رووداو ديجيتال
على مدى الاسابيع الماضية بدت عالمة الاجتماع، لاهاي عبد الحسين، استاذة متمرسة في قسم الاجتماع بكلية الاداب بجامعة بغداد، متحمسة للغاية لاجراء الاحصاء السكاني، وذلك عبر موقع أكس (X) وصفحتها على وسائط التواصل الاجتماعي، مشجعة على الاسهام الفاعل من اجل اتمام التعداد الذي سينطلق يومي الاربعاء والخميس، 20 و21 من الشهر الجاري.
وعن اسباب هذا الحماس، قالت لاهاي عبد الحسين لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الثلاثاء (19 تشرين الثاني 2024) وقبل يوم واحد من انطلاق اكبر عملية احصاء سكاني في العراق وبوسائل فنية متطورة منذ اكثر من 27 عاماً، حيث كان آخر تعداد سكاني قد جرى في العراق عام 1997، ولم يؤخذ به لعدم شموله محافطات اقليم كوردستان: "يأتي حماسياً لدعم الجهود المبذولة لإنجاز التعداد العام للسكان من تقديري لاهميته بتوفير قاعدة بيانات علمية موثقة عن مختلف جوانب الحياة في مجتمعنا"، مبررة ذلك: "بما ان اختصاصي الثانوي سكان فأنا على علم بذلك".
وفي ردها عن سؤالنا: باعتبارك عالمة اجتماع، ما هو تأثير وأهمية نتائج الاحصاء السكاني في المجتمع العراقي، نعني تصنيف المجتمع العراقي او وضع الخطط والدراسات لتطويره؟ قالت إن "أهميته تغطي قاعدة البيانات التي سيتم الحصول عليها جوانب متعددة تشمل العائلة والفرد والخدمات المقدمة كالماء والكهرباء ونوع السكن إلى جانب التعليم والعمل والوضع الصحي للأفراد، وهذه ستفصل بجداول يمكن الاعتماد عليها لوضع الخطط المستقبلية لتطوير نوعية حياة الناس في مجتمعنا".
وفيما اذا ستكشف نتائج الاحصاء السكاني عن فئات وطبقات المجتمع العراقي ونسب قومياته واديانه، وهل ذلك يسهم في معرفة المجتمع بصورة افضل؟، ردت: "التعداد لا يتطرق إلى القومية والمذهب ولكنه يسجل الدين ويعطي تصوراً عن التباين الطبقي من خلال جرد المنازل والسلع المعمرة التي تحظى بها والمستوى التعليمي، وهذه تسلط الضوء على التعرف على جوانب مهمة من حياة المجتمع".
وأشارت الى ان "البيانات المطلوبة من المواطن لا تعطي مجالاً للتلاعب او التحايل عليها. فالناس لا يسألون عن خصوصياتهم او ميزانياتهم. لذلك، أتوقع ان يتعاون الجميع خاصة وان الأجهزة المختصة تتحرك بدعم من قبل كوادر الامن الوطني. كما ان العدادين يأتون من نفس المناطق التي يقومون بجردها، وهم جميعاً موظفون في الدولة يعرفون قواعد الالتزام والعمل وطرق التعامل مع المواطنين".
ونفت عالمة الاجتماع، الاكاديمية لاهاي عبد الحسين، ان تكون فد ساهمت، بوصف اختصاصها، بوضع أسئلة في استمارة الاحصاء السكاني، وقال: "لم أسهم شخصياً بوضع او اقتراح اسئلة وما إلى ذلك"، موضحة أن "وزارة التخطيط تعتمد على كوادر مؤهلة تأهيلاً عالياً وتعتمد أنظمة متطورة حيث تصل البيانات مباشرة وعلى الفور إلى الحاسبة المركزية. وهناك الكثير من الضوابط التي وضعت للحيلولة دون التلاعب او ارتكاب أخطاء بشرية مقصودة او غير مقصودة من قبل العدادين".
وحول خلو استمارة المعلومات من الاسئلة التي تتعلق بالمذاهب والطوائف الاسلامية وغير الاسلامية، أوضحت أن "الاستمارة تغطي الأديان الرئيسية وتعطي حيزاً للديانات الأخرى ضمن حقل (أخرى)، ولا اعتقد اننا بحاجة إلى التعرف على المذاهب والجماعات اذ يكفي ان يعرفوا من خلال اماكن السكن التي يعيشون فيه"، مشددة على ان "غرض الاحصاء السكاني هو ان يحصر الاعداد الكلية ويسلط الضوء على متاعب ومتطلبات العائلة وهذا يكفي".
وكان المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، قد صرح لشبكة رووداو بأن "هناك 120 الف باحث ميداني سيشاركون باجراء عمليات التعداد في 18 محافظة عراقية، العراق وبضمنه اقليم كوردستان، وسيذهبون الى كل بقعة داخل العراق. جبال ومدن وقرى وارياف ومناطق الاهوار والمناطق الصحراوية للوصول الى البدو الرحل، وستظهر النتائج الاولية للتعداد خلال 48 ساعة والتفصيلية خلال شهرين"، مضيفاً أن "الميزانية المخصصة لاجراء عمليات التعداد بلغت 450 مليار دينار".
وأشار الى ان "استمارة الاحصاء السكاني تتضمن 72 سؤالاً تشتمل على 6 محاور أساسية تتعلق بالصحة والتعليم والخدمات والبيانات الفردية والعمل السكن".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً