رووداو ديجيتال
أكد محافظ النجف يوسف كناوي، أن استقرار العلاقة بين بغداد وأربيل، يتطلب تجاوز الانقسامات الداخلية وتعزيز قدرة الحوار، مشيراً إلى أن العلاقة بين الكورد والشيعة استراتيجية.
وقال كناوي، في كلمة افتتاح ملتقى "أربيل النجف" بنسخته الثانية، الذي افتتح اليوم السبت (21 كانون الأول 2024)، في النجف، إن "هذا الملتقى الهام الذي يجمع بين النخب الشيعية والكوردية، ينعقد في لحظة فارقة من تاريخ العراق والمنطقة، حيث نناقش سوية قضايا محورية تؤثر على حاضرنا ومستقبلنا المشترك".
وأضاف أن "هذا الملتقى ليس مجرد لقاء فكري، بل هي فرصة ومنصة مهمة للتواصل والتعاون لرسم ملامح الطريق الذي نريد أن يسلكه بلادنا في ظل التحديات المعقدة التي تواجهنا جميعا"، مشيرا إلى أن "تاريخ العلاقة بين الكورد والشيعة مليئة بالدروس والمواقف، فمنذ إسقاط نظام البعث المجرم نظام صدام حسين في نيسان 2003، سعى الطرفان إلى بناء تحالف إستراتيجي لمواجهة التحديات المشتركة، ولكن هذه التحالفات رغم أهميتها في مواجهة الاستبداد، لم تخلوا من منافسات وتقاطعات".
وتابع، أن "هذه التحالفات كانت تتسم بالمرونة على طوال الخط لكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى فهم مشترك للحدود التي يجب أن لا تتجاوزها المنافسات السياسية"، مبينا أن "هذه الديناميكية تمثل درسا مهما في كيفية إدارة العلاقات بين المكونات المتنوعة في بلدنا بشكل يعزز الوحدة ويضمن لنا الاستقرار الدائم"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن الحديث عن العلاقة بين الكورد والشيعة دون الإشارة إلى دور المرجعية الدينية في النجف الأشرف، التي تمثل مرجعية روحية وسياسية هامة في العراق والعالم".
ولفت، إلى أن هذه العلاقة "تعود إلى الفتوى التاريخية التي أصدرها الإمام محسن الحكيم في عام 1965، بتحريم قتال أهلنا الكورد آنذاك والتي عززت التكاتف واللحمة الوطنية بين أبناء البلد الواحد ورسخت مبدأ حفظ المكونات العراقية لبعضها البعض، وبقي صداها وذكرها شاخصا حتى يومنا الحاضر وصولا إلى مواقف المرجعية الدينية العليا بقيادة الإمام السيستاني حفظه الله في التوازن بين دعم حقوق الكورد، والحفاظ على استقرار العراق كدولة واحدة".
وأشار كناوي، إلى أن "العلاقة بين الشعب الكوردي والمرجعية الدينية تمتاز بحالة من الاحترام المتبادل، ولكنها في ذات الوقت محكومة بتوقعات متفاوتة، إذ من جهة يتوقع الكورد دعما من المرجعية في تحقيق حقوقهم المشروعة ضمن إطار عراق موحد، بينما تأمل المرجعية الدينية في التزام الكورد بالحفاظ على وحدة العراق وتماسكه الداخلي".
ولفت، إلى أن "استقرار العلاقة بين بغداد وأربيل يتطلب تجاوز الانقسامات الداخلية وتعزيز القدرة على الحوار والتفاهم"، مبينا أنه "أما على الصعيد الخارجي فإن العراق يقع في قلب المتغيرات الإقليمية والدولية مما يخلق تعقيدات إضافية في تحديد السياسات الوطنية والإقليمية في ظل التغيرات الجيوسياسية الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط".
وبين أنه "رغم هذه التحديات هناك فرصة حقيقية لتعزيز التعاون بين الكورد والشيعة، ولا سيما في المجالات الاقتصادية والسياسية، بحيث يمكن للطرفين أن يتخذوا مواقف مشتركة تسهم في استقرار العراق وتقويته على الساحة الدولية، أضف إلى ذلك يتعين على العراق أن يلعب دورا محوريا في بناء تحالفات استراتيجية في المنطقة، مما يستدعي التعاون بين الشيعة والكورد وباقي المكونات على المستويين الداخلي والخارجي".
وأكد كناوي، أن "هذا التعاون يكون حجر الزاوية لبناء عراق مستقل ومستقر يؤمن مصالح جميع مكوناته، ويعزز دوره في المعادلات الإقليمية والدولية"، مشيرا في ختام كلمته إلى أن "التحديات التي نواجهها تتطلب إدارة مشتركة ورؤية استراتيجية من جميع الأطراف لتجاوز الخلافات وتعزيز التعاون".
وشدد على أن "هدفنا المشترك هو بناء عراق قوي ومستقر يلبي تطلعات شعبه ويعزز مكانته في العالم"، متمنياً أن يكون الملتقى "منطلق بداية جديدة وجدية لحوار مثمر وبناء بين النخب الفكرية والثقافية الشيعية والكوردية".
الملتقى يعقد في ظروف حساسة
الملتقى يعقد في ظروف حساسة
في مؤتمر صحفي، اعتبر كناوي أن المحافظة تحتضن "ملتقى مهماً جداً في ظروف حساسة تمر بها المنطقة".
وأشار إلى أن ملتقى أربيل - النجف في نسخته الثانية يعقد بـ "مشاركة شخصيات مهمة من محافظات الفرات الأوسط والجنوب وبغداد، في النجف الأشرف لأهمية المحافظة ودورها التاريخي على مستوى العراق في ظل كل الظروف التي تمر بها المنطقة".
وأردف: "نشجع هكذا ملتقيات وحوارات، ومدينة النجف الأشرف مستعدة لـ "إقامة هذه الحوارات وهذه الندوات لأنها عاصمة ثقافة الثقافة والإسلام، وبالتالي يطمح منها كل أبناء الشعب العراقي الكثير".
وأشار إلى أن ملتقى أربيل - النجف في نسخته الثانية يعقد بـ "مشاركة شخصيات مهمة من محافظات الفرات الأوسط والجنوب وبغداد، في النجف الأشرف لأهمية المحافظة ودورها التاريخي على مستوى العراق في ظل كل الظروف التي تمر بها المنطقة".
وأردف: "نشجع هكذا ملتقيات وحوارات، ومدينة النجف الأشرف مستعدة لـ "إقامة هذه الحوارات وهذه الندوات لأنها عاصمة ثقافة الثقافة والإسلام، وبالتالي يطمح منها كل أبناء الشعب العراقي الكثير".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً