إلى الأمهات الكورديات بـ"نفس الطريقة" التي ينظر بها إلى الأمهات، وبناء علاقات إنسانية "تسمو على السياسة".
كشف الصحفي والبيشمرگة السابق سلام عادل عن قصة إنسانية مؤثرة جمعته بعائلة كوردية أنقذت حياته بعد إصابته في إحدى المواجهات مع قوات النظام السابق.
قال سلام عادل لمراسل شبكة رووداو الإعلامية هورفان رفعت، خلال مشاركته في مؤتمر حوار أربيل – النجف بنسخته الثانية الذي نظمه مركز رووداو للدراسات بالتعاون مع ملتقى النبأ للحوار في محافظة النجف: "قاتلت في كوردستان ضد النظام الديكتاتوري الشوفيني الطائفي الذي كان يحكم العراق، وتعرضت للإصابة برصاصة في ساقي خلال إحدى المواجهات مع قوات الحرس الجمهوري في كوردستان".
حول تفاصيل لقائه بالعائلة الكوردية، لفت إلى أن سيارة بيك أب يقودها رجل كوردي مسن، فيما تجلس امرأة مسنة في الخلف، مرت من جانبه دون أن يتمكن السائق الذي كان على عجلة من أمره من سماعه، لكن المرأة التي وصفها بـ"الأم الكوردية" أصرت على إنقاذه، وظلت تصرخ بالكوردية كي يتوقف.
رغم أن سلام عادل لم يكن يفهم اللغة الكوردية حينها، إلا أنه لاحقاً أدرك أنها كانت تقول للسائق: "توقف، هذا عربي مسكين"، وفعلاً استجاب السائق لتوسلاتها وتوقف، ثم قاما بنقله إلى قريتهما البسيطة في جبال سوران بمحافظة أربيل.
"أصبحت ابناً لإم كوردية"
يروي سلام عادل أن العائلة كانت تعيش حياة بسيطة في ظل حصارين كانت كوردستان تعاني منهما عام 1996 "حصار نظام صدام والحصار الاقتصادي"، ورغم ذلك، قدموا له الرعاية الكاملة لمدة شهرين، حيث كانت المرأة الكوردية تضع رأسه في حضنها وتقرأ أدعية لتخفيف ألمه، وأنهم يقدمان له طعاماً بسيطاً (لبن وخبز) ثلاث مرات يومياً بسبب فقرهما الشديد، طيلة فترة الشهرين اللذين استغرقهما تعافيه.
ولفت إلى أن "الأم الكوردية" التي لا يعرف اسمها ولا عنوانها، أصرت على أن تبقيه على قيد الحياة وتعالجه، رغم كونه من الجنوب، وغريباً في المنطقة، فكان "موقفاً إنسانياً"، مشيراً إلى أن العائلة أوصلته إلى شقلاوة بعد ذلك، مما وفر له الأمان.
سلام عادل وصف تلك التجربة بأنها "قصة إنسانية تجسد العلاقات التي تتجاوز السياسة والمصالح الاقتصادية"، مضيفاً: "أصبحت ابناً لإم كوردية أنقذت حياتي دون أن تجمعنا رابطة دم وأي علاقة سابقة".
"التحديات التي تواجه المنطقة تستهدف الشيعة والكورد"
من خلال هذه القصة، أراد حسب قوله تذكير مؤتمر "الحوار الشيعي – الكوردي" بأن العلاقات الإنسانية التي تجمع الطرفين أكبر من العلاقات السياسية.
وأردف: "حتى لو كانا في وطنين مختلفين، تجمعنا العلاقات الإنسانية، والعلاقات الكوردية - الشيعية علاقات ممتدة عبر التاريخ، حيث كان بيننا دائماً عدو مشترك وهو الحاكم الديكتاتوري الشوفيني المستبد".
ورأى أن التحديات التي تواجه المنطقة هي "تحديات تستهدف الشيعة وتستهدف الكورد سوية"، محذراً من أنه "إذا ما تعرض هذا الوطن الذي اسمه العراق إلى أي استهداف، فنحن جميعاً سندفع أثمانه، فوحدتنا وتكاتفنا والبحث عن المشتركات التي بيننا هي التي تبني حواراً سليماً ومفيداً".
"جميع الأمهات الكوريات يحملن نفس الإحساس"
عند سؤاله عن رسالته للعائلة الكوردية التي أنقذته، قال سلام عادل: "لدي أمان؛ أم ولدتني وربتني وهي أم شيعية، وأم أنقذت حياتي وهي أم كوردية. بينهما أجد نفسي باقياً على قيد الحياة حتى هذه اللحظة".
"لا أعرف كيف أبعث برسالة إلى تلك الأم الكوردية العجوز، الفلاحة، الفقيرة، التي أنقذت حياتي في جبال سوران، ولا أعرف مكانها الآن، لكنني متأكد أن جميع الأمهات الكورديات يحملن نفس هذا الإحساس"، تابع الصحفي سلام عادل.
في ختام حديثه، تمنى لكل الشباب الشيعة أن ينظروا إلى الأمهات الكورديات بـ"نفس الطريقة" التي ينظر بها إلى الأمهات، وبناء علاقات إنسانية "تسمو على السياسة".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً