أحمد الشريفي لرووداو: الفصائل المسلحة ستدفع العراق لمواجهة مسلحة مع اسرائيل

19-10-2024
معد فياض
A+ A-
رووداو ديجيتال

حذّر الخبير الأمني الأكاديمي أحمد الشريفي من "انجرار العراق إلى مواجهة مسلحة مع إسرائيل تتسبب بها الفصائل المسلحة غير الرسمية (الميليشيات) التي توجه صواريخها إلى مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان أو مناطق أخرى"، مؤكداً أن "العراق غير قادر على صد أي هجوم والدفاع عن نفسه، خاصة إذا كانت الضربة من إسرائيل والتي ستكون سريعة ومباغتة ضد مواقع تابعة للفصائل المسلحة".
 
الشريفي، وهو ضابط طيار سابق في الجيش العراقي أحيل على التقاعد عام 1993 برتبة رائد، نبه في حديث لشبكة رووداو الإخبارية اليوم السبت (19 تشرين الأول 2024) من أن "العراق سيخل بالاتفاقيات الدولية إذا ما انجر إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، باعتبار أن العراق مرتبط بميثاق دولي أبرم في 2006 و2007 في شرم الشيخ، ومن وقعه من الجانب العراقي نوري المالكي باعتباره رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وقتذاك، ووقع أيضاً وثيقة (العهد الدولي)، وهذه تربط العراق بجملة من الالتزامات التي تبني خيار الاندماج الإقليمي والدولي ضمن النظام الدولي الجديد، ومنها: حقوق الإنسان، وتبني الخيار الديمقراطي في التداول السلمي للسلطة، والقبول بالنظام الفيدرالي، والعمل وفق اقتصاد السوق، واللامركزية في إدارة الدولة، وغالبية هذه الأمور لم تتحقق، وهذا يعني أن وثيقة العهد الدولي لم تتحقق". مضيفاً: "ثم أبرمت اتفاقية ثنائية بين العراق والولايات المتحدة أُطلق عليها اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية (SOFA) عام 2011، والتي أصر فيها المالكي على سحب القوات الأميركية دون أن يحقق مسك الأرض، مما فسح المجال لاحتلال تنظيم داعش الإرهابي لثلث الأراضي العراقية بسبب عدم الالتزام بهذه الاتفاقية".
 
وأضاف الشريفي قائلاً: "كان يجب أن يكون هناك توازن إقليمي ودولي وانفتاح مع الدول العربية، وأعني الأردن ودول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، والإقليمية، خاصة إيران وتركيا". منبهاً إلى أن "حتى العلاقات مع السعودية يراد الإطاحة بها، وهذا ما حدث أمس وأعني الهجوم على محطة (MBC) عراق في بغداد، ويفترض أن حرية التعبير مكفولة ويجب الرد على الفكرة بالفكرة والحوار وليس بالعنف، وهذا يعزز مبدأ العزلة الإقليمية".
 
ونبّه إلى أهمية عدم لجوء العراق "لاستخدام أراضيه كمنطلق لتهديد أمن أي دولة، لأنك قد لا تعترف بإسرائيل كدولة، وهذا خيارك الشخصي، مع أن إقليمياً الاعتراف بإسرائيل متحقق، في مقدمة الدول العربية مصر والإمارات والأردن والبحرين التي طبّعت مع إسرائيل، والسعودية متوجهة مع مبادرة السلام الشامل وفيها تطبيع ضمني. إذن، لا تسقط خيارات الآخرين وتلزمهم بها". مضيفاً: "أما داخلياً فلم يتحقق مبدأ المشاركة الوطنية فيما يتعلق باتخاذ القرارات التي تهم المصالح العليا للدولة العراقية والمصير المشترك.. يعني نحن عندنا السنة والشيعة والأكراد، هل يا ترى ما يتبناه جناح شيعي واحد، وليس كل الشيعة، هو يمثل الإرادة الوطنية بالمطلق؟ الجواب لا، لأنك لا تمثل الإرادة الشيعية ولا السنية ولا الكردية. إذن علينا الذهاب إلى الخيار المشترك الذي على أساسه يتحقق مبدأ التوافق الوطني، وهذا المبدأ غير متحقق في العراق".
 
وقال الشريفي: "نحن أمام أزمة مركبة قد تستدعي تدخلاً دولياً، لأن الولايات المتحدة لن تترك العراق للفوضى ولن تنسحب أو تسحب قواتها، لأن العراق حليف استراتيجي لأميركا. إذا فشل النظام السياسي في هذه الرؤية الأميركية، فسوف تغير واقع الحال كما غيرت نظام صدام لتأتي بتوافق جديد ينسجم مع رؤاها وتطلعاتها، وهي تمتلك قدرة التفويض الدولي للإشراف على النظام السياسي في العراق وإحداث التغيير. قد يكون تغييراً جزئياً أو كاملاً، فالخيارات مفتوحة. واحتمال تغيير النظام السياسي أكثر ترشيحاً من انسحاب أميركا من العراق.. الموضوع لا يتعلق بالجانب الأمني أكثر منه موضوع الحليف الاستراتيجي، وهذا أهم بكثير من البعد الأمني أو العسكري".
 
وفيما إذا كان العراق كحكومة سيتم استدراجه إلى المواجهة مع إسرائيل بسبب الضربات الصاروخية التي توجهها المقاومة الإسلامية ضد إسرائيل؟ قال الشريفي: "بالتأكيد هذه الممارسات تهدد العراق حيث ستقوم إسرائيل بضربات تنتهك فيها سيادة وأمن الشعب العراقي.. وهذه الضربات ستنفذها إسرائيل، وهناك ضربات قد تنفذها أميركا". مضيفاً: "إسرائيل هددت بالرد على مصدر النار، وإذا كان المصدر من العراق فسوف تحصل الضربة في العراق.. ما يهمني هو الواقع السياسي، هل ستصمد حكومة السوداني أمام هذه الاشتباكات؟ الجواب لا.. حكومة السوداني في هذه المرحلة دخلت إلى المنطقة الحرجة، والسوداني عاجز عن اتخاذ خطوات للخروج من المأزق.. وعاجز عن كبح جماح الفصائل المسلحة التي توجه صواريخها إلى إسرائيل، بل إن حكومته بدأت تنساق مع خطاب هذه الفصائل تدريجياً، ومعنى ذلك أنه أصبح هناك تكامل في الميدان.. الفصائل المسلحة تمثل العمود الفقري في الإطار التنسيقي وحكومة السوداني، وهذا واضح حيث بدأت تنساق إليها إعلامياً وسياسياً".
 
المستشار الأمني أحمد الشريفي أكد بأن "العراق غير قادر على مواجهة إسرائيل، وحسب ما يقال (شر البلية ما يضحك)، فإن عضواً في لجنة الدفاع النيابية قال: إن طائراتنا جاهزة للدفاع عن العراق و(سويجات) الطائرات في جيوب الطيارين، وهو يعتقد أن الطائرة مثل أي سيارة وسويجها في جيوب الطيارين، وهذا ضحك كالبكاء.. للأسف، ليس هذا هو العراق الذي قاتلنا من أجله". مشيراً إلى أن "العراق غير قادر جوياً وبرياً على ردع أي عدوان، وأيضاً غير قادر على الردع السياسي، لأن إيران اجتاحت حكومتنا وسياستنا، وتركيا تجتاح أراضي إقليم كوردستان أو شمالنا، لأن المواطن الذي يتعرض للعدوان هناك هو كردي عراقي، وأنا يهمني أمنه واستقراره، والحكومة العراقية لم تسلح البيشمركة للدفاع عن حدود العراق، بل إن الحكومات العراقية المتتالية هي التي أضعفت قوات البيشمركة عمداً بعدم تسليحها وبعدم الموافقة على أن تسلحهم وتدربهم ألمانيا".
 
وخلص الشريفي إلى أن "إسرائيل ستضرب أهدافاً عراقية محدودة ومنتخبة، تستهدف منظومات القيادة للفصائل المسلحة ومقراتها ومخازن أسلحتها، وليس مثلما فعلت وتفعله في لبنان".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب