رائد فهمي لرووداو: طريقة لقاء السوداني بالشرع في الدوحة لا تليق بمكانة العراق ولا تحفظ الثقة بالحكومة

20-04-2025
معد فياض
الكلمات الدالة رائد فهمي محمد شياع السوداني أحمد الشرع
A+ A-
رووداو ديجيتال

أثارت الزيارة المفاجئة لرئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الى العاصمة القطرية الدوحة ولقائه مع نظيره السوري أحمد الشرع برعاية قطرية، الكثير من السجالات، وماتزال هذه الزيارة محط نقاشات ووجهات نظر متباينة وخلافية خاصة بين اطراف شيعية مؤثرة ابدت موقفاً معارضاً بشدة لهذا اللقاء، وأخرى سنية شبه موافقة ومع موقف السوداني.
 
شبكة رووداو الاعلامية تحدثت مع رائد فهمي اليوم الاحد (20 نيسان 2025) باعتبار ان الحزب الشيوعي العراقي، وهو سكرتيره العام، لا ينطلق من مواقف طائفية او مذهبية في التعامل مع هكذا قضايا، حيث ابدى استغرابه من "إدارة واسلوب لقاء السوداني مع الشرع في الدوحة الذي تم بطرقة شبه سرية".
 
واعتبرها "لا تليق بالعراق ولا تحفظ الثقة بالحكومة"، مضيفاً: "نحن، كحزب شيوعي، عندنا ملاحظاتنا عن الشرع وعلاقاته مع داعش التي تثار دائماً، وهي محل استفسار واستفهام حول موقفه والموقف السوري من هذه الحقائق، وقد تبعث تلك القضايا على القلق ويفترض ان يصار الى فهم حولها".
 
واستدرك أن "الشرع اصبح اليوم رئيساً لجمهورية سوريا فهل يُنظر له كشخص الشرع فقط أم يتم التعامل معه بصفته الرسمية كرئيس سوريا؟"، موضحاً: "يبدو لي وكما فعلت اغلب الدول حيث تعاملوا مع الشرع كرئيس دولة، واذا كانت هناك مواقف فلن تحسب عليه فقط بل على الموقف السوري، والان العراق يستضيف مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في بغداد، بتاريخ 17 ايار المقبل، وبحكم مسؤوليته، العراق، فان حضور سوريا وليس الشرع يبدو مطلوباً".
 
ورأى رائد فهمي أن "الحضور السوري مطلوب، اما عن حضور الشرع او عدم حضوره فهذه قضية من الممكن التوصل الى حل لها. فاذا كانت هناك مشكلة مع شخص الشرع فيمكن حضور شخص آخر ممثلاً عن سوريا وهذا إجراء دبلوماسي".
 
حول متعلقات زيارة الشرع الى بغداد، قال سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي: "الى جانب القلق والمخاوف التي تحملها مسألة حضور الشرع والتي تتعلق بمواقف مشروعة خاصة وانها ترتبط بالارهاب وقضاياه، ولكن الذي نفهمه ان التركيز صار على شخصه وعلى ممارساته السابقة، وفي العراق قوى رافضة لحضوره وتلتزم بهذا الموقف".
 
وذكر أن "الحكومة العراقية اتخذت موقفاً رسمياً معقولاً منذ البداية، وأعربت عن تعاملها مع الشرع بصفته الرسمية، ونحترم حق الشعب السوري في تقييم وتقرير اوضاعه مع احتفاظنا بوجهات نظرنا ومخاوفنا وحقنا في حماية العراق من اي تطورات امنية تحدث على حدودنا مع سوريا".
 
واستدرك أن "الاشكالية التي حدثت وفي وسط هذه الاوضاع جاءت الزيارة السرية - العلنية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى الدوحة ولقائه مع احمد الشرع برعاية قطرية"، مردفاً: "أنا لا اعرف لماذا قام السوداني بلقاء الشرع بالطريقة التي تمت بها؟ وهذا يتعلق بادارة الموضوع، لاسيما وأن وزارة الخارجية العراقية كانت قد أعلنت موقف الحكومة من سوريا وتم استقبال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ببغداد وعلاقات على هذا المستوى الدبلوماسي مفهومة وطبيعية".

 

 
ونوّه الى أن "لقاء السوداني بالشرع في الدوحة بهذه الطريقة أثار ويثير التساؤلات حول سريتها والتحفظ على اعلانها من قبل بغداد، وإن لم تكن في الواقع سرية تماماً، حيث فضحتها الدوحة نفسها".
 
رائد فهمي تساءل: "لماذا يذهب رئيس الحكومة العراقية ويلتقي الشرع في الدوحة بهذه الطريقة؟، هذا مثار التساؤل، لماذا الزيارة السرية والعراق عنده موقف رسمي من سوريا والشرع ذاته، واذا كان الموضوع يتعلق بدعوة سوريا لمؤتمر القمة فان العراق ليس لديه تحفظ على حضور سوريا بل على شخص الشرع، بحكم تاريخه وما قيل عن ممارساته عندما كان في العراق، وانه قام بعمليات ارهابية في العراق، هكذا يقال، وللعراق ان يعبر عن موقفه بانه يحبذ حضور شخص آخر ممثلا عن سوريا غير الشرع، اذا اراد ذلك".
 
وأعرب عن اعتقاده بأن "الاصوات المتعددة المنطلقة في العراق، والمخاوف بين الدولة والقوى الاخرى المؤثرة سواء كانت مع الدولة وضمنها او في التحالف القائم، الاطار التنسيقي، خلق وضعية مربكة بما يتعلق بسوريا. من ناحية ان العلاقات مع سوريا ضرورية ومهمة ولا اعتقد هناك من لا يرغب بهذه العلاقات، ويجب ان نتعامل معها رسمياً ودبلوماسياً ومن ناحية اخرى عندنا مخاوف من الشرع انطلاقاً من تاريخه السابق وتركيبة الاوضاع في سوريا وما يحدث فيها".
 
وأضاف: "حتى الان هناك الكثير من الصراعات المحتملة في سوريا وهذه كلها مشروعة وبامكان العراق أن يأخذ موقفاً منها ويعبر عنها، ومن هذا الباب نرى ان توجيه دعوة لرئيس سوريا طبيعية لمؤتمر القمة الذي سيعقد ببغداد، وان تمثل سوريا باعلى شخصية سياسية، لهذا نرى ان الضجة التي تثار حول هذا الموشوع ليس بمكانها".
 
ونبّه فهمي الى ان "العراق عنده تحفظات على الشرع نفسه وانه يريد اليوم ان يتعامل معه بغض النظر عن موقعه الرسمي، ولكن ما هي تداعيات ذلك على العلاقة مع سوريا؟".
 
وشدد أنه "يجب ان نفهم بوضوح الموقف الرسمي العراقي، وهذا يعيدنا الى نفس الاشكالية وهي كم صوت يوجد للدولة العراقية؟ هل الصوت العراقي ما تعبر عنه وزارة الخارجية، كدولة، نعم من حق الاحزاب ان تكون لها وجهات نظر، ولكننا نسال عن الموقف الرسمي للدولة العراقية".
 
وأكد أن هناك "اصواتاً معترضة على دعوة الشرع صدرت من القوى الرئيسية في التحالف الذي يدير الدولة عملياً بواسطة السوداني الذي هو عضو فيه، وهذا يعني ان هناك انقسامات في تحالف الاطار التنسيقي او ادارة الدولة، وحسب علمي ان الكورد والاطراف الاخرى في تحالف ادارة الدولة ليس عندها تحفظات على دعوة الشرع".
 
سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي، بيّ، أن "العراق اليوم وعلى مستوى دبلوماسي يستضيف مؤتمر القمة العربية، فهل يريد ان يدعو سوريا ام لا؟ وهل المشكلة هنا تتعلق بشخص الشرع ام مع سوريا كبلد؟ الصراعات الداخلية واختلاف وجهات النظر تنعكس على مواقف الدولة بحيث يضطر السوداني للجوء الى زيارات بالطريقة التي تمت في لقائه مع الشرع في الدوحة".
 
ورأى أن هذا "يثير الاسئلة، وهذا يقودنا الى تكهنات اخرى تتعلق بالاختلافات داخل الاطار التنسيقي، وفي اعتقادنا ان ادارة هذا الموضوع لا تليق بمكانة العراق ولا تحفظ الثقة بحكومة العراق. السوداني يقوم بزيارة الدوحة ولقاء الشرع ثم يبدي حلفاؤه الرئيسيون والمؤثرون وجهات نظر مخالفة، وهذا يثير الاستغراب".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب