رووداو ديجيتال
انطلقت عملية التعداد السكاني في العراق، الذي لم تشهده البلاد بشكل شامل منذ 37 عاماً، وسط فرض حظر للتجوال في محاولة لتسهيل عملية تنقل فرق العدادين وضمان تواجد المواطنين في منازلهم بغية إحصائهم.
واستقبل أهالي العاصمة بغداد، التي دخلت حيز حظر التجوال منذ ليلة اليوم الأربعاء (20 تشرين الثاني 2024) - والذي يستمر حتى ليلة الجمعة المقبلة - الفرق التي تعمل على تدوين المعلومات، بتعاون كبير.
وقال صلاح حسن، مواطن من سكان منطقة الشواكة، إحدى مناطق بغداد العريقة والقديمة الواقعة في الجانب الغربي على ضفاف نهر دجلة، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "التعداد عملية ضرورية لمعرفة عدد السكان ومعلوماتهم".
وأضاف أن "التعداد مهم لمستقبل البلاد، وهو يفرض على كل مواطن الالتزام بالتعداد، لكي يستفيد منه في المعاملات ومراجعة دوائر الدولة".
بدوره، قال أحمد فاضل، أحد العاملين ضمن فرق جمع معلومات المواطنين البالغ عددهم 120 ألف عداد بعموم العراق، إن "عملية التعداد في منطقة الشواكة جرت بانسيابية".
وأضاف في حديثه لرووداو، أن "العملية كانت طبيعية ولاقت تعاوناً وانسجاماً من قبل الأهالي"، مشيراً إلى أن "الإجراءات الأولى من عملية التعداد تمثلت بجمع معلومات سجل الأسر".
من جهته، أكد مجيد العوادي، مواطن من سكان الشواكة، أن "التعداد يمثل حاجة ضرورية لحسابات المستقبل، من أجل معرفة الأعمار واحتياجاتهم لتحقيق التنمية".
وإلى ذلك، أوضح زين العابدين فلاح، أحد فرق جمع المعلومات العاملين في التعداد السكاني الذي رصدت له الحكومة العراقية ميزانية بلغت 450 مليار دينار: "باشرنا عملنا في التعداد السكاني منذ مساء السبت الماضي".
وأردف أن "اليوم نحن متواجدون في شارع حيفا من أجل جمع بيانات الأهالي دون أن نواجه أي مشكلة، حيث تسير الأمور بشكل تام، لا سيما في ظل تعاون المواطنين".
وجاء ذلك بينما بدت شوارع العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى خالية من حركة السيارات والمارة، عدا الفرق الجوالة التي بدأت منذ الصباح عملها بتدوين المعلومات من الأهالي.
وستستمر عملية التعداد السكاني في العراق لغاية منتصف ليلة اليوم الأربعاء، ولمدة يومين، وفقاً لوزارة التخطيط، مشيرة إلى أن "العدادين سيزورون كل منزل 3 مرات لإكمال البيانات وتدقيقها".
وبحسب المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية، عبد الزهرة الهنداوي، ستتوجه الفرق إلى كل بقعة داخل العراق، من جبال ومدن وقرى وأرياف، وكذلك مناطق الأهوار والمناطق الصحراوية للوصول إلى البدو الرحل.
وستعلن النتائج الأولية للتعداد السكاني في العراق خلال 24 ساعة من انتهاء عملية التعداد، حسبما قال الهنداوي لرووداو في وقت سابق.
وأوضح الهنداوي أن "النتائج النهائية ستحتاج إلى أكثر من شهرين ليتم إعلانها"، مبيناً أن "النتائج الأولية ستتضمن عدد السكان على مستوى العراق والمحافظات، إضافة إلى عدد الذكور والإناث وبعض التفاصيل الأخرى".
وستتضمن النتائج النهائية تفاصيل كثيرة، مثل خصائص حياة الإنسان في الصحة والتعليم والعمل والسكن، وفقاً للمتحدث باسم الوزارة.
يشار إلى أن التعداد السكاني في العراق يُجرى مرة واحدة كل عشر سنوات، وكان من المفترض أن يُجرى عام 2007، لكنه تأجل إلى عام 2009 بسبب الظروف الأمنية، ثم تأجل عشر سنوات بسبب المشاكل الأمنية وظهور تنظيم داعش.
وفي 2019، أُرجئ التعداد السكاني مجدداً بسبب خلافات سياسية تتعلق بالمناطق المتنازع عليها، وعدم وجود تخصيصات مالية، وجائحة كورونا.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً