أكاديمي في هندسة المعلوماتية لرووداو: أغلب الأجهزة الإلكترونية التي تعمل ببطاريات الليثيوم "قنابل زمنية"

21-09-2024
معد فياض
الكلمات الدالة بيجر بطاريات الليثيوم لبنان
A+ A-
رووداو ديجيتال

أطلق الأكاديمي العراقي تحسين الشيخلي، أستاذ هندسة المعلوماتية، وصف "الخوارزميات القاتلة" أو "القنابل الزمنية" على الخوارزميات التي تسببت بتفجير أجهزة الاتصالات، البيجر والووكي توكي، في لبنان وتسببت بمقتل العشرات وإصابة الآلاف من اللبنانيين والسوريين، مؤكداً أن: "هذه الخوارزميات تعد من أخطر التهديدات التي تواجه المنظومات السيبرانية الحديثة، حيث يتم زرعها بطرق خفية داخل الأنظمة الإلكترونية ويمكن أن تعمل كقنابل موقوتة تنتظر اللحظة المناسبة للتفعيل لتنفجر بعد تحقيق ظروف معينة". محذراً من: "زيادة اعتمادنا على التكنولوجيا والشبكات الرقمية، فإن تلك الخوارزميات تمثل تهديدًا استراتيجيًا، لأنها يمكن أن تؤدي إلى انهيار أنظمة حيوية في لحظات حاسمة".
 
وأوضح: "مع التقدم السريع في تكنولوجيا المعلومات وزيادة الاعتماد على الأنظمة الرقمية في كل جوانب حياتنا، أصبحت الهجمات الإلكترونية تشكل تهديدًا متزايدًا. من بين التهديدات المتقدمة، نجد (التدمير المادي عبر الوسائل الإلكترونية)، وهو نوع من الهجمات السيبرانية التي تستهدف التسبب في أضرار جسدية مباشرة من خلال التلاعب بأنظمة التحكم الإلكترونية.. هذا النوع من الهجمات يعكس خطورة التهديدات السيبرانية وكيف يمكن أن تؤثر بشكل عميق على البنية التحتية الحيوية".
 
وحول تفجيرات أجهزة الاتصالات في لبنان التي تسببت بمقتل العشرات وجرح الآلاف من أعضاء في حزب الله والمدنيين، قال الشيخلي لشبكة رووداو الإعلامية اليوم السبت (21 أيلول 2024): "تُعد أجهزة البيجر أدوات قديمة نسبياً، لكنها لا تزال تُستخدم في بعض البيئات التي تتطلب تواصلًا مباشرًا وموثوقًا. هذه الأجهزة تعتمد بشكل رئيسي على البطاريات لتشغيلها، ومن غير الشائع أن ترتبط انفجارات البطاريات في هذه الأجهزة بالهجمات السيبرانية. ومع ذلك، في ظل تزايد الهجمات السيبرانية وتطورها، تزداد احتمالية تعرض الأجهزة البسيطة مثل البيجر لمخاطر لم تكن متوقعة من قبل. يمكن أن تؤدي بعض الأساليب المتقدمة للهجوم السيبراني إلى تدمير مادي للجهاز، بما في ذلك انفجار البطاريات".
 
وأوضح: "تحتوي بعض أجهزة البيجر على برامج ثابتة (Firmware) تتحكم في وظائفها. إذا تمكن المهاجمون من الوصول إلى هذه البرمجيات الثابتة عبر هجوم سيبراني، يمكنهم تعديل التعليمات البرمجية بحيث تقوم البطارية بسحب كمية غير عادية من الطاقة. هذا السحب المفرط للطاقة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة البطارية بشكل خطير، مما قد يتسبب في انفجارها.. من المهم فهم أن البطاريات في أجهزة البيجر قد تنفجر لأسباب تتعلق بارتفاع درجة الحرارة أو خلل في النظام الكهربائي. لكن، كيف يمكن للهجوم السيبراني أن يتسبب في هذه المشكلات؟ الجواب يكمن في كيفية تأثير البرمجيات الخبيثة أو التلاعب بالبرامج على الجهاز".
 
وأضاف: "أجهزة البيجر، مثلها مثل الأجهزة الأخرى، تحتوي عادةً على أنظمة حماية تمنع البطارية من الانفجار عن طريق إيقاف تشغيلها عند اكتشاف الحرارة المفرطة أو سحب التيار غير الطبيعي. إذا تمكن المهاجمون من تعطيل أو تجاوز هذه الأنظمة، قد لا تكون هناك حماية كافية ضد الانفجار".
 

واستطرد الشيخلي قائلاً: "عندما يتعرض جهاز البيجر للاختراق، قد يكون المهاجمون قادرين على الوصول إلى البرامج الثابتة الخاصة بالجهاز، وهي البرمجيات التي تتحكم في كيفية تشغيل الجهاز وتعامل البطارية مع الطاقة. يمكن أن تتضمن البرمجيات الثابتة تعليمات دقيقة حول كيفية إدارة استهلاك الطاقة وتوزيعها. إذا تمكن المهاجمون من التلاعب بهذه البرمجيات، يمكنهم تعديل الإعدادات بحيث يتسبب ذلك في استهلاك غير طبيعي للطاقة".
 
واستبعد الأكاديمي في هندسة المعلوماتية "فرضية وجود مواد متفجرة مزروعة في الأجهزة"، وقال: "أنا لا أتفق مع هذا الادعاء وأتصور أنه موجه لخداع الرأي العام، فقد اتفقت وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية وبعض الوسائل الغربية على فرضية زرع أجهزة النداء (البيجر) التي تم تفجيرها في لبنان بمواد متفجرة (بنسبة بسيطة)، وذهبت معظم وسائل الإعلام العربية وراء هذه الفرضية". موضحاً: "ليس من المعقول عدم إمكانية كشف وجود مواد متفجرة لمدة تزيد على ثلاثة أشهر، إضافة إلى عدم حدوث فعل مماثل (بشكل عرضي) طيلة هذه الفترة مع استخدامها العملي، خاصة أنها مواد متفجرة مزروعة بدون سيطرة عليها ويمكن أن تنفجر لعدة أسباب". منبهاً إلى أن: "الغاية من هذه المعلومات هي إبعاد الأنظار عن الكيان الإسرائيلي الذي قام بخرق برمجي وهجوم سيبراني على منظومة النداء من خلال زرع برمجيات خبيثة تعمل كمحفز لارتفاع حرارة البطاريات وتجاوز أنظمة الحماية الإلكترونية لها لتنفجر.. علينا في تحليلنا للحدث أن نركز على طبيعة الاختراق ونوعية هذه البرمجيات وعدم الانجرار وراء فرضيات نظرية تشتت تركيزنا على السبب الرئيسي".
 
وفي رده على سؤال يتعلق بإمكانية تفجير أي جهاز يعمل ببطارية الليثيوم، سواء كان الموبايل الاعتيادي الذي نستخدمه أو حتى السيارة الإلكترونية، أجاب الشيخلي قائلاً: "نعم، من الممكن أن يحدث هذا مع أي جهاز إلكتروني سواء موبايل أو لابتوب أو تابلت أو أي جهاز آخر.
 
لأنها جميعاً تستخدم بطاريات الليثيوم، والأدهى من ذلك، من الممكن أن يحدث هذا مع السيارات الكهربائية لأنها تحتوي على كمبيوتر يمكن اختراقه والتلاعب بأنظمة حماية البطارية وبالتالي استخدامها كـ (قنبلة زمنية)".
 
وحذر الشيخلي من أن: "في بعض الحالات، قد يتسبب التلاعب بالبرمجيات في زيادة غير متوقعة في استهلاك الطاقة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة البطارية. عندما تسخن البطارية بشكل مفرط، يمكن أن تبدأ في التفاعل الكيميائي غير المستقر، مما قد يؤدي إلى انفجارها. هذا النوع من الانفجارات ليس فقط خطيرًا لأنه يمكن أن يتسبب في أضرار مادية مباشرة، ولكنه أيضًا يهدد الأمان الشخصي للأفراد الذين يستخدمون هذه الأجهزة".
 
واختتم الأكاديمي تحسين الشيخلي حديثه قائلاً: "لمواجهة هذا التهديد، يجب على المؤسسات اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، منها: مراقبة سلوك النظام بشكل دوري، وتطبيق تقنيات تحليل البيانات السلوكية التي تكشف عن أي أنشطة غير متوقعة أو غير طبيعية حتى في حالة عدم نشاط البرمجيات الخبيثة. من المهم أيضاً تحديث أنظمة التشغيل والبرمجيات بانتظام لسد الثغرات التي قد تُستغل في زرع القنابل الزمنية. الاعتماد على أنظمة النسخ الاحتياطي المؤمنة يمكن أن يكون حلاً فعالاً لتقليل الضرر في حالة تفعيل القنبلة الزمنية، حيث يمكن استعادة البيانات والأنظمة إلى حالتها السابقة بسرعة".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب