رووداو ديجيتال
رغم صدور قانون سامراء عاصمة العراق للحضارة الاسلامية سنة 2018 الا انه لم ير النور الى الان على أرض الواقع، فيما تعزو الحكومة المحلية تأخر الاعلان لعدم توفير التخصيصات المالية اللازمة لذلك، والتي تتطلب بالمجمل أكثر من 500 مليار دينار عراقي.
تقع سامراء شرق نهر دجلة في محافظة صلاح الدين، وتبعد عن بغداد بنحو 125 كيلومتراً إلى الشمال.
كانت سامراء عاصمة الدولة العباسية، وكان اسمها القديم "سر من رأى" وقد بناها الخليفة المعتصم بالله عام 221هـ/835م لتكون عاصمة دولته.
سامراء، التي تقع شمال العاصمة العراقية بغداد، تحظى بمكانة تاريخية مميزة، نظراً لما تحتويه من معالم وأماكن أثرية تعود إلى حقبة الخلافة العباسية حيث كانت عاصمة للدولة فترة من الزمن، كما أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو (UNESCO) عام 2007 ضمن قائمة التراث العالمي.
تضم سامراء عدداً من الأماكن الأثرية المميزة، مثل جامع ومئذنة الملوية، قصر العاشق، جامع أبي دلف، سور أشناس، موقع النهروان، القصر الجعفري، مدينة المتوكلية، موقع الزنكور، تل طوكان، تل الوزير، قصر الخليفة، ساحات سباق الخيل، مدق الطبل، سور عيسى، تل العليق "العليج"، قصر بلكلورا، آثار الجبيرية، تل الصوان، قصر المعشوق، قبة الصليبية، أم الصخر، وغيرها.
"المحافظ السابق تصرف بالمبالغ"
معاون محافظ صلاح الدين لشؤون الخدمات والاعمار والمشرف العام على مشاريع سامراء رياض السامرائي، قال لشبكة رووداو الاعلامية انه "صدر قانون رقم 5 لسنة 2018 بأن تكون سامراء عاصمة العراق للحضارة الاسلامية، وتم رصد مبالغ لهذا القانون تبلغ 15% من تخصيصات تنمية الاقاليم لمحافظة صلاح الدين، كما تخصص للقانون مبالغ من التبرعات".
واضاف السامرائي انه "تم تخصيص مبالغ عام 2019 للمشروع، لكن لم يتم استغلالها، كما تصرف المحافظ السابق (عمار جبر خليل الجبوري) بالمبالغ التي تم تخصيصها في عامي 2020 و2021 بأمور خارجة عن القانون، ما عدا ثلاثة عقود تتعلق بتأهيل جامع الملوية وقصر الخلافة الاثري وتطوير وتأهيل الارصفة لأحياء سامراء القديمة فقط".
معاون محافظ صلاح الدين لشؤون الخدمات والاعمار، اشار الى ان "هنالك عقد اخر بقيمة 9 مليارات لتأمين سيارات خدمية للدوائر البلدية، لكنه توقف لوجود شروط دفع غير متوافقة مع القوانين"، مبيناً: "نسعى حالياً لادراج 11 مشروعاً تخدم البنى التحتية والمنشآت التي تؤمن اعلان سامراء عاصمة العراق للحضارة الاسلامية، منها تخص العتبة العسكرية، ومنها تخص مدينة سامراء، ومنها تخص هيئة الآثار".
واستدرك رياض السامرائي انها "لحد الان في طور التهيئة وتوجيه الدعوات بها"، موضحاً أنه "وكمبالغ مخصصة للقانون، لا يوجد باب عدا انه لدينا 15% من مجموع ما يتم تخصيصه من محافظة صلاح الدين من باب تنمية الاقاليم".
بخصوص جهود تنشيط واحياء المشروع مجدداً، لفت رياض السامرائي الى "فتح باب الحوار مع وزارة المالية ومجلس الوزراء بهذا الصدد، من أجل أن تتم زيادة هذه التخصيصات والتعجيل بالمشاريع التي تفي بمتطلبات الاعلان، وانطلاق هذه الحزمة من المشاريع التي تخفف عن كاهل المواطن، وتهيء البنى التحتية، ليتم اعلان سامراء عاصمة العراق للحضارة الاسلامية".
وبيّن أن "المشاريع المدرجة في وزارة التخطيط تبلغ قيمتها 162 مليار دينار عراقي، والتي تمت المصادقة عليها من وزارة التخطيط، لكن بالتأكيد لن يتم تسديد هذه المبالغ دفعة واحدة، لذا من المؤكد ان هذه المشاريع سيكون الدفع بها على شكل مراحل، على مدى سنة وسنتين وثلاث سنوات"، مؤكداً أن "الامر في النهاية مرتبط بالتخصيصات المالية".
القانون بحاجة لـ500 مليار لاستكماله
ويعتقد السامرائي ان "اعلان سامراء عاصمة العراق للحضارة الاسلامية بحاجة، بصورة عامة، الى مبالغ لا تقل عن 500 مليار دينار، لكي تستكمل كل البنى التحتية بكل اصنافها الثقافية والسياحية والاسلامية والادارية والاقتصادية والتعليمية".
يذكر ان رئيس الجمهورية الاسبق فؤاد معصوم أصدر بتاريخ 25/3/2018 إصدر، وبناءً على ما أقره مجلس النواب طبقاً لأحكام البند (أولاً) من المادة (61) والبند (ثالثاً) من المادة (73) من الدستور، ما يلي:
- من أجل تعزيز الدور الحضاري والدور الديني لمحافظة صلاح الدين وتنشيط الحركة السياحية الآثارية والدينية والثقافية في العراق، شُرع هذا القانون.
المادة (1): يهدف القانون إلى تحقيق الأهداف التالية:
أولاً: إحداث تنمية اقتصادية وثقافية شاملة والنهوض بالمستوى الثقافي والحضاري والإعلامي والاقتصادي لمدينة سامراء وضواحيها.
ثانياً: الاستثمار الأمثل للاماكن التاريخية والدينية في مدينة سامراء بما يضمن الحفاظ عليها بوصفها ثروات وطنية نفيسة ورافدا من روافد الاقتصاد.
ثالثاً : تطوير البنى التحتية للمدينة وضواحيها بحدودها الإدارية من اجل استيعاب الاحتفالية الكبرى لإعلان سامراء عاصمة العراق للحضارة الإسلامية وسائر الفعاليات الثقافية والعلمية التي ستجرى على ارض سامراء بالإضافة إلى تلبية متطلبات تطوير السياحة التاريخية والدينية بما يتناسب مع الدور الحضاري العالمي لسامراء والأماكن الدينية المقدسة والمعالم الدينية والإرث الحضاري الإسلامي.
رابعاً : تطوير علاقات التعاون السياحي والآثاري بين سامراء والمنظمات السياحية والاثارية الوطنية والدولية والعمل على استعادة الآثار المسروقة بالتعاون مع الدوائر التخصصية لاسترداد الآثار وحمايتها بالتنسيق مع أجهزة الدولة ذات العلاقة.
المادة (2): تكون سامراء عاصمة العراق للحضارة الإسلامية، وكما يأتي:
أولاً: يتولى مجلس الوزراء تشكيل لجنة تحضيرية لإعلان سامراء عاصمة العراق للحضارة الإسلامية وتتألف من الشخصيات الوطنية والأكاديمية وبرئاسة رئيس جامعة سامراء.
ثانياً: يشرف على اللجنة التحضيرية لجنة برلمانية تتألف من ثلاث نواب من محافظة صلاح الدين والأقرب لمدينة سامراء ونائب عن لجنة السياحة والآثار ونائب عن لجنة الثقافة والإعلام ونائبين عن لجنة الأوقاف والشؤون الدينية.
ثالثاً: للجنة التحضيرية أن تشكل لجان فرعية من ممثلي الوزارات ذات العلاقة والدوائر الخدمية للمحافظة أو القضاء لغرض تنفيذ واجباتها.
رابعاً: تطوير الإدارات المحلية لمدينة سامراء ورفع مستوى التصنيف الإداري إلى الفئة الأولى كدائرة البلدية والدوائر الخدمية والإدارية الأخرى بما يتناسب مع تصنيف المحافظات.
خامساً: للجنة التحضيرية أن تدعو الشركات العراقية والأجنبية لتنفيذ الأعمال الإنشائية والفنية أو أية خدمات أخرى تراها اللجنة ضرورية لإنجاح مهمتها .
سادساً: على اللجنة التحضيرية دفع الحركة الاستثمارية بشكل عام وبما يؤمن تسريع حركة الاستثمار السياحي والاقتصادي في مدينة سامراء.
سابعاً: للّجنة التحضيرية الاستعانة بالإدارة العليا لجامعة سامراء والإدارة المحلية ومجلس المحافظة والمجلس المحلي للقضاء لإنجاز مهامها.
المادة (3): يتولى مجلس الوزراء بالتنسيق مع اللجنة التحضيرية لإعلان سامراء عاصمة العراق للحضارة الإسلامية ومع الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين إصدار الأنظمة والتعليمات اللازمة لتنفيذ أحكام هذا القانون.
المادة (4): ينفذ هذا القانون من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً